التعامل الإعلامي الرسمي بعقلانية مع الشابة رهف القنون الهاربة حسب تصريحاتها من تعنيف أسرتها، كان تعاملاً مميزاً، استغلال كندا وبعض الدول لقضيتها لمحاولة الإساءة للسعودية لم تنجح، نحن أكثر من 20 مليون نسمة، نسبة الإناث من هذا العدد تقترب من النصف بنسبة تتجاوز 49 ٪، وطبيعي أن نجد في مجتمعنا كالمجتمعات الأخرى أموراً قد تكون فردية، ولكن لو استغلت إعلامياً، قد تنعكس على سمعتنا، كما حاولت بعض وسائل الإعلام عند استغلالها قضية رهف!. الكثيرون بخبرة إعلامية بسيطة وخصوصاً من وجدوا أنفسهم فجأة من نجوم المشاهير بمواقع التواصل الاجتماعي، تعاملوا مع هذه القضية بأسلوب انعكس سلباً على مجتمعنا وليس العكس، البعض أخذ يتساءل لماذا تم التركيز على هذه القضية ووجدت اهتماماً من جانب الحكومة الكندية، عكس حوادث مشابهة وأشهرها مع الفتاة اليمنية، وتناسى هؤلاء الخبث الإعلامي والتخطيط لمثل هذه الحالات لإحراج الدول، ومحاولة تأليب الرأي العالمي علينا. ولكن هل نجحنا إعلامياً في إبراز التحولات الإيجابية وتمكين المرأة السعودية وإبراز دورها الإيجابي بالمجتمع والجوانب المضيئة المهمة بهذا الخصوص؟، نحن للأسف نتعامل مع الخبر بتقليدية، الخبر هنا يجب أن يتابع ويخطط له وليس الأمر مجرد إبراز موضوع معين والانتظار من الآخرين لإنصافه، نحن في زمن متحول، زمن خدمة الأخبار وإبرازها بحملات علاقات عامة وبدعم، لا نتوقع أن يكون الآخرون منصفين لنا، ولا نتوقع أن يكون للأمانة الصحفية وجود أحياناً، ونحن نرى التأليب علينا وشراء الذمم إعلامياً من أجل الإساءة لنا!. أثناء حضوري للتغطيات الإعلامية وخصوصاً من خلال بعض القنوات العالمية لبدء قيادة المرأة في السعودية للسيارة، تفاجأت وبألم أن من كانت مهمتهم مرافقة هؤلاء الإعلاميين المهمين، مجرد موظفي تشريفات، لتسهيل مهمتهم فقط، وهذا من وجهة نظري خطأ كبير، فمن المفترض أن يكونوا إعلاميين سعوديين، يخاطبونهم بنفس لغتهم وينقلون لهم الواقع بصورة إعلامية، فالأمر ليس مجرد موظف تشريفات يرافقهم، ويظل المسؤول الذي كلفه بالمهمة قلقاً لكي لا تكون تغطية بعض القنوات سلبية. نحن نحتاج لمن يعمل بالقنوات السعودية الخاصة ليكون صوتاً لنا بكل تجرد وهذا هو الإعلام بلغته الحالية، أعجبت كثيراً ببث برنامج الحكاية مع المذيع عمرو أديب من العُلا حيث مهرجان «شتاء طنطورة»، كان توظيفاً مميزاً للبرنامج الذي حسب بعض التصريحات يعد مقدمه الأغلى عربياً، كان بالإمكان تسخير الكثير من الإعلاميين والقنوات الفضائية بصورة إيجابية لنقل الواقع المزدهر الذي تعيشه الفتاة السعودية التي أصبحت شريكاً مهماً في بناء مستقبل الوطن، لأن ذلك هو من سيجعل قضية رهف العائلية، قضية عادية جداً، لا تحتمل كل هذا التجييش ضد وطننا، نحتاج أن نخدم أخبارنا ومنجزاتنا، وألا نتوقع أن تويتر وغيره كافية لصوتنا خارجياً، لأن ما يحدث حالياً أننا لا نسمع ولا نشاهد إلا أنفسنا والعالم الآخر بعيدون عنه نوعاً ما.