يعاني المسلمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية من هجمة صهيونية شرسة مستغلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (2001م) وتتعرض المؤسسات والمراكز الإسلامية في امريكا الى شتى انواع التهم الملفقة ومن هذه المؤسسات (المؤسسات الإسلامية الأمريكية في واشنطن) التي واجهت العاصفة بحكمة واستطاعت أن ترد التهم على أصحابها. (واليوم) بحوارها الذي بين أيديكم تلتقي مع عضو مجلس إدارة المجلس الإسلامي الأمريكي ورئيس المؤسسة الإسلامية الأمريكية في واشنطن و الأستاذ عبد الرحمن محمد العامودي الذي تطرق إلى نشاطات المؤسسة ضد الحملة الشرسةالتي واجهها المسلمون بعد (11 من سبتمبر 2001م) وكيف استطاع زملاؤه أن يواجهوا الإعلام الصهيوني الذي استغل تلك الأحداث فإليكم هذا الحوار.. بين اليهودية والصهيونية كيف تثمنون الجمعيات الخيرية السعودية ومركزكم بأمريكا؟. بيننا أولا تناصح وتشاور في أعمال الدعوة الإسلامية والاخوة في الجمعيات الخيرية السعودية يعيوننا بدعمهم المعنوية وبامكاناتهم من مصاحف وكتب وأشرطة دعوية ونشرات وغيرها. وإذا زرنا أعضاء الجمعيات نرتب لهم بعض الزيارات في الولاياتالمتحدة مع بعض اللقاءات , وما شاء الله المؤسسات الخيرية السعودية العالمية لها خطه واسعة في العمل الدعوي والخيري. @ الكتب والمطبوعات التي أشرتم إليها إلا تسبب لكم ضررا خاصة بعد أحداث سبتمبر؟ بعض الأمور فيها شيء من الحساسية التي لا تصل درجة الضرر . فمثلا نحن نفرق بين الصهيونية واليهودية . فاليهودية دين وأن اختلف عن دينيا فهو سماوي والحد الفاصل بيننا وبينهم قوله تعالى (لكم دينكم ولي دين) وبيننا وبين الصهيونية كفكر اختلاف بين ولكننا نراعي اختلاف أدب التواصل بما يضمن لنا القيام بمهمتنا الدعوية وبعض الكتب الواردة فيها شيء من الحساسية إلا أن المؤسسات الحكومية السعودية ووزارة الحج ووزارة الأوقاف والمؤسسات الخيرية أصبحت تراعي هذه الأمور فلم يعد لتلك الحساسية وجود واصبح طريق انتقال المطبوعات سالكا بين الطرفين بعون الله وتوفيقه بل أن من أفضل كتب الدعوة من حيث الانتشار وقوة التأثير كتاب قامت بطباعته سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن , ونحن بصفة عامة لو وجدنا في كتاب او مطبوعة شيئا لا يناسب الزمان أو المكان نشير إليه ونجد استجابة قصوى يحدث كل هذا دون تغيير في شيء من ثوابت الدين والعقيدة والعبادات أما الأمور الحساسة التي ذكرتها فتكون في قضايا المعاملات وهنا نجدد شكرنا وتقديرنا للجهات التي تمدنا بما يعيننا على دعوة الغير للإسلام الصحيح . نحن لا ندعم الإرهاب! @ ما حجم النشاطات والندوات التي تتكفل بها الجمعيات الخيرية والدعوية السعودية داخل الولاياتالمتحدة من خلالكم؟ رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الحرمين الشريفين الخيرية , وغيرها لها نشاطات طيبة من خلالنا بل أصبح لها في الآونة الأخيرة مخيماتها الدعوية الخاصة بها إضافة الى ما تقدمه من خلالنا أو عن طريقنا , ونحن دائما نتعاون معها ونعينها على أداء الرسالة المشتركة. @ ولكن من المؤسف أن هناك من يتهم هذه الأعمال الخيرية الدعوية بدعم الإرهاب ما وجهة نظركم وما دوركم في الرد على هذه الدعاوي الباطلة؟ نحن متهمون مثلها وأكثر بحكم وجودنا داخل الولاياتالمتحدة ونقولها عالية لا حياء في الدين وما نقوم به من أساسيات ومتطلبات ديننا الإسلامي , لذا فإننا لا نعتذر ولا نغير ولا نبدل ما فعلناه باقتناع حسب ما يدعو إليه ديننا ولكنا فقط نشرح بعض القضايا للأمريكان ليستوعبوا ما يدعو إليه الإسلام بصورة صحيحة فنحن نحاول الوصول الى التفكيرالأمريكي ليعرف من نحن وكيف نفكر لا لكي نعتذر أو نقدم التنازلات لمجرد أنهم من نظرة سطحية وصفونا بالإرهاب فالدعوة مكفولة لنا هناك كما ان العمل الخيري مكفول لنا بنص القانون أما المحظورات فمنها التعاون مع بعض الجهات التي وصفت بالإرهاب من وجهة نظر أمريكية كتنظيم القاعدة التي لا تعاون معه , وننصح المؤسسات الإسلامية في كل مكان ان تستمر في عملها بقوة على ان تكون بعيدة عن الشبهات ومستوفية لكل الشروط المعمول بها في كل دولة كاستكمال الأوراق الثبوتية ومراعاة الجوانب القانونية وضبط الأمور المالية وتوثيقها بدقة. ومما يؤسف له أن مكاتب بعض المؤسسات الإسلامية الخيرية في الباكستان والبوسنة وغيرهما تم استغلالها لأعمال لا تندرج ضمن مهامها الأساسية الا أن هذا الاستغلال لا يعني ان تتوقف المؤسسات عن أداء رسالتها ولا يعني وصفها جميعا بالإرهاب. وعلى المؤسسة الاتصاف بالشفافية فتعترف بالخطأ وتعالجه وتعلن عنه ثم تمضي في عملها , فهذا هو الذي يجعلها في مأمن من الشكوك والاتهامات غير الصحيحة، إما أن نستجيب للضغط من كل من هب ودب فليس مقبولا, وعلينا أن ندرك أن في أمريكا منظمات وجمعيات صهيونية متطرفة همها الأوحد القضاء على كل ماله علاقة بالإسلام دون أدنى استعداد حتى لمجرد فهم ماذا تفعل هذه المؤسسة أو تلك ما دامت إسلامية!! هؤلاء المتطرفون رفعوا شعارا جديدا سموه (تجفيف المنابع) مقاصده واضحة وعلى الجمعيات الإسلامية عدم التخوف وعدم الانصياع للضغوط وعدم التأثر سلبا بما يشاع بل تمضي قدما في رسالتها وتعترف بالخطأ دون استحياء مع العمل على تصويب الخطأ باستمرار فور ظهوره , كل هذا يعطي الآخرين انطباعا عمليا عن صحية وجدية مواقفنا ومنطلقاتنا , أما الاستجابة لكل النداءات المغرضة والرد الفوري بأننا لن نتعاون ولن نعمل .. ولن .. فتخاذل عن المبادئ ليس له ما يبرره , كما ان الاستجابة لأي مطلب يغري بزيادة المطالب حتى يتوقف نشاط الجمعيات وهذا ما يريدونه ولا نريده , وقد حسم القرآن الكريم ذلك بالقول الصريح بان اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم وبالطبع لن يحدث هذا. وهناك وقفة لابد منها وهي ان عمل الخير ليس قانونا نطبقه على الآخرين بل لابد ان تكون البداية من الذات , نبدأ بأنفسنا ثم بالأهل ثم بالأقربين ثم بالقرية ثم المدينة ثم البلد ثم بعد كل هذا يبدا الانفتاح على الآخرين , وعلى اللجان الإسلامية ان تقوم ببعض الجهود ولو في دول غير إسلامية كما في الكوارث من براكين وأعاصير وفيضانات وأمراض الإيدز. اجل نحن مسلمون ومهمتنا دعم المسلمين بالدرجة الأولى أينما كانوا ولكن دون ان ننسى مبدأ إعانة المحتاجين من منطلقات إنسانية بحتة هذه هي رسالة الإسلام وهذا هو العمل الدعوي في اكمل وجوهه ومعانيه. لا توجد رقابة علينا @ هل أدت احداث سبتمبر الى فرض نوع من الرقابة على المركز الإسلامي بأمريكا؟. لا توجد رقابة محددة ومعينة ولكننا نعلم يقينا اننا تحت المهجر لذا نراقب أنفسنا قبل أن يراقبنا أحد أيا كان , ونحن نمارس الرقابة الذاتية لأننا مسلمون وعلى يقين من مراقبة الله لنا ومن كان هذا شأنه لا يخشى رقابة العباد لأنه مهيأ لها بالضرورة وأحداث سبتمبر فقط زادت من درجة حرصنا ومن درجة مراقبتنا لذاتنا وأعمالنا , لذا لا نخشى إلا الله في كل ما نعمل. الإعلام الأمريكي !! @ ما الذي يفعله المركز الإسلامي لدعوة الأمريكان إلى الإسلام؟ منطق أمريكا والغرب عموما هو الإقناع وهذا المنطق هو أساس عملنا الدعوي لذا فنحن لا نضيع الوقت في مسائل تصادمية مثل: من منا على حق. بل نقود دعوة القلم ودعوة الأخلاق ودعوة معاملة الجار بالحسنى ودعوة إعانة المحتاج لكونه إنسانا لا لشيء آخر ولنا في الرسل الكرام أسوة حسنة فقد كان سلوكهم يجذب إليهم الناس فيسألون دون حرج فيعرضون عليهم دعوتهم ليجدوا القبول والاستجابة , وبالطبع نحن لن نصل لمراتب الرسل ولكنا بهم نهتدي ونقتدي علنا نجد بعض القبول ,وأقوى سلاح نستخدمه في الدعوة هو سلاح الكلمة الطيبة والتسامح وبحمد الله الكثير من المؤسسات الإسلامية بدأت تعي هذه الأساليب وتعمل بها لخدمة العمل الدعوي. @عملكم الدعوي يعتمد أساسا على الإعلام , الا تعتقدون ان الإعلام الأمريكي ضيق عليكم بعد أحداث سبتمبر؟. في عام 1993 م كانت محاولة تفجير مبنى التجارة الدولية , تلتها قضية أوكلاهوما , ثم محاولة تفجير طائرات , ثم .. ثم .. , وانتهاء بأحداث سبتمبر الدامية ! في كل هذه الأحداث نرى أن الإعلام الأمريكي بنسبة لا تقل عن 80 % إعلام عقلاني حيادي يؤدي عمله بكثير من الواقعية , أما النسبة الباقية وهي 20% فإما الإعلان المعادي أو إعلام الإثارة وهو الإعلام الذي يسيطر عليه الصهاينة او اللوبي اليميني المتطرف. وفي أمريكا شباب مسلمون يعملون في أجهزة وقنوات إعلامية مملوكة للغير وما ينقصنا هناك هو الإعلام الخاص بنا فمثلا رغم كثرة القنوات لا نملك قناة لنا ورغم كثرة الصحف والمطبوعات لا نملك واحدة مما يقلل من فرص إيصال صوتنا الى آخرين عبر قنواتنا وبالطبع لا نستطيع إلزام أحد بان ينشئ لنا في أمريكا قناة خاصة ولكن نتوجه بنداء الى كل العرب والمسلمين ليثبتوا لنا عبر قنواتهم برامج دعوية بلغات غير عربية , فمثلا تلفزيون المملكة العربية السعودية يبث برامج باللغتين الإنجليزية والفرنسية حبذا لو تم بث برامج دعوية مماثلة عبر القنوات العربية الفضائية الخاصة. كثيرون من الغرب كانوا يوما ما في المملكة وعادوا الى ديارهم واحتلوا مواقعهم في دولهم , ولديهم خلفية طيبة عن البلاد , وهؤلاء يشتاقون لأية مادة تبثها قنوات سعودية بلغتهم , فلماذا لا نحاول توظيف كل هذا في العمل الدعوي . إذن نحن بحاجة الى صوت إسلامي متزن ولا فرق بين أن يوجه الى أمريكا من أي مكان و يبث من أمريكا نفسها وأدعو لأؤكد ان 80% من الإعلام الأمريكي على علاقة طيبة بنا وتناوله لكل ما يتعلق بالإسلام واقعي .. ربما يرى البعض ان الإعلام المغرض الذي يمثل 20 فقط هو الأعلى صوتا وهذا جائز ولكنه يظل يمثل فئة ضئيلة توجهاتها معروفة وليست ذات تأثير على الشارع الأمريكي بكل فئاته. @ وهل حاولتم التنسيق مع بعض رجال الأعمال المسلمين لإنشاء قناة أو صحيفة إسلامية؟. بكثير من المرارة والأسف أقول أن بعض هؤلاء لا يحب القيام بعمل كهذا والبعض الآخر لا يمانع ولكنه يصر على ان يملي علينا إرداته فيرينا ماذا نقدم وماذا نترك وكلاهما لا يخدم الدعوة في شيء وأقول بكل صدق والله على ما أقول شهيد لو استطعنا إنشاء منبر إعلامي لوصلنا الى العقلية الأمريكية المتعطشة لمعرفة الحقائق من مصادرها الأمينة , ونسأل الله تعالى ان يوفقنا ويقيض لنا من يقوم بهذا العمل دعما للإسلام وطلبا للثواب من رب العباد. نحن أهل دعوة ولا نفهم كثيرا في الاستثمار الذي يؤرق رجل الأعمال فليأتوا بأنفسهم ويستثمروا في مجال الإعلام الإسلامي عبر بنك التنمية الإسلامي او هيئة الوقف العالمية. زيارة سمو ولي العهد @ سمو ولي العهد زار أمريكا بعد أحداث سبتمبر . كيف استقبل الشارع الأمريكي هذه الزيارة. زيارة الأمير عبد الله كانت زيارة قوية بكل المعايير وقد نقلها الإعلام الأمريكي بطريقة إيجابية كانت سندا لجهودنا الدعوية ودعما لكل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين وقد تفاعل المجتمع الأمريكي بكل قطاعاته مع هذه الزيارة التي كان لها دوي وأصداء في كل الأوساط وحبذا لو تكررت مثل هذه الزيارات التي تخدم الإسلام من كل الوجوه , هذا ما لمسته عن كثب من خلال التعامل المباشر يوميا مع الشارع الأمريكي وكل قطاعات المجتمع من أمريكيين ومقيمين من المسلمين وغيرهم. أما المردود الإيجابي للخطاب السياسي او النتائج الإيجابية لهذه الزيارة على المستوى السياسي فقد نقلتها أجهزة الإعلام وتابعها الجميع ولا اعتقد أني سأضيف جديدا. @ وزيارة سمو الأمير تركي الفيصل للمؤتمر الإسلامي بواشنطن؟. العامودي / زيارة الأمير تركي لأمريكا ومشاركته في المؤتمر ولغة التخاطب التي استخدمها سموه للوصول إلى التفكير الأمريكي كلها كانت رائعة حققت الهدف المباشر وقد تم نقل ذلك عبر الكثير من وسائط الإعلام. الشعب الأمريكي @ بعيدا عن السياسة كيف ترى علاقة غير المسلمين بالمسلمين في المجتمع الأمريكي؟ الشعب الأمريكي بعكس ما يشاع عنه يمتاز بصفات رائعة فهو شعب طيب متدين فقط ينتظر من المسلم إبداء حسن النية والبدء في الأخذ والعطاء ليبادله شعورا بشعور أما بعد سبتمبر فقد نجح الإعلام المغرض في زرع نوع من الحساسية في نظرة الأمريكي العادي للفرد المسلم حدث هذا في الأسبوع الأول وربما الثاني من الضربة فأصيب المجتمع بنوع من الذهول ولم يدر ماذا يفعل ولكن بعد ذلك عاد الوضع طبيعيا وعاد المجتمع الأمريكي إلى عقلانيته المعروفة عنه وتلاشت الحساسية تدريجيا إلا أن إعلام اللوبي الصهيوني لم ييأس لأنه يحاول توظيف كل سانحة لنعت المسلمين بالإرهابيين وبصراحة لا توجد مشكلة حقيقية بين المسلم والمجتمع الأمريكي وان كانت هناك أية مشكلة فهي مع اليمين المتطرف وبعض الحاقدين. هذه فئة مهيمنة ! @ الإعلام المعادي الذي يصلنا عبر وسائط عديدة من داخل أمريكا هل يمثل الخطاب السياسي أم صوت الشارع أم صوت فئة مهيمنة عليه ؟ الإعلام المعادي هو صوت فئة مهيمنة ولا تزيد النسبة عن 20% كما ذكرت ولكن هذه الفئة عالية الصوت بحيث يطغى صوتها ولو كان باطلاً على الكل. وهذا الإعلام المعادي يتحرك في مسارين أحدهما يتزعمه زعماء الكنيسة المتطرفة وهم قساوسة لهم قنواتهم وصحفهم ومنابرهم، والمسار الثاني اليمين المتطرف وهو ذو توجه عقائدي هدفه ضرب الإسلام في عقر داره في أرض الحرمين الشريفين ويسعى لو وجد سبيلاً إلى تنصير المسلمين حتى داخل الجزيرة العربية ! ويرى هذا اللوبي أن أحداث سبتمبر خلقت مناخاً لتأليب الرأي العام العالمي بدءا بأمريكا ضد المسلمين وهو بهذا لا يرى وقتاً أنسب من الآن لزعزعة المسلم عن دينه ليكون بين خيارين إما أن يترك دينه ويكون دون غيره على أي دين، أو ينتقل إلى دينهم طائعاً مختاراً هذان المساران هما الأعلى صوتاً في الإعلام الأمريكي رغم قلة نسبتهم كما أسلفت وفي حال عدم النجاح في تنصير المسلمين فالحل الثاني في نظرهم هو الإتيان بالنصارى واليهود إلى الجزيرة العربية بعد القضاء على من فيها من المسلمين ! بهذه المعتقدات ينظر اللوبي الصهيوني إلى المملكة العربية السعودية ولكنه اصطدم بالإسلام المطبق سلوكا وعملاً ومنهج حياة في كل خطوة من خطوات المملكة وقراراتها، واصطدم أيضا بوجود قيادة رشيدة مخلصة الانتماء للإسلام والوطن ، واصطدم بولاء مطلق من الشعب لولاة الأمر.. اصطدم اللوبي الصهيوني بكل هذا وتيقن أن المملكة العربية السعودية ليست لقمة سائغة فانهارت أحلامه ولم يبق إلا قرع طبول الإعلام الأجوف عله يجد مجيباً ولكن هيهات هيهات فالمملكة منيعة الحصون بدينها وقادتها وشعبها، والله قادر على رد كيد العدو إلى نحره. تمسك المملكة بدينها وبقيادتها الرشيدة وزيارة الأمير عبد الله للولايات المتحدة، كلها أمور تزعج اللوبي الصهيوني الذي يداري خيبته بالصوت العالي ضد المملكة ورموزها. أما المشكلة الحقيقية فهي أن هناك من ينتمي إلى هذا اللوبي في مراكز صنع القرار كوزير العدل ووزير الدفاع ونائب وزير الدفاع ونائب رئيس البلاد مما زاد من حجم الحملة الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية والإسلام. في المقابل علينا مخاطبة أمريكا بصوت واحد هو أننا مع الحق العربي المسلم الثابت، ومع عقيدتنا الإسلامية بكل مرتكزاتها، وما أوردت قولي هذا إلا لأني لاحظت أن في الجهاز الدبلوماسي الإسلامي من يحاول أن يسترضي الأمريكان وهذا خطأ.. وبنفس القدر أشيد بموقف سمو الأمير نايف في هذه القضايا لأنه موقف قوي جداً. الرد على الدعاوى الباطلة @ ثلاث قضايا يثيرها إعلام اللوبي الصهيوني للنيل من الإسلام وهي اتهام الإسلام بهضم حقوق المرأة، واتهام العقوبات الحدية بأنها جائرة، وقضية حقوق الإنسان.. بم تردون على هذه الدعاوى؟ عند قدومي من أمريكا كان معي وفد للوقوف على هذه القضايا تحديداً بدعوة من سمو الأمير سعود الفيصل. وأرى أن هذه الدعوة من سموه أسلوب عملي للرد على الشبهات حيث سيرى الوفد بعينه أن المرأة المسلمة معززة مكرمة تنال كل حقوقها، ويتأكد بنفسه أن في القصاص حياة، ويعرف عن قرب أن حقوق الفرد مكفولة وكذلك حقوق الجماعات أياً كانت.. وهذه الدعوة ليست ذات طابع سياسي بل دعوة لشخصيات عامة ليشاهدوا بلادنا على الطبيعة ثم يقارنوا ما سمعوه بما شاهدوا. وأعتقد جازما بأن سمو الأمير سعود الفيصل بدعوته هذا الوفد سن سنة حسنة لأن من رأى ليس كمن سمع, وخير مناصرة لقضايانا هو الاحتكاك لأن من رأي الدعاوى والافتراءات لا وضع الحواجز بيننا وبينهم بحجة أنهم لن يرضوا عنا ولن يستوعبوا رؤيتنا التي يمليها علينا ديننا الإسلامي. وأتمنى مستقبلا أن تقوم جامعات المملكة بزيارة طلاب وأساتذة الجامعات كما دعا سمو الأمير سعود الفيصل الوفد ولا بأس من تبادل الزيارات بزيارة هذه الجامعات وغيرها لشرح وبيان موقفنا. ولا يقتصر الأمر على تبادل الزيارات بين الجامعات بل تمتد الزيارات المتبادلة إلى الصحف وأجهزة الإعلام واللجان والمؤسسات... إلخ لهدف واحد هو نقل الصورة الحقيقة عنا لمن يطلق علينا هذه التهم جزافا لأهداف معروفة. وأورد لكم هنا حقيقة عن المجتمع الأمريكي قد لا يعرفها الكثيرون وهي أن أغلب أفراد المجتمع بسطاء لا يلهثون خلف الإعلام الضخم ذي الصوت الطاغي بل يبحثون عن المعلومة الصحيحة لدى أجهزة الإعلام المحلية الكثيرة المنتشرة بينهم ولا أعتقد أننا لو وحدنا الكلمة والجهد سنجد صعوبة في الوصول لهذه الأجهزة المحلية بعكس الإعلام الرنان الذي يصعب أن نؤثر عليه أولا والذي فقد مصداقيته عند الشعب الأمريكي ثانيا. وباختصار أرى أن أفضل طريقة لدرء هذه الشبهات هو الوصول إلى الإعلام المحلي عبر الزيارات المتبادلة مع المؤسسات الأهلية والثقافية والاجتماعية وغيرها. تنتشر.. ولكن لن نذوب @ ويتهمون المسلمين أيضا بأنهم يخلطون بين الدين والسياسة فهل ترى ضرورة الفصل بينهما أم أن الإسلام منهج متكامل للحياة؟ في العقيدة والعبادات أرى أن الإسلام منهج حياة متكامل ولا مجال لأي تأويل أو زيادة أو نقصان. أما في المعاملات فهناك مساحة فيها درجة عالية من المرونة للتعامل مع السياسة , مع الإعلام, مع المستجدات, مع الاقتصاد,.... إلخ. المسلمون في أمريكا تصل نسبتهم إلى حوالي عشرة ملايين مسلم. وهذا العدد لا يمكن أن يهجر الحياة ويتقوقع وينظر إلى الحياة كلها بأنها رجس من عمل الشيطان. ما الذي سيحدث إذا تقوقع المسلمون؟ ستحاك حولهم الشائعات وفي غياب الرد ودفع الشائعات سيميل المجتمع لتصديق كل ما يقال من هنا أرى أن التقوقع آفة ولابد من الانفتاح. ونحن عندما ننفتح على المجتمع الأمريكي لا نرمي إلى أن نذوب فيه وتضيع هويتنا بل ننفتح عليه ليرانا على حقيقتنا.. ومن هنا أنادي بأن ننتشر في المجتمع الأمريكي من غير أن نذوب فيه كما فعل اليهود من قبلنا وبخبرة (13) سنة داخل أمريكا أرى أن تأثيرنا أصبح كبيرا جدا على المجتمع خلال هذه السنوات القليلة, والآن لا خيار لنا في أمريكا إلا الانتشار والتواصل. وفي إسلامنا الكثير جدا مما يمكن نقله إلى المجتمع الأمريكي لتحسينه واثقين أنه لن يرفض ما دام مفيدا.. علينا أن نعمل ولا نخشى العواقب لأن كل من يعمل مأجور, ان أصاب له أجران وإن أخطأ له أجر فلماذا لا نشمر عن سواعدنا ونعمل قدر المستطاع؟ بعض المسلمين ينادون بأن يغادر المسلمون بلاد الغرب لأنها بلاد كفر, ويعودوا إلى بلادهم ومواطنهم ليعيشوا بين أهلهم المسلمين! هذه دعوة خطيرة لا أتمنى لها النجاح لأن هذا إن تم فمعناه حدوث فصل تام بين الفئتين ومعناه أن تكن كل فئة العداء للفئة الأخرى إلى يوم الدين.. ونحن في أمريكا لسنا طابورا خامسا لمساعدة أمريكا لتمضي في غيها بل نحن هناك لترشيد أمريكا لتعرف من نحن حقيقة لأن في هذا فائدة لها وللمسلمين وللعالم أجمع. 10 ملايين مسلم و3 آلاف مسجد @ كم يبلغ تعداد المسلمين بدقة في أمريكا؟ أمريكا لا تهتم بالإحصاءات حسب الديانة بدقة ولكنها تعترف بوجود ثمانية ملايين مسلم إلا أن مصادرنا أكثر دقة من خلال المساجد وصلوات العيد وصلوات الجمعة. ومصادرنا تؤكد أن عدد المسلمين في كل الولايات ليس أقل من عشرة ملايين فمثلا في بعض المساجد تقام صلاة الجمعة أربع مرات في اليوم الواحد لأن الجامع رغم مساحته الشاسعة لا يتسع لكل المصلين وفي بعض المصليات يصل من يؤدون صلاة العيد إلى ستين ألفا من المصلين. @ هل تجدون صعوبة في إيجاد أو بناء مساجد؟ لا توجد أية مشاكل إدارية أو تنظيمية في إنشاء وبناء المساجد وبحمد الله لدينا أعداد كافية من المساجد في كل مكان ونستطيع بناء المزيد. ليس هذا فحسب بل إن بعض هذه المساجد قادرة على بناء جامعات ومستشفيات ومؤسسات إسلامية. لقد ولى زمن بناء المراكز الإسلامية الفاخرة وجاء وقت بناء مرافق خدمية أخرى تضم في داخلها مصلى. ويوجد الآن في ولايات أمريكا أكثر من ثلاثة آلاف مسجد أو مركز إسلامي كما يوجد أكثر من أربعمائة مدرسة إسلامية كلها عاملة, وكل هذه الأرقام وفق إحصاءات موثوقة لدينا. ندين العنف بكل صوره @ ألا تخشون من اتهامكم بالانتماء لتنظيم القاعدة؟ لم يحدث أن وجه إلينا أحد مثل هذا الاتهام ولا نتوقع أن يتهمنا أحد بهذا في المستقبل لأن الكل يعرف اننا نتفق مع التنظيم في بعض الأهداف ولكن مختلفون اختلافا جوهريا في الأسلوب لأننا ضد العنف بكل صوره مع الأبرياء والعزل والخصوم بصفة عامة لأن هناك وسائل أخرى غير العنف. وأصحاب القاعدة - هداهم الله - أضرونا ليس في أمريكا بل في العالم كله. @ وكم نسبة الأمريكان الذين يربطون الإسلام بالإرهاب بعد 11 من سبتمبر؟ ليست لدي إحصائيات دقيقة ولكن هناك نقطتان أود تأكيدهما أولا هما إن النسبة زادت بالفعل بعد أحداث سبتمبر بصورة مذهلة.. أما النقطة الثانية فهي ان الشعب الأمريكي بطبعه عقلاني وليس بالسهولة أن يصدق كل ما يقال ويشاع. @ المسلمون الجدد الذين اعتنقوا الإسلام حديثا, كيف ترى تمسكهم بدينهم مع تصاعد الحملات ضد الإسلام بعد أحداث سبتمبر؟ كادت الحملات المغرضة أن تؤثر فيهم لولا لطف الله وعنايته وجهودنا المكثفة في التقرب منهم والوقوف معهم ومؤازرتهم ومدهم بالكتب والأشرطة والمطبوعات قبل أن تخطفهم الشائعات والإعلام الصهيوني. وبحمد الله خرجنا بهم إلى بر الأمان سالمين ونسأل الله لنا ولهم الثبات. @ هل المجتمع الأمريكي بعد أحداث سبتمبر بدأ يتعمق في الاسلام أم اكتفى باعتباره دين الإرهاب؟ بحمد الله الأمريكي إنسان متعمق ليس من السهل أن تنطلي عليه الدعاوى غير المؤسسة. ومن هذا المنطلق لم يصف الإسلام بالإرهاب إلا ال 20% الذين تحدثت عنهم وذلك لشيء في نفوسهم أما الباقون فلا يحملون ضغينة للإسلام ولا يصفونه بالإرهاب بل أصبحوا يدرسونه بتعمق أكثر. قل التعاطف مع إسرائيل @ هناك نظرية علمية تقول "لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار مضاد له في الاتجاه" هل تنطبق هذه النظرية على تغاضي أمريكا عن جرائم إسرائيل ضد المسلمين مما أثار حفيظة المسلمين ضد أمريكا؟ بعد أحداث سبتمبر قل تعاطف المؤسسات التي يديرها اللوبي الصهيوني مع إسرائيل رغما عنها! لذا جعلت هذه المؤسسات تكشر عن أنيابها وتتعامل بحساسية مفرطة مع كل ما هو إسلامي عربي. واللوبي الصهيوني يحس يوما بعد يوم بأنه يخسر الرأي العام الأمريكي مما يعد دعما معنويا للقضية العربية وهذا ما يجعله يعيش هاجس الخوف من تنامي الموقف العربي الإسلامي في أمريكا كرد فعل طبيعي لممارسات إسرائيل في الأراضي العربية المحتلة. لدينا أصدقاء في مراكز عليا @ ألديكم أصدقاء أمريكيون في مراكز عليا؟ نعم لدينا أصدقاء أمريكيون كثيرون من أصحاب المراكز الكبيرة في الدولة إلا أن ضعف إمكانات المركز لم يجعلنا نصل حتى الآن لأعداد كبيرة من الشخصيات ذات المناصب المهمة ليكون تأثيرنا أكبر. @ وكيف وجدتم هذه الصداقات؟ علاقاتنا بهم تبدأ بزيارات عمل تتحول إلى صداقات وزيارات اجتماعية متبادلة, ثم ندعوهم إلى أعيادنا ومناسباتنا رغم أن في شرقنا من يسهجن دعواتنا لهم في مناسبات دينية خاصة بنا كالأعياد. ونحن بالمثل نزورهم لاقتناعنا بأن هذه الزيارات تيسر وصولنا إلى قلوبهم وتفكيرهم كما وصلنا إلى بيوتهم ومنتدياتهم. ونحن مؤمنون تماما بضرورة الاحتكاك حتى نتمكن من التأثير فيهم ولا نؤمن بنظريات التأثير عن بعد ما دام الاحتكاك ممكنا بحكم وجودنا بينهم وقد بداالتأثير واضحا والاستجابة حقيقية فمثلا في لقاءات بهم في منتديات قبل أن نلبي دعوتهم نوضح لهم أن تكون موائدنا وموائدهم أيضا خالية من كل أنواع الخمور والمسكرات كما نوضح ضرورة خلو المأكولات من لحم الخنزير بل نطلب أحيانا أن يكون اللحم كله من المجازر العربية والإسلامية لنا ولهم ويستجيبون لما طلبنا. ما دام الأمر كذلك فلا أرى حرجا في التداخل معهم في حدود الشرع وفي حدود مقتضيات الدعوة. طلابنا وطالباتنا في جامعاتهم @ هل يتعرض الطلاب المسلمون والطالبات في جامعات أمريكا إلى مضايقات في إجراءات القبول والدراسة وما دوركم في تذليل بعض العقبات؟ سفارات الدول العربية والإسلامية تقوم بدورها خير قيام في مواجهة هذه الحالات وتصل لنتائج مرضية. أما ما تقوم به فهو مخاطبة الجامعات وتوعيتها بان من مصلحتها وجود طلبة عرب ومسلمين لأن وجود هؤلاء يزيد من دخل الجامعة ماليا ويفيد الجامعة أدبيا ويعزز موقف الجامعة بين الجامعات من الناحية الأكاديمية كلما أصبح تركيزها على نشر العلم من منطلق الارتقاء بالإنسان بعيدا عن أي تأطير لهذا الإنسان بحسب لونه أو انتمائه السياسي أو وضعه الاجتماعي أو عقيدته. ولا شك أن كل جامعة بحاجة لهذه السمعة لتستقطب الباحثين عن العلم حقيقة. والجامعات متى ما اقتنعت بوجهة نظرنا التي هي في صالحها تقوم بمخاطبة مراكز صنع القرار ليغيروا مواقفهم في شروط القبول بالجامعات والاستمرار فيها, وهكذا تصل الجامعات إلى اصدار قرارات في صالحها وفي الوقت نفسه تكون القرارات في صالح الطلاب المسلمين الذين هدفهم الأول تحصيل العلم في بيئة يسهل فيها الاحتكاك بالآخرين. وأغلب الجامعات الآن تقبل طلابنا وطالباتنا دون أية مضايقات وتكفل لهم حرية العبادة وتؤمن لهم أماكن للوضوء والصلاة داخل الحرم الجامعي مع عدم الاعتراض على الحجاب الإسلامي كزي للطالبات. التطبيق الحرفي للقانون @ الأنباء تتناقل عن وجود موقوفين مسلمين, ومنهم سعوديون, لمخالفات مرورية أو غيرها من المخالفات اليومية غير السياسية. ويقال ان هذا الإيقاف زاد بعد أحداث سبتمبر ما مدى مشروعية إيقافهم ومحاولة تسيير الأمور؟ فعلا بعد أحداث سبتمبر أصبح هناك نوع من التطبيق الحرفي لقوانين كانت موجودة في الأنظمة ولكن كان يحدث فيها بعض التجاوز وشيء من المرونة. بعد سبتمبر أصبح كل بند من النظام يطبق حرفيا وهذا لا يعني صدور قرارات خاصة بالعرب والمسلمين بعد سبتمبر لإذلالهم عقابا لهم.. لا لم يحدث أمر كهذا, فالقوانين التي تنظم الإقامة والتنقل داخل أمريكا كانت موجودة ومطبقة قبل سبتمبر إلا أن هامش التجاوز فيها هو الذي أصبح ضيقا. نحن نحاول مساعدة من نستطيع فإذا أخفقنا نتصل بالسفارة التي تكمل ما بدأنا حتى الوصول لحلول مرضية. وهناك حالات لأفراد لا علاقة لهم بالجالية العربية والإسلامية وغير مرتبطين بالمراكز وتصلنا معلومات عن تعرضهم للتمييز العنصري, ورغم عدم وجود علاقة تربطنا بهم نهب لنجدتهم ونصل إليهم أينما كانوا ونعمل جادين على تذليل ما نستطيع من صعوبات حتى لا يضاروا. ورغم أن وزير العدل الأمريكي ضمن اللوبي الصهيوني إلا أن مما نشهد به أن وزارة العدل أنشأت بعد سبتمبر قسما خاصا لحماية العرب والمسلمين وهذا القسم ليس للكسب الإعلامي الخادع بل لتقديم حماية حقيقية وكل من يتعرض لأي نوع من التمييز أو أية مسلمة تتعرض لمضايقات بسبب الحجاب الإسلامي .. كل هؤلاء يجدون الحماية متى ما لجأوا إلى هذا القسم مباشرة أو عن طريقنا. ونحن نشكر الحكومة الأمريكية على إنشاء هذا القسم الذي يعمل بكفاءة عالية ويقدم للمسلمين خدمات جليلة قل أن تتوفر في دولة أخرى في الغرب. بين التآخي ودعم التطرف! @ بات الأمريكيون بعد سبتمبر يرون كل مسلم في بلادهم نسخة من بن لادن؟ وماذا نتوقع من شعب فقد الأمن والأمان فجأة بين عشية وضحاها؟ للأسف سؤالكم في محله والحساسية موجودة منذ 11 من سبتمبر وكما أسلفت يغذي اللوبي المتطرف هذا الإحساس ويسعى إلى تعميقه بكل الوسائل. إلا أن ثقتنا بالله وبعقيدتنا وأعمالنا ثقة مطلقة لا حدود لها وقد أعلنا منذ الدقيقة الأولى بأن لا صلة لنا بتنظيم القاعدة. وبالفعل بدأ الشعب الأمريكي يفيق من الصدمة وبدأت درجة الحساسية ضد الإسلام والمسلمين تتضائل بل تلاشت في بعض المستويات. @ التواد والتآخي صفات إسلامية نقية إلا أن هناك من يرى التعاون بين مسلمي الجمعيات الخيرية نوعا من دعم الإرهاب وقد رد سمو الأمير نايف على كل ذلك في كثير من مؤتمراته, فما تعليق رئيس المؤسسة الإسلامية الأمريكية في واشنطون؟ قد لا تصدق أن الشعب الأمريكي الطيب بطبعه يعاني من قلة الوعي بمقومات الشخصية المسلمة ومتطلبات المجتمع الإسلامي كالتراحم والتعاطف وغير ذلك من المعاني السامية. واللوبي المتطرف يعرف هذه النقطة جيدا ويوظفها أسوأ توظيف لتدمير نظرة الود من الأمريكي البسيط للمسلم الملتزم بشعائره لذا يصور هذا التراحم بأنه عين الدعم للإرهاب مع سبق الإصرار. دورنا هنا - كأهل دعوة - نشر الوعي بديننا سلوكا وعملا ومعاملة حتى نبين لغيرنا بالعمل من نكون, فإذا نجحنا في تقديم أنفسنا للآخرين سهل عليهم بعد ذلك تفسير سلوكياتنا بمقتضى الفهم الجديد للإسلام وعندها سيتضح مخطط اللوبي لزرع الفتن بين المجموعات ليخلو له الجو. ولأن الشعب الأمريكي عقلاني كما قلت فيوازن بين ما نفعل وما يشاع عنا في الأجهزة الإعلامية المغرضة فإذا ما عقد هذه الموازنة العقلانية لا نشك إطلاقا في أن كفتنا ستكون الراجحة. وقد بدأت النتائج تظهر لصالحنا حيث بدأ الشعب الأمريكي يمل من أبواق اللوبي المتطرف التي تريده أن يعيش في سلسلة من الأكاذيب الكبيرة. إلى أسر الموقوفين والمحتجزين @ وإلى أين وصل تعاونكم مع الموقوفين ومن يتصدون للدفاع عنهم؟ التقينا مع عدد من المحامين في زيارتي للسعودية وتشاورت معهم جميعا ونقلت نتائج هذه المشاورات لمحامينا الموثوق بهم في أمريكا ليستعدوا ويوجهوا الدعوة لهؤلاء المحامين ليأتوا إلى واشنطون. ونحن مستعدون للتعاون المطلق مع كافة الأطراف حتى تقدم لائحة الاتهام وسنتابع أيضا حيثيات الاتهام كما سنتابع سير القضية بعد تحديد التهم وبدء المرافعات حتى يتم تجريم من تثبت عليه التهمة أو الحكم ببراءة كل من كان على حق بحيث يجد الجميع عدلا قضائيا. نحن سندعمهم دعما كاملا بكل ما نستطيع لأن هذا واجبنا من منطلق إسلامي. وسنسعى بما أوتينا من قوة للوصول بالقضايا إلى الكونغرس الأمريكي والإعلام الأمريكي. ولا أنسى هنا نقل أسفي لأسر هؤلاء الشباب الذين وجدوا أنفسهم بلا مقدمات في وضع حرج وأرجو منهم الاحتساب والصبر فالوضع الذي فيه أبناؤنا نوع من الابتلاء وكل مؤمن مصاب ولا أنسى دعوة أسر الموقوفين بكثرة الدعاء لهم. @ وماذا عن التعاطف مع شباب غوانتنامو؟ التعاطف موجود ولكني أوجه نداء عاجلا إلى أهالي المحتجزين ليخرجوا إلى الإعلام ويدركوا أن القضية الآن في أمريكا يمكن إيجازها في حكومة وإرهاب ولا ثالث لهما. لابد من إبراز صور المعتقلين لابد من شرح قضايا اعتقالهم, لابد لزوجة المعتقل ان تأتي لتقدم قضية زوجها مباشرة عبر الإعلام وتحمل معها كل ما يعينها على عرض القضية عرضا مؤثرا لأن كل هذا مما يغير النظرة من متهمين في قضية إرهاب إلى مظلومين خلف القضبان. عندما يكون للقضية بعد إنساني سيثور المجتمع الأمريكي كله ويتضامن مع هؤلاء المظلومين أما الآن فالشعب الأمريكي لا يعير القضية اهتماما لأنها لا تزال في نظره قضية إرهاب والحكومة تعرف ماذا تفعل . والحل الوحيد هو نقل القضية برمتها إلى واجهات الإعلام بكل صوره وأدعو أسر هؤلاء الشباب إلى زيارتنا بالمركز ليرووا لنا أدق ملابسات هؤلاء الشباب: من هم؟ وماذا يعملون؟ وما هي ظروفهم الاجتماعية؟ ولماذا ذهبوا إلى أفغانستان؟ لأن أغلب المحتجزين - حسب علمي - لا علاقة لهم بالقاعدة ولا بأية خلايا مماثلة وما دام الأمر كذلك فإن الذهاب إلى الباكستان أو أفغانستان ليس جرما ولا خرقا للعدالة. وعلى اسر وعائلات المحتجزين الجهر بكل هذا في أجهزة الأعلام: نريد أن نسمع ويسمع معنا العالم كله أمهات المحتجزين وزوجاتهم وأطفالهم يعرضون قضيتهم باللغة التي تروق لهم وبالأسلوب هو الذي يرونه مناسبا وثقتي كبيرة في أن هذا الاسلوب وحده الذي يجدي فإن لم يحدث شيء من هذا فقد يبقى الوضع على ما هو عليه فترة قد تطول وهذا ما نخشاه ولا نريد حدوثة. ولتكن البداية بإعلامنا المحلي إذ يجب على صحفنا أن تفرد صفحات لمتابعة مستجدات وتداعيات القضية مدعمة بالصور والرسائل التي أرسلها هؤلاء إلى ذويهم.