انتقد المعلق الرياضي السابق والكاتب محمد البكر حال الإعلام الرياضي، وكشف بأن كثيراً من الإعلاميين لم ينجحوا في قراءة إستراتيجية الهيئة العامة للرياضة، وأن هناك أحداثاً وقرارات أكبر من كل ما يطرح في الإعلام الرياضي، وعبر عن تقديره لثقة رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ بإعادته للتعليق، مؤكداً بأن صوته لم يتغير وحنجرته ما زالت كما أحبها الجمهور السعودي والخليجي، ولكن اعتذر عن إكمال مشواره في التعليق بحكم تقدمه في السن ومشكلة "النظر" خصوصاً من المسافات البعيدة، ودافع البكر عن حال التعليق السعودي مشدداً على وجود كفاءات مميزة مثل فهد العتيبي، وعيسى الحربين، وعبدالله الحربي، ومشاري القرني، وجعفر الصليح. جاء ذلك خلال حوار مع "دنيا الرياضة" فتح فيه قلبه، وجاء فيه: * نرحب بك في صحيفة الرياض.. بداية نسألك عن عودتك الأخيرة للتعليق بعد انقطاع طويل.. حدثنا عنها؟ * أشكركم في صحيفة الرياض على اهتمامكم بعواجيز الرياضة وأنا من بينهم، عودتي للتعليق جاءت بشكل مفاجىء، ففي اجتماع مع المستشار تركي آل الشيخ طلب مني العودة للتعليق بل وحدد مباراة الهلال والنصر بعد يومين من الاجتماع للتعليق عليها، والحقيقة إنني قاومت في البداية لكنني رضخت في النهاية، لأنه كان طلباً غير عادي من شخص أيضاً غير عادي، وفي مناسبة غير عادية، فقد كانت بداية لمرحلة جديدة للرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، ولأنني قرأت المشهد فقد كان يعز علي ألا أكون أحد عناصر هذه المرحلة، لكنني كنت أواجه قناعة صلبة تنبع من داخلي وهي أنني لا أستطيع أخذ مرحلتي ومرحلة غيري من الشباب، وهي القناعة التي دفعتني للاعتزال قبل 13 عاماً رغم أنني كنت في عصري الذهبي. الهلال بطل الدوري.. وكأس آسيا سعودي * كيف كانت التجربة وما الذي تغيّر عليك؟ * صدقني صوتي لم يتغير وحنجرتي مازالت كما أحبها الجمهور السعودي والخليجي، ولكن بحكم تقدمي في السن فقد كنت أواجه مشكلة "النظر" خصوصاً من المسافات البعيدة، ولأن أسلوبي في التعليق يعتمد على عنصر المتابعة والحماس والإندماج مع المباراة مما يتطلب سرعة التعرف على اللاعبين فقد وجدت نفسي في موقف قد أحرج من أحسن الظن بي وهو المستشار أبو ناصر، فطلبت منه عدم الاستمرار في التعليق، وكان كريماً بقبوله طلبي. * ماذا عن التعليق السعودي.. كيف تراه اليوم؟ * التعليق السعودي اليوم في وضع جيد، فلدينا أفضل معلقين رائعين وهما عبدالله الحربي وفهد العتيبي ومعهما عيسى الحربين، ومن بعدهم هناك جعفر الصليح ومشاري القرني، ومن بعد هؤلاء هناك أكثر من اسم يحتاج بعض الوقت، ومن هنا أقول: إن التعليق السعودي بدأ يستعيد مكانته مع احترامي لمن تمت الاستعانة بهم في الفترة الماضية. * منذ فترة طويلة لم نشاهد مواهب سعودية شابة في التعليق تحتل مكانة عربية بعكس ماكان عليه الحال في السابق.. مالسبب؟ وكيف نتجاوز ذلك؟ أنت تفترض بأن ما قلته في سؤالك "دقيقاً"، لكني وكما قلت لك لدينا أفضل معلقين عربيين دون منازع وليس لهما منافس في أي بلد عربي وفي أي قناة أخرى، ثق بكلامي ولو كنا نملك حقوق نقل المباريات الكبرى لرأيت المعلق السعودي في أعلى مكانة مما نسمع الآن من مبالغات وصراخ وتشويه للتعليق. * هنالك أكاديميات للاعبين والحراس والحكام.. هل ترى بأن وجود أكاديمية للمعلقين من شأنها أن تبرز لنا مواهب جديدة مميزة؟ * أنت قلت "مواهب" وفي اعتقادي أن الموهبة تحتاج لأذن تكتشفها ولخبير يدربها ولمسؤول يمنحها الفرصة، فإن توفرت هذه العناصر فلا داعي للأكاديمية. * بالنسبة للقنوات التلفزيونية الناقلة لدورينا.. ماتقييمك للمعلقين فيها؟ وما أبرز ملاحظاتك؟ * علينا أن نصبر على بعضهم موسماً أو موسمين وعلى أن يتم تعيين متخصصين في التعليق والإذاعة لتقويم أدائهم وتقييم تعليقهم فيما بعد، يكفينا ستة معلقين رئيسيين وأربعة احتياط. o نصيحة توجهها للمعلقين خصوصاً الشبان منهم؟ * لا تستعجلوا، فصعود الدرج درجة درجة، ثقفوا انفسكم، وتابعوا ما يستجد في قوانين كرة القدم، أنتم طرف ثالث في المبارة بعد الفريقين المتباريين فاحرصوا على نجاحكم كما هم حريصون على نجاحهم. بعض الإعلاميين يسيئون لأنفسهم وهذا الإعلامي يستحق سحب العضوية منه *هل المعلق الرياضي له عمر معين؟ * لا ليس له عمر معين ولكن للسن أحكام، وهناك زملاء من دول الخليج بدأوا التعليق قبلي بعشر سنوات وما زالوا يعلقون رغم أني توقفت منذ 13 عاماً. * من هو المعلق الذي ترى فيه نفسك؟ أنا اتبع المدرسة اللاتينية وهي مدرسة خالد الحربان ولا اعتقد أن من بين المعلقين الحاليين من ينتمي لهذه المدرسة. * تمر الرياضة السعودية بمرحلة مختلفة.. برأيك هل الإعلام الرياضي واكبها ويسير معها في نفس الاتجاه؟ أم إنه مازال بحاجة لعمل أكبر؟ * قلت في أكثر من مناسبة بأنني ومن خلال متابعتي للوسط الإعلامي السعودي أعتقد أن هناك من لم يستوعب قيمة هذه المرحلة، ولم ينجحوا في قراءة إستراتيجية الهيئة العامة للرياضة التي رسمها المستشار، هناك أحداث وقرارات أكبر من كل ما يطرح في الإعلام الرياضي. * كيف ترى العلاقة بين الإعلامي والمسؤول الرياضي؟ أعتقد بأننا لم نمر بمرحلة يكون فيها المسؤول عن الرياضة بهذا القرب من الإعلام الرياضي السعودي، أبو ناصر يتداخل في البرامج، يناقش ما يتم طرحه، يجتمع معهم، يسمع منهم، أليس ذلك تقارب محمود!؟ * ماذا عن اتحاد الإعلام الرياضي ودوره في تنظيم إعلامنا وإدارة المشهد عموماً؟ * حسب ما أفهمه عن هذا الاتحاد هو أنه يجب أن يضع ضوابط واضحة للأعضاء فيه فمن يقبل بهذه الضوابط يتم منحه العضوية بشرط ألا تكون من بين تلك الضوابط ما يحد من حرية المحرر أو الكاتب، أي لا رقابة عليه ما دام يملك المستندات التي تدعم ما طرحه دون تجن على أحد. * بحكم خبرتك كيف نسيطر على خروج بعض الإعلاميين عن النص في تويتر أو وسائل الإعلام التقليدية؟ * مع كل التقدير للزملاء ففيهم من هو أفضل مني ولا يمكنني تقييمهم، ولكن لو كنت مسؤولاً عن الإعلام الرياضي لعلقت عضوية من يخرج عن النص وعند ذلك لا يمكنه العمل في أي وسيلة إعلامية لفترة محددة وإذا تكرر منه ذلك مرتين سحبت عضويته للأبد، ولكن بشرط أن يكون مفهوم "الخروج عن النص" واضحاً للجميع ودون أن يؤثر على حرية الكاتب أو المحرر ما دامت مصادره صحيحة. * اتخذ اتحاد الإعلام الرياضي عقوبات تجاه عدد من المتجاوزين.. كيف تصفها؟ * للأسف لم اسمع عنها ولهذا لا أستطيع الإجابة عنها. *كيف ترى مساحة حرية الرأي في إعلامنا الرياضي؟ وكيف يتعامل معها الإعلامي؟ هناك من يسيء لنفسه ولزملائه من خلال الهبوط بمستوى مايطرحه فيفسر النقد على أنه تصريح بالتجريح. * ما تقييمك للدوري السعودي هذا الموسم؟ * قفزة كبيرة، تصور بأنك تحمل على ظهرك حقيبة ثقيلة ويأتي شخص ليرفع عنك هذه الحقيبة، هذا ما حدث للأندية فقد أمر سمو سيدي ولي العهد بتسديد كل ديون الأندية فرفع عن كاهلها ذلك العبء الثقيل، كما أن سموه وجه المستشار بدعم الأندية بلاعبين عالميين ومدربين كبار، فمن الطبيعي بعد كل ذلك أن يكون لدينا دوري سعودي عظيم، ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال تقارب مستويات الأندية ومن خلال الحضور الجماهيري وهما العنصران المهمان لنجاح أي مسابقة كروية. * من ترشح لنيل اللقب؟ * الهلال ثم الهلال ثم الهلال والعلم عند الله * كيف ترى حظوظ منتخبنا في كأس آسيا؟ * إذا سارت الأمور بشكل طبيعي فكأس آسيا بإذن الله سعودي سعودي.