وصف محللو نفط عالميون إعلان قطر انسحابها من عضوية منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» اعتباراً من الأول من يناير 2019 بالحالة النفسية المزاجية المتخبطة حيث يأتي القرار في الوقت الذي تستعد فيه أوبك للاجتماع هذا الأسبوع لمراجعة إنتاجها وبعد تأكيدات السعودية وروسيا بالالتزام بإدارة الإنتاج لموازنة سوق النفط، إلا أن قطر ترى بخبث أن الابتعاد عن ضوابط الإنتاج لدى أوبك قد يمكنها من زيادة الإنتاج بعد مغادرتها المنظمة على أمل تقويض الجهود المبذولة لدعم الأسعار، في وقت اعتبر المحللون إنتاج قطر بالهامشي الذي لم يتجاوز حدود 600 ألف برميل في أكتوبر وهو أقل من 2 في المئة من إجمالي إنتاج المنظمة البالغ 33.3 مليون. خروج قطر تأكيد لغيظها الدفين من سيطرة المملكة وروسيا على قرارات المنظمة وقال ل»الرياض» الخبير والمحلل النفطي الكويتي حجاج بوخضور إن قرار انسحاب قطر مزاجي نفسي أكثر مما هو اقتصادي وتشغيلي أو حتى ذا قيمة أو هدف سياسي إنما هو أقرب في تفسيره الشعور بالعزلة، فما تقوله قطر عن انسحابها من أوبك هو في رغبتها التركيز على الغاز الطبيعي بحسب قولها وإن كان ذلك ليس السبب فمعروف أن حجم إنتاج قطر من النفط هو في حدود 610 آلاف برميل يومياً وهي طاقة إنتاجية صغيرة بالنسبة لحجم إنتاج أوبك والبالغ 32.5 مليون برميل يومياً كما أن قطر ليس لها قدرة إنتاجية إضافية للنفط ولا وجود لديها لأي استكشافات جديدة واحتياطاتها ليس لها وزن. وأضاف بوخضور أن ترتيب قطر بين الدول المنتجة للنفط هو 24 أو 25 ولهذا لن يكون لخروجها عن أوبك أي تأثير يذكر على متانة أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية واستقرار أسواق النفط وإمداداته. وقال: «إذا كان دولة مثل إيران تم حصارها اقتصادياً ومقاطعة نفطها والذي يمثل ستة أضعاف إنتاج أوبك لم يؤثر على أسواق النفط لا في استقراره ولا في ارتفاع أسعاره ولا في إمداداته، فكيف الحال إذاً بقطر التي لا يمثل إنتاجها شيئاً مقارنة بعمالقة منتجي أوبك». وشدد بوخضور بأن هذا القرار يبدو حلقة من سلسلة قرارات دوافعها نفسية ويفهم منها في تفسير لسلوك قد تتخذه وتقدم عليه قطر في الأيام القادمة لبداية انسحابات من منظمات تشترك فيها قطر مع دول أخرى في العمل العربي المشترك، وهو ما سيفسر كذلك النهج والسلوك الذي اتخذته قطر في مواقفها المخجلة السابقة. ومن جهته قال ل»الرياض» د. محمد الصبان المستشار الاقتصادي البترولي الدولي إن انسحاب قطر من منظمة أوبك ليس له أي تأثير على سوق النفط العالمي فهي منتج هامشي للنفط، والسبب في الانسحاب وفِي هذا التوقيت هو غيظها من سيطرة السعودية وروسيا على قرارات المنظمة ليس إلا، وليس هناك أي تأثير لخروج قطر على تفاقم الشرخ الخليجي على الإطلاق في حين لم تعد تمثل دول مجلس التعاون الخليجي الذي تبرأ منها الأغلبية لأفعالها الدنيئة، مستشهداً بخروج ودخول إندونيسيا الذي لم يؤثر على علاقاتنا معها على الإطلاق. وأضاف د. الصبان بأن قطر ليست الدولة الوحيدة التي خرجت من المنظمة فهذه إندونيسيا على سبيل المثال خرجت ودخلت مرة أخرى وخرجت بسلاسة دون أَي تكلفة على المنظمة، وهي التي تنتج ضعف ما تنتجه قطر. وبالتالي لا تأثير قصيراً أو طويل الأمد مع المنتجين الهامشيين مثل قطر التي لا تشكل نسبتها الإنتاجية سوى 1 % من إنتاج أوبك وهذه حقيقة علمية يبدو لم تستوعبها هذه الدولة المنشقة على نفسها أولاً وأخيراً والتي تمضي قدماً في طريق الهلاك والدمار لشعبها. في وقت تجد روسيا بإنتاجها الضخم وهي خارج منظمة أوبك تنسق جهودها مع المنظمة لاستقرار السوق وتأكيداً لأهمية المنظمة ودورها الريادي بقيادة المملكة بصفتها أكبر منتِج لأوبك في ضبط أوضاع سوق النفط وتعهدها بضمان استقراره ومدى استعدادها للرد على التغيرات في سوق النفط في مختلف الظروف. شركة قطر للبترول لم تفلح محاولاتها للتوسع في الإنتاج حجاج بوخضور د. محمد الصبان