في اتجاه مفاجئ وغير متوقع انتعشت أسعار النفط 5% أمس (الإثنين)، على خلفية إعلان قطر انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اعتباراً من شهر يناير القادم، إذ صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 53.41 دولار للبرميل، بزيادة 2.48 دولار للبرميل أو 4.9 % عن آخر سعر إغلاق، وزاد خام برنت 2.89 دولار بما يوازي 4.9 % إلى 62.35 دولار للبرميل. وقال مصدر في «أوبك»: «قطر ليست منتجاً كبيراً، إذ إن إنتاج الدوحة النفطي لا يتجاوز 600 ألف برميل يوميا». وأضافت رئيسة تحليلات النفط لدى إنرجي أسبكتس للاستشارات أمريتا سين: «إن انسحاب قطر لا ينال من قدرة "أوبك" على التأثير إذ إن قطر لاعب صغير جداً». من جهتهم، قلل اقتصاديون من تداعيات قرار قطر الانسحاب من منظمة أوبك اعتباراً من يناير القادم. وأشاروا إلى أن وزن قطر في السوق النفطية ليس ثقيلاً على الإطلاق؛ إذ إن طاقتها الإنتاجية لا تتخطى حاجز 600 ألف برميل يومياً، ولا تشكل أكثر من 2% من إجمالي الطاقة الإنتاجية لأعضاء أوبك في السوق النفطية. ولفتوا إلى أن قطر تعتمد على إنتاج الغاز بشكل رئيسي في دعم الإيرادات، كونها تحتل المرتبة الثالثة في إنتاج الغاز عالمياً. وأكد المستشار النفطي الدولي الدكتور محمد الصبان ل«عكاظ»، أن إنتاج قطر لا يتعدى في أفضل الأحوال 600 ألف برميل يومياً، وهي ليست من الدول الأساسية في «أوبك»، وبالتالي فإن خروجها لن يؤثر على إنتاج المنظمة. واستبعد أي تعاطف من دول أخرى في المنظمة مع الموقف القطري؛ نظراً إلى أن المصالح والاتفاقات الموقعة هي التي تحكم علاقات الأعضاء في المنظمة. وعن أسباب انسحاب قطر قال الصبان: «ربما استاءت من لقاء ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين، إذ جرى خلالها الاتفاق بين المملكة وروسيا كأكبر منتجين للنفط في العالم حول عدد من القضايا المتعلقة بالإنتاج والتوازن في العرض والطلب، واحتجت قطر على كونها لم تستشر في المناقشات». وأشار الصبان الى أنه من الطبيعي أن قطر لا تستشار، إذ أن دورها في أوبك محدود وغير مؤثر شأنها شأن دول أخرى إنتاجها لا يشكل سوى نسبة محدودة من مجمل إنتاج المنظمة. 2 % حجم إنتاج الدوحة استبعد المحلل الاقتصادي والنفطي محمد الزاكي وجود تأثير كبير لانسحاب قطر من أوبك، لافتاً إلى أن إنتاجها لا يشكل سوى 2% من مجمل الإنتاج داخل المنظمة، كما لا توجد أي تهديدات بتفكك المنظمة نتيجة خروج قطر منها؛ نظراً إلى محدودية إنتاج قطر التي تعتمد على الغاز بشكل رئيسي في اقتصادها باعتبارها ثالث دولة في إنتاج الغاز عالمياً. وأضاف: «ارتفع سعر خام غرب تكساس إلى 63 دولاراً أمس، بمتوسط سعر 60 دولاراً، فيما وصل الخام العام العالمي إلى 62 دولاراً؛ بعد خروج قطر من المنظمة ونتيجة الأنباء الإيجابية لاجتماع المسؤولين الأمريكيين والصينيين، واحتمال تراجع حدة الحرب الاقتصادية بين القطبين العالميين». من ناحيته، ذكر الباحث الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث ل«عكاظ» أن احتجاج قطر على نتائج الاتفاق بين المملكة وروسيا لا مكان له، إذ إن ذلك يعد اتفاقاً بين الدولتين الأكبر في إنتاج النفط عالمياً؛ بهدف إعادة التوازن للسوق وفي ذلك مصلحة لجميع الأطراف. وقلل المغلوث من تأثير انسحاب قطر على المنظمة، الذي وصفه بالتأثير المحدود الذي لا يتعدى التشويش. وقال: «لا يجب أن يعطى ذلك أكثر من قيمته، فالمملكة وفنزويلا تشكلان العمود الفقري للمنظمة باعتبارهما الدولتين المؤسستين للمنظمة في مطلع الستينات، وأيضا تمثلان الثقل الأكبر في أوبك سواء من ناحية الطاقة الإنتاجية أو الاحتياطي النفطي».