عمليات التجسس عبر الأقمار الصناعية المتطورة والقادرة على التقاط صور هي من الدقة والوضوح كافية أن تظهر رقم فانلة شخص يلعب في فريق حواري في قلب مدينة ما، أو تظهر أرقام لوحة سيارة ما في شارع ما، هي أخبار حقيقية، بل باتت دارسة ومعلومة عتيقة، أضحت أمثلتها وتجاربها برامج وأحداث مخزنة كمجرد ذكرى في أرشيف الأخبار والإعلام العالمي. إنما الجديد فيه أنها أصبحت متطورة وموجودة بكثرة، ومن الأمثلة على فاعلية تلك الأقمار والتجسس الناجح أحداث 22 ستمبر، حيث نجحت تلك الأقمار في تتبع ابن لادن عبر أحد مرافقيه وسماع نبرة صوته، وفي جانب آخر مخيف في حجم العمليات العسكرية وعدد الناس المتوجه لليمن في تلك الفترة الزمنية أيضاً، ما نقلت الولاياتالمتحدة الكثير من معداتها الخاصة بوكالة السي آي أي إلى هناك، بما فيها أجهزة التجسس بالأقمار الصناعية، وأيضاً بعض الخبراء والمدربين، إلى اليمن وإثيوبيا وكينيا، وجيبوتي، فلقد كانت عملية مسح كبيرة لهذه الدول بحثاً عن فلول القاعدة. وليس بعيداً عن البال ما تناولته وسائل الإعلام بالأمس القريب خبر تجسس الأقمار الصناعية العسكرية على بعضها كما حدث بين القمرين الفرنسي والروسي. الأقمار التجسسية صارت متنوعة وأكثر تقدماً ودقة، والدرس المستخلص المنثور تدريجياً وهرمياً في مقالنا هذا هو أهمية الحفاظ على السرية العسكرية للبلدان العربية والإسلامية ومراعاة الأمن القومي والخصوصية. وأخذ الحيطة والحذر مما قد تقوم به دول أخرى لها عداء تاريخي مع الدول العربية والإسلامية. دولة (إسرائيل) تحديداً. وقد ثبت تجسسها على الدول العربية مصر خصوصاً عبر هذه الأقمار والتكنولوجيا المتطورة، لذا يجب أن تفعل عملية التمويه الدينمايكي والتنقل الذكي. كذلك اختيار المواقع الصعبة الاستراتيجية والعسكرية والحفاظ على المقدرات العربية الإسلامية ووضعها في مأمن، والتمويه بمواقع أخرى، فهذا من أبجديات الضروريات والمسلمات، ولا ننسى الدرس الحكيم في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام على الأعداء حينما قال: (اللهم عمي عليهم أخبارنا..)، وفي الأخير الأقمار والطائرات وتكنولوجيا التجسس ليست شمساً ساطعة الشروق، بل هي إمكانات محدودة بعملية الاستهداف.