يمكن لإسرائيل بفضل أجهزة الاستطلاع والاستشعار المتطورة والدقيقة على أقمارها الصناعية التجسس على كل شبر داخل الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط وفق ما أكدته نشرة “فورين ريبورت” البريطانية المختصة في الشئون العسكرية بعد أيام من إعلان إسرائيل نهاية يناير الماضي عزمها إطلاق قمر صناعي جديد خلال بضعة أشهر للفضاء بغرض التجسس. وفي عددها الصادر مؤخرًا قالت النشرة: “إن إسرائيل تسعى من وراء هذا العمل “لتوسيع قدراتها الاستخباراتية، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط؛ لأنها بفضل هذه الأقمار تستطيع مراقبة كل شبر في الأراضي العربية، وكذلك المنشآت النووية الإيرانية” التي أصبحت هدفًا لكثير من أجهزة المخابرات العالمية”. وتمتلك إسرائيل ثلاثة أقمار تجسس هي “أفق-5” و“أفق-7” و“تكسار” الذي أطلقته في يناير 2008 من مركز سريهاريكوتا الفضائي الهندي، ويقوم بتشغيل رادار عالي القدرات يمكنه التقاط صور في أسوأ الأحوال الجوية، سواء بالليل أو بالنهار. ومن جانبها، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في يناير 2010: “إن إطلاق القمر الصناعي “أفق 8” للفضاء يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لجمع المعلومات الاستخباراتية حول أهداف مختلفة في أنحاء العالم، لا سيما المنشآت النووية الإيرانية”، مؤكدة أن هذا القمر “سيمكن الاستخبارات من رصد ما يجري في إيران عدة مرات يوميًا بواسطة عدة أقمار تجسس صناعية من خلال التقاط صور ثلاثية الأبعاد بدقة تقنية عالية”. أقمار إسرائيل - “أفق” هو قمر التجسس الأول في إسرائيل نظرًا لما يمتلكه من إمكانيات وأجهزة دقيقة في الرصد، وأطلق الطراز الأول منه “أفق 1” في 19 سبتمبر عام 1988 بهدف اختبار القدرات التكنولوجية للصاروخ “شافيت” الذي أطلق بواسطته، ووفر لإسرائيل وقتها قدرًا كبيرًا من الاكتفاء الذاتي في مجال المعلومات الاستخباراتية التي كانت تحصل عليها من أقمار التجسس الأمريكية. وأطلقت إسرائيل “أفق 2” في أبريل 1990 بهدف التأكد من قدرات هذا الجيل من الأقمار التجسسية، لكنه احترق بعد 3 شهور من إطلاقه، وفي أبريل عام 1995 أطلقت إسرائيل “أفق 3” الذي أثبت قدرات إسرائيل على التحكم بعمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية دون الحاجة لتلقي أي مساعدة خارجية، حيث تقول مصادر إسرائيلة: إنه يمكنه رصد حركة الآلات العسكرية والصواريخ، والاتصالات السلكية واللاسلكية. وفي 1998 باءت محاول إسرائيل إطلاق صاروخ “أفق 4” بالفشل، ولم يتم الإعلان عن أسباب فشل الإطلاق، إلا أن ذلك دفع الصناعات العسكرية إلى العمل لتمديد وجود القمر الصناعي “أفق 3” في الفضاء، والذي كان من المفترض إنهاء مهمته عام 1998، واعتمدت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية على القمر الصناعي الإسرائيلي التابع للقطاع الخاص “أيروس” في مهامها التجسسية. وفي مايو 2002 نجحت إسرائيل في إطلاق “أفق 5” الذي يعد قمر التجسس الرئيس الذي تعتمد عليه بشكل أساسي في الوقت الحالي، والذي مثل نقلة نوعية في الصناعات العسكرية الإسرائيلية؛ لما يمتاز به من قدرات استخباراتية وتجسسية عالية تؤهله لكي يكون بداية لجيل جديد من أقمار التجسس، بحسب صحيفة معاريف. وفي 2004 فشلت إسرائيل في إطلاق “أفق 6” الذي احترق فور إطلاقه، وكان من المفترض أن يكون قمرًا متعدد المهام، سواء التجسسية أو الإعلامية، لتقوم في العام 2007 بإطلاق القمر “أفق 7” الذي جاء تكميلا لمنظومة برنامج الفضاء الإسرائيلي الذي يسعى لاحتلال أكبر منطقة ممكنة من الفضاء فوق الدول العربية والإسلامية؛ حيث إن مهمته الأساسية كانت مراقبة الأماكن المهمة والاستراتيجية في العالمين العربي والإسلامي؛ لأنه مزود بجهاز رادار متطور يتيح له رصد أهداف أرضية من ارتفاع 400 إلى 600 كيلومتر ليلًا ونهارًا، وأيًا كانت الأحوال المناخية. - تكسار الذي يتميز عن "أفق” في اشتماله على رادار عالي الجودة يمكنه التقاط صور ذات جودة عالية للغاية سواء بالليل أو بالنهار، ويعد من الطرازات الفائقة في أقمار التجسس الإسرائيلية، ويطلق عليه أحيانًا "بولاريس”، وقامت بتصميمه وتطويره وصناعته شركة "إم بي تي” الفضائية، أحد أقسام شركة الصناعات الفضائية الجوية الإسرائيلية، ويؤكد الخبراء العسكريون الإسرائيليون على قدرته على مراقبة إيران عن قرب. - أيروس يعد من الأقمار التجسسية الإسرائيلية المتقدمة، والتي تستخدم كبدائل مهمة وفعالة للقمر أفق، ويوجد منه طرازان، "أيروس أ1”، و"أيروس ب”، وأطلق للفضاء في ديسمبر 2000 وأبريل 2006 على التوالي، ويتميز بقدرته على التقاط صور بجودة عالية في الليل، وعندما يكون هدف التجسس محاطًا بالغيوم. ويزود قمرا “أيروس” شركة “إيمدج سات” التابعة لشركة الصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بالصور، ويخدم أيضًا جهات تجارية وحكومات أجنبية لجانب إسرائيل.