بصدور نتائج التحقيق وفق ما جاء في المؤتمر الصحفي ببيان النائب العام حول قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي -يرحمه الله-، الذي وضع الحقائق أمام العالم بكل صدق ونزاهة في تقرير شامل ومفصل لا يدع مجالاً لأي تكهنات أو شكوك ويرد بكل قوة على المزايدين الذين ارتفعت أصواتهم للمتاجرة بالقضية ضد المملكة، ولقد وعدت وتعهدت بإيضاح الحقيقة من خلال اختصاص النيابة العامة بوصفها نائبة عن المجتمع وممثلة له دون غيرها بتحريك الدعوى الجنائية، وهي التي يناط بها وحدها مباشرتها ،وذلك بإجراء التحقيق أو بمن تندبه بذلك. ووقفت المملكة بقوة وعدل أمام الحملة العدائية ومن سعي لها ونظمها وقام على التوجيه واستغلال الموقف لصالح مخططاتها، وهذا ما عايشه كل مواطن عبر وسائل إعلامية عدائية لدول حاقدة على كل ما هو سعودي تقودها قنوات مأجورة كاذبة لتشويه الحقائق والإساءة لتاريخنا العريق تنفيذاً لأجندتها الإقليمية والدولية التي تدعم وتدفع لها المبالغ الطائلة لأهداف مكشوفة رسخت عداءً وقحاً. لاشك أن الإعلام الدولي وتأثيراته عبر وسائله المتنوعة وقوة تأثيره وانتشاره خاصة التواصل الاجتماعي بوسائله المختلفة، وخاصة إذا كان منصته في الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث تملك من القوة والتأثير على صنع القرار السياسي والاقتصادي فهي تتفرد بهذه الخصوصية دولياً، ورغم انشغال الإعلام الأميركي بالشأن الداخلي الذي تصدرت أولوياته أحداث الانتخابات النصفية لأعضاء مجلس النواب والشيوخ (الكونغرس)، والجريمة التي حدثت في مدينة بيتسبيرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية من قتلٍ عشوائي لمصلّين في معبد يهودي، وكذلك حادث إطلاق النار داخل مدرسة «توبسيل» الثانوية المسجل لديها نحو ألف و300 طالب، إلا أن هناك من المنصات الإعلامية الأميركية من شارك في تحريك القضية قبل صدور الأحكام النهائية ودون دلائل قانونية، كما هو معروف لاحترام سيادة القانون والعدالة وتعزيزهما. ولمست هذا الأمر من خلال تواجدي في واشنطن، وفي زخم التغطيات الإعلامية التلفزيونية والصحفية المحمومة ببث متواصل على مدار الأربع وعشرين ساعة، جعل من مقتل المواطن جمال خاشقجي في تتبع نشرات الأخبار أولويته لدى المتلقي من المواطنين الأميركيين أو المقيمين، وكان هناك حضور إعلامي سعودي واسع شارك في المؤتمر السنوي ال27 لصنّاع السياسات العربي - الأميركي الذي أقيم في واشنطن تصدرها الخطاب الرئيس لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، شدد فيه على أهمية العلاقات السعودية الأميركية وعدد من القضايا، وكذلك شارك عشرات من المتحدثين السعوديين المشاركين في الجلسات، وكان السؤال الذي يطرح على الجميع في أي مكان سواء في المولات والمحال التجارية وحتى سائقي التاكسي «قصة القتل وفظاعة الجريمة من خلال التسريبات التي تسبق نتائج التحقيق والحقيقة»، وأنا كمواطن وإعلامي لا بد من استشعار المسؤولية تجاه الوطن في كل ما يثار، وكان لزاما على الجميع التصدي لهذه الأسئلة بكل وضوح وشفافية ألا وهي أن لدينا جهة واحدة فقط وهي قضاء عادل ننتظر منه الإجابة، ويجب إعطاؤه الفرصة لإكمال التحقيقات ونحن نثق بالعدالة في بلادنا، وبصدور بيان النائب العام كان الكلام الفصل في هذه القضية لإخراس ألسن مثيري القلائل والشائعات والمحرضين على الفتن، ووضع نهاية لهذه الأزمة التي زيفوها في مخيلاتهم وتاجروا بها هنا وهناك. ستظل المملكة قوية أبية ومحور ارتكاز للأمتين العربية والإسلامية بقيادتها ومؤسساتها وشعبها، ويبقى قضاؤنا عادلاً وقوياً صداً منيعاً لكل من أراد تشويه الصورة الحقيقية لعدالة قضائنا، والله المستعان ومن وراء القصد.