شكلت مقابلة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي بثت على قناة «CBS» الإخبارية الأمريكية، فجر الاثنين، في برنامج «60 دقيقة»، الذي قدمته المذيعة نورا أودونيل صدمة لمخططي الحملات المعادية، الذين كانوا يعدون العدة لاستثمار الذكرى السنوية الأولى لمقتل جمال خاشقجي. التوقيت كان بمثابة الضربة القاضية للحملات المغرضة ضد السعودية، فالأمير قطع قول كل عدو وعميل مرتزق لاستغلال الأحداث، والتكسب من وراء اجترار واستهلاك حادثة خاشقجي، في الحملات الإعلامية للأضرار بالسعودية ومصالحها. شكلت شخصية الأمير محمد بن سلمان قوة ضاربة، في مواجهة معدي حملات التشويه، بثقته وصراحته في تحمل مسؤوليته كقائد خلال اللقاء، فالظهور القوي في الوقت المناسب والوسيلة الأكثر متابعة ومشاهدة، أبطل من فعالية التخطيط المسبق لاستغلال حادثة «خاشقجي». الأعداء عادة يكثرون ويتكاثرون في المحن، ويتسلق العملاء والمرتزقة المصائب، ليبرزوا من القاع، وينتفعوا من وراء الحوادث ليس حبا في خاشقجي، ولكن كرها لقائد التغيير ولي عهدنا الأمين، الذي أصبح ظاهرة وأيقونة عالمية، خصوصا في البلدان العربية، التي أصبحت تنادي باسمه، حينما تتذوق من ويلات الفساد والمفسدين في بلدانهم. اختيار التوقيت والوسيلة كان لهما دور كبير في إيصال الرسالة ونجاحها وقوة تأثيرها، حيث جاءت في وقت كان الريال القطري يستثمر في المرتزقة والخونة، لاستغلال ذكرى مقتل خاشقجي وإطلاق حملات معادية للسعودية وقادتها. الظهور التركي عبر التحركات المخططة لها، لاستثمار الذكرى السنوية لمقتل «خاشقجي»، ومواصلة الحملات المعادية، كانت بقيادة الرئيس التركي الذي كتب مقالا للواشنطن بوست تعهد فيه بمواصلة جهوده، للكشف عن قتلة الصحفي السعودي، وتقديمهم للعدالة إيمانا بالحق الإنساني، وهو ما يتنافى مع الواقع في تعامل الحكومة التركية مع آلاف الصحفيين المعتقلين، أو الهاربين من بلدهم، خوفا من بطش حكومة أرودغان بحقهم في التعبير. المثير للسخرية أن يواصل الخليفة المزعوم ادعاءه بأن مطالبته بمحاكمة دولية حتى لا تؤثر تلك الحادثة سلبا على صورة السعودية، مضيفاً: «نحن لا نريد هذا للسعودية الحليفة والصديقة» وعلى القارئ المغفل أن يصدق كل تلك الحملات المغرضة والتجييش من أجل مصلحة وطننا!!؟ الواشنطن بوست أيضا أعدت العدة فجاء الظهور الإعلامي بائسا لشلة «كارين عطية»، التي استفادت من حادثة خاشقجي للظهور والشهرة والاستفادة من التمويل للحملات المعادية، عبر ضم قلة من الخونة المنشقين على الوطن وولاة الأمر، فضلوا الانضمام لقافلة أعداء الوطن. الحقيقة أن مقالات الاثنين في الواشنطن بوست جاءت بائتة لا طعم لها ولا لون، فقدت جاذبيتها من كثرة الاستهلاك واستغلال موضوع «خاشقجي»، للنيل من الحكومة السعودية، واستعداء العالم ضدها، ليس حبا في خاشقجي ولكن كرها في ولي العهد. فقد أوضحت تقارير أمريكية مؤخرا عن خضوع عدد من مراكز أبحاث وجامعات أمريكية للتحقيق بعد الكشف عن تبرعات قطرية تقدر قيمتها ب1.4 مليار دولار، لدعم الموقف القطري ونفي التهم التي تربطها بدعم الإرهاب، وجماعة الإخوان. أموال صرفت وأهدرت في سبيل شيطنة السعودية، والانتقام منها بعد قرار المقاطعة لقطر، وكشف التلاعب الإخواني، وأهدافهم الخبيثة في «الخريف العربي»، الذي لم ينل منه المواطن العربي سوى الفوضى والدمار، وتبديد مقدرات الشعوب العربية. كما جاء تصريح صلاح خاشقجي في ذكرى مقتل والده معززا ومساندا للحكومة للسعودية، ومخيبا لآمال الأعداء والمرتزقة، وزاد من كمد وحسرات مخططي الحملات المسبقة الدفع، فالموقف الأصيل لصلاح في التأكيد على إيمانه بالقضاء السعودي وتحقيق العدالة، ورفض استغلال قضية والده للنيل من وطنه قطع الطريق على المنتفعين. باختصار مقابلة ولي العهد قطعت قول كل عدو، وعميل، ومرتزق رخيص وضيع، تحركه الأحقاد التركية، وتستغله الجهات المعادية للوطن، وتستثمره الريالات القطرية في النعيق ضد السعودية.