أمضى السعوديون أوقاتاً تاريخية وهم يتابعون الأحداث التي أعقبت اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث شهدت منعطفاً تاريخياً مهماً، وهم يرون كيف أن قيادتهم التي يتولاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى يمينه ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله-، التي عودتهم على الصدق والشفافية مهما كانت تبعاتها، تتسنم واجهة الأحداث وتقف بشموخ وتجلٍ نادر، وهي تكشف عن حقائق، رغم مراراتها، لكنها جاءت برداً وسلاماً على ملايين القلوب التي تهفو نحو هذه الأرض الطاهرة، وملايين العيون التي تشخص وتراقب ما الذي يمكن أن يصدر من قمة هرم القيادة، في قضية ربما أشغلت الرأي العالمي طوال الأسبوعين الماضيين، لكن إطلالة القيادة وصوتها جاء مدوياً، حيث كشفت بكل تجرد ومهنية وتبعتها بقرارات غاية في الصرامة والقوة تتناسب مع حجم الحدث، فالقيادة لم تنكفئ على نفسها وترمي بالمسؤولية على هذا الطرف أو ذاك، بل إنها تصدت بكل شجاعة وحيادية وتركت لجهات العدل أن تأخذ مجراها. ميزان للعدل ووصف عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك فيصل د. محمد بن عبدالوهاب الفريدان، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، بأنه يقدم يوماً بعد آخر للعالم صورة حقيقية عن تماسك القيادة، ووفائها والمحبة والإخلاص الذي اجتمعت عليه مما أثّر ذلك على قوة تماسك الشعب مع قيادته، وكانت أبرز دلالة على ذلك قضية جمال خاشقجي -يرحمه الله-، فتوجيهه الكريم بسرعة إعلان جميع الحقائق التي تمت بهذه القضية بكل شفافية وعدل لجميع العالم بشكل رسمي من قبل النائب العام، وما تبع ذلك من ظهور للحقائق لهذه القضية، ليأمر -أيده الله- بإعفاء عدد من المسؤولين، وقرار النائب العام بإحالة المتورطين للتحقيق حول القضية. وأكد أن كل تلك المعطيات تؤكّد مدى حرص خادم الحرمين على حفظ حقوق المواطن، وأن ميزان العدل في السعودية هو الحاكم الأول، الذي وهبه الله من الحكمة والقدرة على التصرف المناسب في الوقت المناسب ما يجعله بحق رجل المرحلة، وكأن القدر اختاره للأوقات الحرجة في تاريخ أمتنا لا في تاريخ المملكة فقط. ومضى د. الفريدان في قوله: إن الملك سلمان صاحب العزم والحزم يسعى بكل ما لديه من قوة للحفاظ على أمن وسلامة الدولة، وكل من يعرفون الملك سلمان عن قرب، وكل من تعامل معه مباشرةً، يشهدون بقوته في الحق، وقدرته على رد الباطل بكل ما لديه من عزم، فلا يقبل بالاستهانة بشأن أي فرد، والرؤية السياسية هي أهم أسباب حفاظ المملكة على ثقلها السياسي كلاعب مؤثّر في القرار الإقليمي والعربي خاصةً والدولي عامةً؛ ما جعل المملكة مركز التحرك في كل القضايا التي تهم المنطقة. إعلان النتائج بشفافية وعد وكيل جامعة الملك فيصل المساعد للشؤون الأكاديمية د. عبدالعزيز بن يوسف التركي، بأن إعلان القيادة -أيدها الله- نتائج التحقيقات الأولية في مقتل المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- بأنه التزام المملكة بمبادئها وثوابتها، وهي قمة العدل مهما كلف الأمر، وقمة الشفافية, فالمملكة إذ تدرك أن بعض القنوات الإعلامية المسيسة وحسابات المرتزقة في مواقع التواصل الاجتماعي ستسعى لاستغلال هذا الإعلان لتحقيق مصالح شخصية, إلا أنها أبت إلا أن يسود العدل وأن تعلن نتائج التحقيقات بكل شفافية، مدركة أن مصداقية تلك القنوات والحسابات المشبوهة قد أصيبت في مقتل بعد تلك الروايات المتناقضة التي تبنتها ونشرتها، ليثبتوا للعالم أن هدفهم من نشر تلك الروايات لم يكن إلا النيل من المملكة ومحاولة بائسة للتقليل من وزنها السياسي على الساحة الدولية. وتابع: أما القشة التي كسرت ظهرهم فهي تغريدات تلك الحسابات المشبوهة المليئة بالبهجة والسرور والفرح والتشفي إثر إعلان المملكة مقتل المواطن جمال خاشقجي، ليثبتوا بأن تعاطيهم مع القضية لم يكن خوفاً على المواطن جمال، وإنما استغلالاً لحادثة قتله لتحقيق مآرب سياسية وتشفٍ شخصي من قبل من يدفع لهم لتبني ونشر هذه التغريدات والسيناريوهات المتناقضة. وأوضح د. عبدالعزيز بأن قيادة المملكة ساعية إلى تطوير قطاع الاستخبارات العامة والقطاع الإعلامي حتى يتم التعاطي مع الأحداث الدولية بشكل أكثر احترافية وبسرعة فائقة تتماشى مع مكانة المملكة التي تبوأتها على المستوى الدولي، كما أن القيادة -حماها الله- تؤكّد بأنها لن تجامل مسؤولاً في حال وجود ملاحظات على سير العمل في قطاع يشرف عليه, ومتيحين الفرصة للتطوير لقيادات وطنية أخرى تنتظر الفرصة لخدمة هذا الوطن المعطاء. احترام الشرع والقانون.. منهج بدوره، أكد المحامي ماجد قاروب، بأن البيان الصادر عن النيابة العامة في المملكة، يحمل من الوضوح والشفافية والصراحة ما يجعله في أعلى المستويات في احترام الشرع والقانون وحماية حقوق الإنسان، وفيه أعلى درجات المعايير العالمية والدولية لأنها استقته مما تطبقه المملكة من الشريعة الإسلامية السمحة، فهي أفضل من يطبق الشرع على وجه الأرض، لأننا نحن ملتزمون بالتعليمات السماوية. وأضاف بأن المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله-، كأي مواطناً سعودياً، له كل الحقوق في حفظ ماله وعرضه ونفسه، كما هو منصوص عليها في النظام الأساسي للحكم، وثوابت المملكة قائمة على العدل والمساواة، ولم يخرج هذا البيان عن تلك الثوابت القانونية والحقوقية. وأكد قاروب بأن الإجراءات القضائية السعودية، ونظام القضاء السعودي يوضح آليات والمؤسسات المعنية بالتحقيق والادعاء والتقاضي وتنفيذ الأحكام، وبالتالي ينبغي على الجميع، ولكل من له حقوق وصفة ومصلحة، احترام هذه القواعد والإجراءات، والتي تتضمن عدم التطرق إعلامياً لأي قضية خلال هذه المراحل، ومن له الحق في تداول هذا الأمر هو ذوو الفقيد والسلطات السعودية المعنية بالتحقيق والمهتمين، في إطار من الإجراءات القانونية المعروفة لدى المختصين حيال آليات وضوابط التحقيق والتقاضي وتنفيذ الأحكام. شفافية مطلقة وشدد ماجد قاروب بأن حكومة المملكة كانت في موضوع جمال خاشقجي واضحة وصريحة منذ اللحظات الأولى لاختفائه، وبينت بأنها ستبحث عن الحقيقة وستعمل على الوصول إلى الحقيقة والإعلان عنها، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة والقانونية تجاه الحقائق والوقائع السليمة الموثقة والمثتبة في المحاضر والتحقيقات، وليس في أوهام الإعلام المغرض، والشائعات وأعداء الوطن، وهذا التصريح صادق على ثقة المملكة بمؤسساتها وثوابتها وعلى نهجها الصحيح في حفظ واحترام الحقوق، والإعلان يهدف إلى الاقتصاص ومحاسبة أي متسبب والاقتصاص منه لكل صاحب حق. وختم بقوله: أي تجاوز على هذه المبادرة والإجراءات القانونية والقضائية السعودية يعني تدخلاً في الشأن الداخلي السعودي ومحاولات التأثير على القضاء وابتزاز سياسي وإعلامي رخيص وغير مقبول، ويجب اتباع الأدوات القانونية السليمة وليست الغوغائية الإعلامية الكارهة للمملكة. منهج التعقل من جانبه، شدد المحامي والمستشار القانوني د. يوسف بن عبداللطيف الجبر، على أن دولتنا الكريمة سارت على منهج عدم التعجل في اتخاذ أي قرار قبل التأكد من سلامة مبرراته ومشروعية منطلقاته، ولذلك أخذت السلطات العليا وقتها الكافي في البحث عن الحقيقة قبل إظهار النتائج، فهي تتصدى لقضية مواطن في وسط خارجي، وكان من المهم مراجعة دقة المخرجات وانضباط التعليمات، وبحمد الله تعالى لم يكن هناك مجاملة لأحد، فنحن في دولة قانون من الماضي حتى الحاضر، تحترم مبادئ العدالة وقواعد النظام، وتطبق مبدأ استقلال القضاء. ونبه إلى أن قرار الدولة لم يكن نظرياً، بل تمت ترجمته إلى واقع وإجراءات، فتم إيقاف المعنيين، وتكليف النيابة العامة باستلام ملف التحقيق معهم بكل شفافية ووضوح، وبذلك أثبتت السلطات تجردها في هذه الواقعة، واستمرارها في النهج العادل بالخضوع لحكم القانون، ولم تتردد في محاكمة من ارتبطت أسماؤهم بالواقعة المجرمة، ونحن جميعاً نتضامن مع هذه الخطوة الشجاعة، ونسند تفعيل نصوص القانون، ونعد هذا التحرك مطابقاً للأصول القضائية والمبادئ الجنائية. قضاءٌ عادل وقال عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل رئيس نادي الأحساء الأدبي د. ظافر بن عبدالله الشهري: نعرف ويعرف العالم كله أن القيادة السعودية لم تتعامل على مدى تاريخها بسياسة الغدر والخيانة والتصفيات والاغتيالات، وهاهي نتائج التحقيقات تثبت الحقيقة دون مواربة، وإذا كان هناك من الطائشين والحمقى من يقوم بأعمال تؤدي لتشويه سياسة دولة ووطن بأكمله فلا يعني ذلك أن القيادة والشعب في المملكة يمكن أن يتعاملوا بمثل هذه التصرفات التي قد تحدث في أي بلد في العالم وفِي أي مكان وليس في المملكة وحدها. من جانب آخر يقول: الذين تآمروا على أمن الوطن ونشر الفوضى والتخابر مع جهات خارجية وتسريب أسرار الدولة وتحديد الأماكن المهمة في البلد للأعداء لم تتم تصفيتهم بل أحيلوا للقضاء السعودي الذي يقول كلمته الفصل في كل شيء ترسيخاً للعدل، وأن يقول القضاء النزيه كلمته. واعتبر د. ظافر بأن هذا الحدث لن يزيدنا كشعب وكنخب ثقافية في المملكة إلا تماسكاً والتفافاً حول مليكنا وولي عهده، مهما نعق الإعلام المشبوه ومهما تآمر الأعداء، وستبقى مملكتنا رائدة في الحق والعدل والمساواة، وكلنا نعرف ويعرف من وظفوا إمكاناتهم وإعلامهم للنيل من المملكة أن القضاء السعودي يتساوى أمامه الكبير والصغير والحاكم والمحكوم. المواطن أولاً وبين أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك فيصل د. محمد دليم القحطاني بأن مداولات قضية جمال خاشقجي -رحمه الله- أثبتت للجميع ثبات حكومة خادم الحرمين الشريفين في تعزيز مكانة المواطن في أي ظرف، وهذا يرسخ صفة الولاء والانتماء للوطن من قبل المواطنين. وتابع: لقد شهد العالم شفافية حكومة المملكة وثقتهم العميقة بأن قيادة المملكة لا ولن تساوم ولن تتخلى عن حقوق وأمن وإنسانية مواطنيها، فمنذ أن بدأت قضية خاشقجي والمملكة استطاعت أن تفشل مخططات الكائدين الذين يحاولون نقل الأكاذيب لوسائل الإعلام العالمية، وتبين منذ بداية اختفاء المواطن جمال بأنها ستطبق العدالة على كل المتورطين وأوفت بوعدها عندما ظهرت الحقيقة، بعيداً عن الارتزاق الإعلامي ولفت د. القحطاني بأن حكومة المملكة استطاعت قطع طريق أعدائها نحو تسييس قضية جمال خاشقجي، لأن قيادة المملكة لا تساوم على مواطنيها مهما كان الثمن، فقد رفضت منذ البداية فتح باب التلاعبات والتجاذبات السياسية التي أحدثها مرتزقة السياسة والإعلام، وأعطت درساً لجميع دول العالم بأن كرامة الإنسان السعودي بشكل خاص والإنسان كإنسان بشكل عام أينما كان وحيثما كان فوق أي مهاترات ومزايدات سياسية. واستطرد: نعم كانت المملكة قدوة لجميع دول العالم باحترام خصوصية العدالة وعدم القفز على نتائج التحقيقات حتى تنتهي رسميا كما حدث في قضية المواطن جمال خاشقجي، وهاهم المتهمون ال 18 يمتثلون أمام القضاء والعدالة دون إعطاء أي اعتبار لمناصبهم ومواقعهم في أجهزة الدولة. حسابٌ صارم بدوره، شدد رئيس المجلس البلدي بالأحساء د. أحمد البوعلي أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله-، أكدا دائماً أن المحاسبة لن ينجو منها أحد، ومع كل ما حدث فإننا على عهدنا ثابتون، وبوحدتنا محافظون فتاريخهم تاريخ مشرف، وكانت شجاعة وشفافية من ولاة الأمر أن يظهروا الحقيقة ويبينوا للعالم بعد التثبت والتروي، وهذه هي سياسة بلادنا الحكيمة. ووجه كلمة بقوله: يجب علينا كسعوديين أن نفوت الفرصة على كل من يمس أمتنا وأن نعي حقيقة أن هذا الوطن مستهدف في أمنه ورخائه واستقراره، وأن الأعداء والخونة والمرتزقة يتمنون الإضرار به، وهذه الأزمة أظهرت مقدار الحقد الدفين والتشفي الواضح على البلاد وولاتها وشعبها، لكنها والحمد لله لم تنل تلك الحملة مبتغاها وزادت الشعب لحمة والتفاف حول ولاته، أما موضوع جمال فهو الآن في يد القضاء الذي لا نشك أبداً في نزاهته وسيأخذ المسؤول عن الحادثة عقابه حسب الشرع، أما أعداء وطننا لا يهمهم سوى دمار السعودية وتفككها وأنّا لهم. د. عبدالعزيز التركي د. محمد الفريدان د. ظافر الشهري ماجد قاروب د. يوسف الجبر د. محمد القحطاني د. أحمد البوعلي Your browser does not support the video tag.