قال المعهد الدولي للدراسات الإيرانيَّة "رصانة" في أحدث تقرير له: إن الدعم الإيرانيّ لميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران في اليمن، وتهديدهم لحركة التجارة الدولية وإرباك الملاحة في باب المندب، وذلك باحتجاز السفن ومنعها من إفراغ حمولاتها، قد أدى إلى أزمة إنسانية وتزايد الخطر الحوثي على الدولة والشعب اليمني. وكشف المعهد في تقريره لشهر أكتوبر 2018، حصلت "الرياض" على نسخة منه عن كون إيران أصبحت تعتمد في تنفيذ اغتيالاتها بحق معارضيها في أوروبا على أوروبيين من أصول إيرانية، حيث باتت عمليات الاستخبارات الإيرانية فوق الأراضي الأوروبية لاستهداف المعارضة مكثفة ومتوالية على نحو لافت، كما أوضح التقرير أنه بعد اعتقال الدبلوماسي الإيراني ذي الخلفية الاستخباراتية أسدالله أسدي في ألمانيا، أُلقي القبض على عدد من البلجيكيين ذوي الأصول الإيرانية وبحوزتهم كميات من المتفجرات، وقد خططوا لاستهداف تجمع للمعارضة في باريس، ومن قبل اغتالت عناصر إيرانية المعارض الأحوازي أحمد ملا نيسي في هولندا. وتابع التقرير أن إيران تلقت ضربة موجعة على المستوى العسكري باختطاف 12 جندياً إيرانياً بالقرب من الحدود الباكستانية على يد جيش العدل، وهو منظمة مسلحة معارضة تنشط في إقليم بلوشستان على الحدود الإيرانية الباكستانية. وأكد التقرير أن عملية اختطاف الجنود الإيرانيين عملت على هزة كبيرة لهيبة الدولة الإيرانية التي لم تتعاف بعد من حادثة الهجوم على العرض العسكري في الأحواز الشهر الماضي، والتي نالت هي الأخرى من رمزية الحرس الثوري؛ كونه يسيطر على كل كبيرة وصغيرة في إيران، ولا هجمات الحزب الديموقراطي الكردستاني في غرب وشمال غرب إيران. وأضاف التقرير أن إيران تستخدم وسائل خفية لتصدير النفط كالتهريب وإخفاء ناقلاتها النفطية عن رادارات التتبع، مؤكداً زيادة عجز الميزانية الإيرانية عن المخطط له خلال مارس - أغسطس بنسبة 102 في المئة، عاكساً تراجع الإيرادات الحكومية تأثراً بالعقوبات. وجاء في التقرير أن الموجة الثانية من العقوبات ستُقلل نمو إيران الاقتصادي وتزيد البطالة والفقر، وهو ما قد يؤثر على الاستقرار الداخلي، لاسيما وأن الأزمة قد تطال قيمة العملة الوطنية وتؤثر على مصالح الطبقات المتوسطة. كما كشف التقرير عن وجود خلافات بين حزب روحاني و"كوادر البناء" الإصلاحي، لافتاً إلى دعوة المرشد الإيراني علي خامنئي للاستفادة من النخبة العلمية، علماً أن السلوك الإيرانيّ المتبع على مدار عقود اعتمد الميل إلى الثقة على حساب أهل الخبرة منذ تولِّي خامنئي منصب المرشد.