أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانيَّة (رصانة)، تقريره لشهر أبريل 2019، ورصد أبرز التطوُّرات على الساحة الإيرانيَّة، مقدِّمًا رؤية شمولية خلال الفترة محلّ الرصد والتحليل. ويشتمل التقرير على 3 أقسام يهتمّ الأول بالشأن الداخلي الإيرانيّ، في حين يرصد الثاني تفاعلات إيران مع العالَم العربي، ويتناول الثالث الحراك الإيرانيّ على الصعيد الدولي في إطار العلاقات الإيرانيَّة بالدول الكبرى. في الشأن الداخلي، يستعرض التقرير 4 ملفات تتمثل في الأيديولوجي، والسياسي، والاقتصادي، والعسكريّ. ويستعرض الملفّ الأيديولوجي العلاقة المشبوهة التي كشفها أحد قادة الحرس الثوري السابقين بين إيران وتنظيم القاعدة في الفترة التي كان فيها الهلال الأحمر الإيراني ينفّذ عمليات إغاثية في البوسنة والهرسك، أظهرت نوعًا من التقارب الحركيّ بين إيران والقاعدة على الرغم من الاختلاف الأيديولوجي الظاهر بينهما. وتَطرَّق الملف السياسي إلى ردّ فعل الحكومة الإيرانية على إلغاء الإعفاء من العقوبات للدول ال8 المستوردة للنفط الإيراني، واستمرار المحاولات الأمريكية لإحكام الحصار الاقتصادي على إيران. وناقش الملفّ الاقتصادي قضيتَي التضخُّم والبطالة، إذ لوحظ أن معدَّلات التضخم زادت بشكل ملحوظ خلال شهر أبريل تحديدًا في قطاع المواد الغذائية، نظرًا إلى ما عانته إيران من كارثة السيول التي أضرت على نحو كبير بالإنتاج الزراعي الإيراني، فبات المواطن الإيراني بين فكَّي العقوبات وكارثة السيول، ونظام حاكم يتجاهل معاناة الشعب في سبيل تحقيق أهدافه المذهبية والسياسية التوسعية. أما الملفّ العسكريّ فتناول التغيير الذي أحدثه المرشد علي خامنئي في الحرس الثوري بتعيين اللواء حسين سلامي قائدًا للحرس بدلًا من محمد علي جعفري، الخطوة التي فُسِّرت على عدة أوجه، وإن كانت جميعها أكّدَت مدى هيمنة المرشد على الحرس وسيطرته على مقاليد الأمور. في الشأن العربي، سلّط التقرير الضوء على الزيارات المتبادلة بين الجانبين السعودي والعراقي في خطوة وصفت بالمهمة على طريق عودة العراق إلى محيطه العربي، بما يحد من التوغل الإيراني في العراق. وأشار التقرير إلى مواصلة إيران دعم الحوثيين بالسلاح وتحريضهم على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وإبداء قدر أكبر من التعنت إزاء مباحثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة، والتي كان آخرها وأبرزها مباحثات السويد. وفي الشأن الدولي، تناول التقرير استمرار الولاياتالمتحدة في تكثيف ضغوطها على إيران، إذ أعلنت تسمية الحرس الثوري منظمة إرهابية في أول إجراء من نوعه تجاه قوة عسكرية نظامية لدولة ما، كما أعلنت إلغاء الإعفاءات على الصادرات النفطية في إطار الرغبة في الوصول بصادرات النفط الإيراني إلى الصفر. وفي ما يتعلق بأوروبا، يرصد التقرير ردود الفعل الأوروبية تجاه القرارات الأمريكية. وعلى الصعيد الروسي، تَطرَّق التقرير إلى العلاقات بين البلدين وتأثير الأزمة السورية على مسارها. أما باكستان، فيتناول التقرير زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لطهران، وتصاعد التوترات على الحدود بين البلدين بسبب توالي الهجمات المسلحة للجماعات المعارضة البلوشية الإيرانية.