هذا الكتاب عبارة عن تراجم وسير مختصرة لمجموعة كبيرة من شعراء منطقة (الجوف) وكتابها ومثقفيها. وقد تطرق المؤلف قبيل شروعه في استعراض هذه السير والتراجم للقراء إلى الحديث عن الحركة الأدبية والثقافية بمنطقة الجوف وتوابعها من المحافظات والمراكز والقرى, وعلى الارتباط التاريخي القديم للمنطقة وأهلها بالثقافة والأدب والعلم والمعرفة. هذا فضلاً عن الأهمية الجغرافية للمنطقة, ووقوعها من شمال (شبه الجزيرة العربية) التي كانت موطناً لكثير من الحضارات البشرية العريقة التي قامت على أرضها. وفي هذا الصدد يأتي قول المؤلف تحت عنوان: «الثقافة في منطقة الجوف» من الكتاب: «كان سوق دومة الجندل في عصور ما قبل الإسلام من الأماكن التي يجتمع فيها الناس, وتبدأ بينهم الأنشطة التجارية والأدبية والاجتماعية, وقد أثبتت النقوش التي عثر عليها في دومة الجندل تلك العصور التي كان يرسمها لنا سوق دومة الجندل من تبادل الثقافات..». الكتاب: ص19 وفي موضع لاحق من صفحات الكتاب يلقي المؤلف الضوء على أبرز مظاهر الحياة الثقافية والعلمية والأدبية بمنطقة الجوف, وأهم مراكز الأنشطة المهتمة بالحراك الثقافي والعلمي والتجاري والرياضي والخيري فيها, كمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية, والنادي الأدبي بالجوف, وأهم المكتبات العامة وأماكن وجودها أو مواقعها, موزعة على محافظات ومراكز المنطقة وتوابعها, مثل: (مكتبة دار الجوف للعلوم) التي أنشأها الأمير عبدالرحمن السديري عام 1383ه و(المكتبة العامة) بسكاكا, والتي تم إنشاؤها أيضاً من قبل الأمير عبدالرحمن السديري, أمير المنطقة سابقاً عام 1396ه, وغير ذلك من المكتبات الخاصة الأخرى والمراكز والمنتديات واللجان والصالونات الثقافية المهتمة بجميع ما يخدم المنطقة وسكانها في كافة المجالات الثقافية والأدبية والعلمية والرياضية والتجارية والتنموية. لكن يظل الجانب السيري و(الببليوغرافي) هو الطابع الغالب على معظم صفحات هذا الكاتب, لكونه يتضمن تراجم وسيراً لما يقارب ثمانين كاتباً وأديباً وشاعراً ومثقفاً (من الجنسين) من أبناء منطقة الجوف, بحيث يرافق ورود اسم كل شخصية يتم تناولها من هذه الشخصيات إيراد نبذة موجزة عنها, وعن أبرز الأنشطة التي تمارسها, وأهم الإنجازات التي قدمتها، وخصوصاً في مجال التأليف والطباعة والنشر. وقد نوه الكاتب/ المؤلف في «خاتمة الكتاب» عن أن ما ذكره عن أدباء الجوف ومثقفيها في كتابه هذا ليس كل شيء, وإنما هناك أسماء كثيرة لم يسعفه المجال لتضمينها هذا الكتاب, أو ربما لم يتمكن من الإلمام بها إلماما كاملاً, لكنه يأمل أن يستكمل تناولها مستقبلاً حين تمكنه الظروف المناسبة من ذلك. وهنا أشير إلى أهمية هذا الكتاب في رصد الحركة الثقافية والأدبية بمنطقة الجوف, وتاريخها وأهم رموزها, والتي هي بلا شك جزء لا يتجزأ من الحراك الثقافي والأدبي والفكري لجميع مناطق المملكة العربية السعودية. Your browser does not support the video tag.