يعجب الزائر لأول مرة لمؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية وهو يدلف إلى بناء مؤسسي متكامل وصرح ثقافي رائد، في وسط مدينة سكاكابالجوف، يضم مكتبة عامة ضخمة «دار الجوف للعلوم»، ومركزاً للنشاطات الثقافية العامة بشقيها الرجالي والنسائي، ويشعر الزائر بالرضا وهو يشاهد مختلف الأنشطة التي تنظمها المؤسسة ببرامجها المتنوعة الثقافية والتعليمية. وغير بعيد إلى الجنوب الغربي من مبنى المؤسسة تقع مباني مدارس الرحمانية الأهلية بفروعها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، التي تتميز بمرافقها التعليمية وأنشطتها المتميزة. وخلال زيارتك لمبنى دار الجوف للعلوم تلحظ أيضاً العديد من الزوار، وهم يتوافدون إلى المكتبة في ساعات المساء، زرافاتٍ ووحداناً؛ لينهلوا من معين أمهات الكتب والمصادر والمراجع العلمية والأدبية، ويطالعون الصحف والدوريات المحلية والعربية، التي توفرها إدارة المكتبة لمرتادي الدار. كان الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، منذ أن قدم إلى منطقة الجوف بعد أن ولاّه الملك عبدالعزيز أميراً في منطقة الجوف، يتطلع إلى الإسهام في تنميتها ثقافياً وتعليمياً، إلى جانب اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والإدارية، فكان ما يشغله هو إيجاد مؤسسة ثقافية تدعم النشاطات الثقافية بالجوف تكون متنفساً لأبناء وبنات الجوف المتطلعين إلى التعرف على ثقافات المجتمعات الأخرى والمحبين للعلم والمطالعة، فأنشأ في البداية المكتبة العامة في عام 1383ه (1962م) وبمجهود شخصي فريد، استطاع أن يجعلها مركزاً لمحبي العلم والمعرفة والمطالعة من أبناء الجوف، وزودها باستمرار بما هو جديد من مطبوعات. ووصف أحد أبناء الجوف، تلك المكتبة، أيام كان طالباً في المدرسة، بقوله: «لقد كانت المكتبة العامة بالجوف متنفساً حقيقياً لي للاطلاع على الكتب في وقت لم تكن الكتب أو الصحف متوافرة في الحياة العامة في منطقة نائية مثل الجوف آنذاك، وكنت أتردد عليها بشكل شبه يومي، وأقرأ بنهم وشغف كبيرين، وأمارس الكتابة للصحف الصادرة في المدن السعودية، وكان لذلك شأن في حياتي فيما بعد». التقينا مساعد المدير العام للمؤسسة عقل بن مناور الضميري الذي حدثنا قائلاً إن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية هي مؤسسة ثقافية أسسها الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري (أمير منطقة الجوف في الفترة من 1362-1410ه - 1943-1989م)، بهدف إدارة وتمويل المكتبة العامة التي أنشأها عام 1383ه، المعروفة باسم دار الجوف للعلوم، وتضم قسمين منفصلين أحدهما للرجال وآخر للنساء. وللمؤسسة موقع على الإنترنت (www. abdulrahmanalsudairyfoundation.org). وأضاف الضميري أن المؤسسة تولت وما تزال تطوير خدمات الدار وتزويدها بوسائل الدراسة والأبحاث الحديثة. وتتضمن برامج المؤسسة نشر الدراسات والإبداعات الأدبية ودعم الأبحاث والرسائل العلمية، وإصدار مجلة أدوماتو المتخصصة بآثار الوطن العربي. ومجلة الجوبة الثقافية، كما أنشأت روضة ومدارس الرحمانية الأهلية للبنين والبنات، وأنشأت أيضاً جامع الرحمانية. واستثمرت في فندق النزل في مدينة سكاكابالجوف, كجزء من وقف المؤسسة. وفي عام 1424ه (2003م) قررت المؤسسة إنشاء فرع لها في محافظة الغاط مسقط رأس الأمير المؤسس، فتم إنشاء «مركز الرحمانية الثقافي»، ولهذا المركز البرامج والفعاليات المماثلة التي تقوم بها المؤسسة في الجوف، وبوقف مستقل قدم من أسرة المؤسس للصرف عليه. كما أقام أبناء وبنات الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري وتمشياً مع وصية والدتهم وقفاً بثلث مالها خصص ريعه لتمويل جائزة منيرة بنت محمد الملحم للتفوق العلمي وتمويل إنشاء وتشغيل مكتبة منيرة بنت محمد الملحم للنساء بمركز الرحمانية الثقافي بالغاط. رؤية صائبة تبدو المواقف الريادية للمؤسس الأمير عبدالرحمن السديري جلية في مبادرته لتأسيس المكتبة العامة، إذ بادر لتأسيس أول مكتبة للنساء في المملكة العربية السعودية؛ إدراكاً منه لما لأهمية تنشئة الفتاة السعودية وإتاحة المجال أمامها لتنهل من معين الثقافة بطواعية؛ وإيماناً من المؤسس ببصيرته الثاقبة من أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة في حياة المرأة أسوة بالرجل في بناء مجتمع قويم ومثقف. وكانت هذه المبادرات تنبع من إحساس عميق بالواجب تجاه أبناء منطقة الجوف ومن إدراكه لأهمية العلم والثقافة في بناء المجتمع. حقاً لقد كانت المكتبة العامة التي أنشأها الأمير المؤسس مفهوماً فريداً وجديداً في الوقت والمكان الذي نشأت فيهما. ومع الأيام تنامى لدى الأمير عبدالرحمن السديري اهتمامه بالشأن الثقافي والعلمي بالجوف فسعى إلى تجسيد رغبته في تنمية منطقته ثقافياً بشكل مؤسسي باقٍ للأجيال، فأنشأ عام 1403ه - 1983م في أثناء توليه الإمارة مؤسسة خيرية وقفية تحمل اسمه، وتعمل على الثقافة وخدمة التراث الشعبي الأصيل في منطقة الجوف، وكان من أبرز إنجازات هذه المؤسسة تطوير مكتبة الثقافة العامة التي كان قد أسس نواتها عام 1383ه - 1962م؛ فأصبحت مكتبة عامة عامرة، بل داراً حقيقية للبحث العلمي والدراسات المتعلقة بتاريخ المنطقة وتراثها، وتدوين ما يتعلق بكتابات الرحالة والمستشرقين التي تحدثت عنها. من هنا، أدركت مدى الدور الريادي الذي تضطلع به هذه المؤسسة الرائدة - بحق - في مجال التأصيل الثقافي والتفاعل مع المجتمع المحلي بمختلف فئاته، في منظومة متكاملة من الأنشطة والبرامج الثقافية والتعليمية والتدريبية المتنوعة المخصصة لفئات الرجال والنساء والأطفال وطلاب المدارس؛ إذ تجد البرامج الثقافية الموجهة للرجال والنساء على حدٍ سواء، وتجد مدارس الرحمانية الأهلية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم التي تقدم خدماتها للبنين والبنات ويتلقى التعليم فيها في العام الدراسي الحالي نحو (1100) طالب وطالب من مختلف المراحل الدراسية. وفي هذا التحقيق سنلقي مزيداً من الضوء على نشأة مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية وأهدافها وبرامجها المتنوعة والتي تتركز في المجالات الثقافية والتعليمية على وجه التحديد: نشأة المؤسسة مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، هي مؤسسة ثقافية غير ربحية ذات شخصية اعتبارية مستقلة تأسست بالجوف بموجب الأمر الملكي رقم (أ-442) عام 1403ه - 1983م. واستناداً إلى سعادة رئيس مجلس الإدارة فيصل بن عبدالرحمن السديري فإن المؤسس أرادها أن تكون حاضنة للمكتبة العامة، ما يؤكد الاهتمام الكبير الذي كان يوليه الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للمكتبة، واستشرافه لأهمية الدور الفاعل الذي تضطلع به المكتبة العامة في مجتمع ناشئ يتطلع إلى المستقبل بأعين ملؤها الأمل ومتلهفة لتنهل من معين العلم والمعرفة. أهداف ريادية تستقرئ آفاق المستقبل إن نظرة فاحصة لأهداف مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، تجعلك تدرك أن الأمير عبدالرحمن إنما كان يؤسس صرحاً ثقافياً رائداً، أراده مركز إشعاع علمي وثقافي، ووفر له السند القانوني، ووضع له أهدافاً سامية، تستقرئ آفاق المستقبل الذي يتطلع له كل محب لوطنه ومجتمعه. وتترجم أهداف المؤسسة بوضوح مدى الاهتمام والعناية بدعم الثقافة العامة والنشر وتمويل البحوث والدراسات العلمية الميدانية المتعلقة بالمنطقة. ويحدثنا رئيس مجلس الإدارة فيصل السديري عن أهداف المؤسسة فيقول إن النظام الأساس للمؤسسة نص على عدد من الأهداف، منها: إدارة وتمويل مكتبة «دار الجوف للعلوم» والعمل على تطويرها لتكون مركزاً علمياً وثقافياً متميزاً في المنطقة؛ والإسهام في حفظ التراث الأدبي والأثري في منطقة الجوف والتعريف بهما؛ ودعم النهضة العلمية في منطقة الجوف؛ وإصدار مجلة شهرية في المنطقة؛ وإنشاء دار للحضانة وروضة للأطفال ومسجد جامع. وأكد رئيس مجلس الإدارة أن العمل من أجل تحقيق مثل هذه الأهداف والتطلعات الرائدة، يتطلب جهوداً متواصلة سواء في التخطيط والعمل وتوفير التمويل اللازم، فهذا المشروع الخيري الاجتماعي والثقافي، الذي أُسس لخدمة المنطقة، يحتاج كذلك إلى اهتمام أبناء المنطقة وتعاونهم وتفاعل طاقاتهم حتى تتحقق تلك الأهداف السامية. وقال إن تمويل أعمال المؤسسة وأنشطتها المختلفة يتم من ريع وإيرادات الأموال المنقولة وغير المنقولة التي وهبها لها مؤسسها، وكذلك من استثمارات أموالها في أوجه الاستثمار المأمون، ومن التبرعات التي تردها باستمرار من أهل الخير من داخل الجوف وخارجها ممن أحسّوا بنبل الهدف، وسمو الغاية التي يرفعها هذا المشروع الثقافي الكبير ويعمل من أجل تحقيقها. مراحل البناء والإنجاز لقد خطت المؤسسة خطوات واسعة متقدمة باتجاه تحقيق تلك الأهداف الكبيرة، ولعل في الإنجازات المتلاحقة والمشهودة التي تمكنت المؤسسة من تحقيقها ما يشير إلى ذلك الجهد المتواصل في السعي نحو تطوير الأداء وبلوغ الغاية؛ فالمؤسسة استطاعت أن تنتقل من طور البناء والإنشاء إلى طور الإنتاج والعطاء. يقول مدير عام المؤسسة الدكتور سلمان بن عبدالرحمن السديري، لقد تمكنت المؤسسة وعبر سنوات من الجهد والتخطيط من تحقيق قفزة نوعية كبيرة؛ إذ تطورت خدماتها بشكل متسارع، فبعد أن كانت نواتها المكتبة العامة التي أقيمت في مقر صغير المساحة عندما أنشأها الأمير المؤسس عام 1383ه - 1963م، وكانت تضم ثلاثة آلاف كتاب، وهي تعرف اليوم بدار الجوف للعلوم، أصبحت اليوم مركزاً ثقافياً حيوياً، يشهد، إلى جانب خدماته المكتبية التي يقدمها لأبناء المنطقة، نشاطاتٍ اجتماعية وثقافية وعلمية متجددة في قسمي الرجال والنساء، إضافة إلى أن مخزونها من الكتب والمراجع المهمة يتجاوز الآن نحو 160.000 كتاب. وأشار الدكتور سلمان السديري إلى تنوع أنشطة المؤسسة وبرامجها الثقافية؛ فمنها النشاط المنبري المتمثل في المنتديات السنوية الدورية وكذلك المحاضرات والندوات والأمسيات الشهرية التي تنظمها إدارة المؤسسة على مدار العام، ويحضرها حشد كبير من المهتمين من أبناء الجوف وضيوف الدار. كما تشمل المراكز والدورات التعليمية والتدريبية، والمعارض الثقافية والعلمية التي تقام في قاعة دار الجوف للعلوم. وقال الدكتور السديري إن فرع المؤسسة بالغاط «مركز الرحماني الثقافي» يقوم كذلك بجميع الأنشطة الثقافية التي تقوم بها المؤسسة الأم، وينفذ برامج ثقافية وأنشطة منبرية على مدار العام، يدعى لها أصحاب الخبرة وذوي التخصص بالموضوعات التي يتم اقتراحها من المجلس الاستشاري للمركز الذي يرأسه سعادة محافظ الغاط، ويضم في عضويته عدد من أبناء المحافظة. دار الجوف للعلوم تبلغ مساحة دار الجوف للعلوم حوالي 2350 متراً مربعاً وتضم قسمين كبيرين منفصلين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وهي ليست مجرد مكتبة عامة، بل هي الآن وبتوفيق من الله مركز ثقافي يشهد مع خدماته المكتبية نشاطاً اجتماعياً وثقافياً متجدداً في كلا القسمين. وتفتح الدار أبوابها للرواد لمدة ثماني ساعات طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة. وعن مكتبة دار الجوف للعلوم يحدثنا الأمين مسؤول المكتبة مرسي طاهر الذي قال إن المكتبة تضم الآن ما يزيد عن (160.000) كتاب ومجلد. إضافة إلى قسم للدوريات يفتح أبوابه لقراء الصحف والمجلات والدوريات العربية والأجنبية في مختلف أصنافها واتجاهاتها، ويشتمل القسم على ما يزيد عن 250 صحيفة ومجلة ودورية، تستقطب عدداً كبيراً من القراء والقارئات يومياً. كما تضم الدار مجموعة خاصة من أوعية المعلومات ذات القيمة المرتبطة بآثار المنطقة، وصوراً لمخطوطات، إضافة إلى وثائق تاريخية قديمة، وطوابع، وكتب نادرة وقيّمة، تتعلق بالمنطقة وتتصل بها بشكل خاص، وبالجزيرة العربية بشكل عام ، كما تضم أيضاً مجموعة من الوسائل السمعية والبصرية، إلى جانب العديد من الوسائل الإلكترونية المتنوعة. وتتيح المكتبة، للراغبين من روادها، استخدام شبكة المعلومات (الإنترنت) التي بدئ باستخدامها منذ عام 1997 عبر خط طرفي يربط الدار بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمركز الوطني للكلى، ويتيح الفرصة أمام الباحثين للاتصال بمراكز المعلومات محلياً ودولياً. كما استطاعت الدار أن تؤسّس مجموعة الوسائل السمعية والبصرية، وهي عبارة عن مكتبة سمعية بصرية وثائقية تحتوي رفوفها على عدد من أشرطة الأفلام السينمائية وأفلام الفيديو في موضوعات ثقافية وتعليمية وعلمية متنوعة، ويتولى القائمون على هذه المجموعة مهمة تسجيل وأرشفة كافة أنشطة المؤسسة وبخاصة الأنشطة الثقافية منها من محاضرات ولقاءات وندوات وغيرها. ويجري التزويد بالكتب والمطبوعات بشكل مستمر من خلال الشراء المباشر من معارض الكتب المحلية والدولية، ومن خلال الإهداء والتبادل. وتتوافر في المكتبة أمام الباحثين والدارسين والقراء أمهات الكتب والمصادر وعدد غير قليل من الكتب النادرة الصادرة منذ تاريخ تأسيس المكتبة قبل نحو 45 عاماً؛ ما يجعلها مقصد الباحثين والمثقفين والمهتمين داخل منطقة الجوف وخارجها، فأصبحت بحق منارة للعلم والمعرفة. ويشير أمين الدار المسؤول إلى أن خطة التزويد يتم تطويرها سنوياً بشكل علمي مدروس يتم من خلاله تقييم المجموعات، ومن ثم إشراك كافة الجهات ذات العلاقة من قراء، وباحثين، وهيئات حكومية، وخاصة، عن طريق استبيان سنوي يعرض على الجميع للمشاركة في الاختيار بالنسبة للمطبوعات والوسائل السمعية والبصرية والالكترونية، كذلك تتلقى الدار من كافة الناشرين عربياً ومحلياً وعالمياً قوائم الجديد في عالم النشر، إلى جانب متابعة وحضور المعارض الدولية للكتب والاتصال بالوزارات والمؤسسات الحكومية والجامعات ومراكز البحث والمكتبات الكبرى، لتفعيل برنامج تبادل الإصدارات من الكتب على مدار السنة. وأشار أمين المكتبة إلى أن عدد روادالدار شهرياً يصل إلى نحو 2500 زائر من الرجال والنساء، باحثين وقراء من هواة المطالعة، يستفيدون من خدمات المطالعة والبحث العلمي وتقنية المعلومات التي توفرها الدار لهم، في القسمين. كما تستقبل الدار أيضاً مجموعات من طلاب وطالبات الكليات العلمية وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، يأتون بهدف الإفادة من المصادر العلمية والمراجع المهمة المتوافرة في الدار. وبالنظر إلى تطلع المؤسسة دوماً إلى ما هو حديث ومتطور، فقد استخدمت الدار أحدث الوسائل والتقنيات، بدءاً من استخدام أجهزة الحاسوب في الفهرسة والبحث، وإتاحة الفرصة أمام من يرغب من رواد المكتبة أو من الخارج بالاطلاع على مقتنيات المكتبة والتعرف على كافة بياناتها التوثيقية من خلال موقع دائم للمكتبة على شبكة الانترنت باسم دار الجوف للعلوم مروراً بتقديم خدمات مكتبية ومعلوماتية مستحدثة تشمل خدمات الإحاطة الجارية والبحث في قواعد البيانات العالمية والمحلية وإمكانية الاستفادة منها ، وأخيراً إمكانية التواصل الدائم مع المكتبة وخدماتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت عبر موقع المكتبة الإلكتروني. ويؤكد الأمين أن جميع العاملين بالدار لا يألون جهداً في خدمة القراء والمطالعين والباحثين انطلاقاً من إيمانهم العميق بأن العمل بالمكتبة رسالة؛ خاصة أن المكتبة جاءت من إحساس عميق بالواجب لدى مؤسسها الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، ومن إدراكه بأهمية العلم في بناء المجتمع. وبالنظر إلى تطلع المؤسسة دوماً إلى ما هو حديث ومتطور، فقد استخدمت الدار أحدث الوسائل والتقنيات، بدءاً من أجهزة قراءة المصغرات الفيلمية واستخدام أجهزة الحاسوب في الفهرسة والبحث، مروراً بإتاحة الفرصة أمام الباحثين للاتصال بمراكز المعلومات محلياً ودولياً عبر خط طرفي يربط الدار بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمركز الوطني للكلى، وأخيراً عبر الاشتراك بشبكة الإنترنت وحصول الدار على موقع دائم على الشبكة باسم المؤسسة، واتاحة الفرصة أمام من يرغب من رواد المكتبة في الاستفادة من هذا النوع من الخدمة المتقدمة. ويشير أمين الدار إلى أن خطة التزويد يتم تطويرها سنوياً من خلال تقييم المجموعات، ومن ثم إشراك كافة الجهات ذات العلاقة من قراء، وباحثين، وهيئات حكومية، وخاصة، باستبيان سنوي يعرض على الجميع المشاركة في الاختيار بالنسبة للمطبوعات والوسائل السمعية والبصرية والإلكترونية، كذلك تتلقى الدار من كافة الناشرين عربياً ومحلياً وعالمياً قوائم الجديد في عالم النشر، إلى جانب متابعة وحضور المعارض الدولية للكتب والاتصال بالوزارات والمؤسسات الحكومية والجامعات ومراكز البحث والمكتبات الكبرى، لتفعيل برنامج تبادل الإصدارات من الكتب على مدار السنة. مكتبتان بمركز الرحمانية الثقافي وفي مركز الرحانية الثقافي توجد مكتبتان، الأولى للرجال وهي مكتبة الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، والثانية للنساء وهي مكتبة منيرة بنت محمد الملحم. وقد تم تجهيز المكتبتين بأمهات الكتب والمراجع العلمية والأدبية والثقافية، وتم فهرستها حسب نظام مكتبة دار الجوف للعلوم. كما تضم أيضا قسما خاصا بخدمة الإنترنت، وقاعة للتدريب، وقاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحاضرات. برنامج النشر منذ أن بدأت المؤسسة أعمالها اهتمت بنشر عدد من الكتب التي تتصل بمنطقة الجوف تاريخاً وتراثاً وحضارة ، كان من أبرزها كتاب «الجوف وادي النفاخ» لمؤلفه الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري وقد صدرت الطبعة الأولى في عام 1403ه (1984م)، ثم صدرت الطبعة الانجليزية للكتاب بعنوان (The Desert Frontier of Arabia: Al-Jawf through the Ages)، كما نشر ديوان القصائد للمؤسس، ثم أشرفت المؤسسة على ترجمة كتاب الصحراء العربية لمؤلفه الايطالي الويس موسيل وفي عام 1411 بدأت المؤسسة بإصدار دورية (الجوبة) وهي ملف ثقافي يعنى بالشأن الثقافي بالجوف (www.aljoubah.org). كما بدأت المؤسسة بتعريب ونشر بعض كتب الرحالة الذين مروا بالمنطقة في القرن التاسع عشر إذ تمت ترجمة خمسة كتب منها، نشرت المؤسسة أحدها وهو كتاب: «الصحراء العربية - الملاحق» لمؤلفه ألويس موسيل. كما أصدرت في سنة 1411ه - 1990م دورية ثقافية نصف سنوية أطلقت عليها اسم «الجوبة» تعنى بالشئون الثقافية والاجتماعية صدر منها 13عدداً ثم توقفت لعدة سنوات، وارتأت المؤسسة إعادة إصدارها لما تمثله من دور في رعاية الأقلام الشابة بالجوف، واستكتاب المبدعين والموهوبين في مجالات الأدب والشعر والمقالة من أبناء المنطقة، واستأنفت المؤسسة إصدار العدد الرابع عشر من الجوبة مع بداية عام 2006م، وخرج بثوبٍ جديد، يمثل خطوة واعدة؛ ويرأس تحريرها الأستاذ إبراهيم موسى الحميد. وقد صدر من الجوبة حتى الآن 37 عدداً. وفي يناير عام 2000م بدأت المؤسسة بإصدار مجلة نصف سنوية محكّمة تعنى بآثار الوطن العربي أطلقت عليها اسم (أدوماتو) (www.adumtu.org) المتخصصة بنشر الدراسات والبحوث المتعلقة بآثار وحضارة الجزيرة العربية والوطن العربي بشكل عام، وشكلت المؤسسة للمجلة هيئة استشارية ضمت مختصين من مختلف أقطار العالم، ويرأس تحريرها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري، صدر منها حتى الآن 25 عدداً، والمجلة تنشر أبحاثها باللغتين العربية والإنجليزية، وقد لاقت اهتماماً ملحوظاً في مختلف الأوساط العلمية في داخل المملكة وخارجها، واستناداً إلى الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أستاذ الآثار فإن مجلة أدوماتو أصبح لها روادٌ من المتخصصين والمهتمين بآثار الجزيرة العربية والوطن العربي، وأصبحت تحظى باهتمام معظم الجامعات العربية والعالمية ومراكز البحث العلمي الغربية فيما يتعلق بالبحوث المنشورة عن آثار الجزيرة العربية والوطن العربي. ويشير رئيس تحرير مجلة أدوماتو إلى أن قائمة المشتركين بمجلة أدوماتو تضم جامعات ومراكز بحوث عالمية وأساتذة ومختصين ومهتمين من مختلف الأقطار العربية والعالمية، فضلاً عن المشتركين من داخل المملكة. ومع تطور برنامج النشر ارتأت المؤسسة تشكيل هيئة استشارية للإشراف على برنامج «نشر الدراسات والإبداعات الأدبية وتمويل البحوث والرسائل العلمية» مكونة من أربعة أساتذة أكاديميين ثلاثة منهم من أبناء الجوف وعضو يمثل فرع المؤسسة بالغاط مركز الرحمانية الثقافي، ويرأس الهيئة معالي الدكتور عبدالواحد بن خالد الحميد وعضوية الدكتور ميجان الرويلي والدكتور خليل المعيقل والدكتور سعد الحسين، وبدأت الهيئة بتنظيم أعمال النشر ووضع لائحة تحدد شروط النشر تتضمن استقبال الأعمال المقدمة للنشر وتحويلها للتحكيم والتقييم ثم يطلب من صاحب المخطوطة تنفيذ التوصيات الخاصة بالتحكيم، قبل أن يدفع العمل للمطبعة ويأخذ طريقه للنشر والتوزيع. وقد أصدرت هيئة النشر منذ توليها مسؤولية برنامج النشر نحو 55 كتاباً في مجالات العلوم والتاريخ والآثار والأدب، ومن هذه الكتب: «فصل من تاريخ وطن وسيرة رجال» وهو كتاب سيرة للأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري، يتحدث عن سيرته وإنجازاته خلال فترة عمله أميرا لمنطقة الجوف، وعن منجزه الثقافي المتمثل في مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، ومن الكتب أيضاً «حي الدرع بدومة الجندل - دراسة معمارية أثرية « و»تخطيط المدينةالمنورة في العهد النبوي والخلافة الراشدة» لمؤلفتهما د. حصة الشمري، وكتاب ديوان القصائد للأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري. وكتاب «الإدارة المحلية والتنمية - ندوة»، وكتاب «بحوث في آثار منطقة الجوف» للدكتور خليل بن إبراهيم المعيقل، ومجموعة قصصية «رائحة الطفولة» لعبدالرحمن الدرعان، وكتابان للدكتور سليمان الذييب «نقوش قارا الثمودية بمنطقة الجوف» و»نقوش صفوية من شمالي المملكة العربية السعودية «. وكتاب «التنظيمات العسكرية النبطية» لمؤلفة صالح الدغيم. وكتاب «جغرافية منطقتي الجوف وحائل في كتابات الرحالة الغربيين» لمؤلفته د. ياسمين كامل صالح، وكتاب «اقتصاديات منطقة الجوف - نموذج جديد للتنمية المحلية» لمؤلفه الدكتور محمد عبدالعال صالح، وكتاب «دومة الجندل من عصر ما قبل الإسلام» لمؤلفه عبيد الجابري، وكتاب «ظهور الخطوط الحديدية وآثارها في المشرق العربي» لمؤلفته نوف الروضان، وكتابا «أنواع العقارب والثعابين السامة في منطقة الجوف»، و»التنوع الأحيائي الحيواني في منطقة الجوف» لمؤلفهما أ.د. محمد بن خالد السعدون، وكتاب المراعي وتنمية الثروة الحيوانية في منطقة الجوف» تأليف د. مها آل الشيخ، وقصتان للأطفال، وكتاب حروف وسنابل للأستاذ محمد صوانه. ومن إصدارات مركز الرحمانية الثقافي بالغاط، كتاب وثائق من الغاط (6 مجلدات) تأليف أ. فائز الحربي، وكتاب «نحو تنمية سياحية في محافظة الغاط» تأليف د. سلمان بن عبدالرحمن السديري وجون ياكوموس، وخمسة إصدارات من سلسلة بحوث الرحمانية شملت: «ما وراء الصناديق السيادية» و»المملكة العربية السعودية والسوق العالمية للنفط» لمؤلفهما جياكومو لوشياني، و»تداول النفط في الأسواق العالمية» روجر ديوان، و»ديناميات الطلب العالمي على النفط» بسام فتوح، و»الإسلام والحداثة والجدل الدائر في تركيا حول الحجاب» لمؤلفته أصلي بالي. ومن إصدارات المركز كتاب «الهيئات الخيرية السعودية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر»، وأربع كتب من سلسلة كتاب «الحصاد».