مرة بعد أخرى يؤكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، وأنه يعتمد على قوة وهمة شبابه الجبار والعظيم الذي يتطلع إلى المشاركة في مسيرة البناء وتحقيق رؤية سموه الطموحة للانطلاق لتكون المملكة قوة اقتصادية عالمية كبرى من خلال تنويع الاقتصاد، والاستفادة من الإمكانات الطبيعية والبشرية التي تتوفر في شباب هذا الوطن العظيم، مشبهاً هذه الهمة بجبل طويق قائلاً: «إن همتهم لن تنكسر إلا إذا انهدّ هذا الجبل وتساوى بالأرض. فقط يضعون هدفاً ويحققونه بكل سهولة». ومبدأ صناعة الإنسان يعتمد على أن المال يذهب والرجال وحدهم هم الذين يصنعون المستقبل، فلابد أن يكونوا معدين دائماً للقيام بمسؤوليات التجديد والتغيير من خلال التطوير الذاتي، والإحاطة بالمستجدات المستمرة في مجالاتهم الإدارية والتقنية والمهنية، ليتمكنوا من اتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها الإسهام في مسيرة البناء والتطوير. وفي الواقع إن أرض المملكة شهدت ومازالت تشهد إعجازاً بكل المقاييس، فجميع الجهود كانت موجهة لبناء الإنسان، فهو هدفها وغايتها، والأداة الفاعلة لتنفيذ برامجها ومشروعاتها. فالإنسان هو أساس أي بناء أو تقدم أو تطور، وهو السبيل الوحيد لانطلاقة البناء ورسوخه وتطويره، وما كلمات سمو ولي العهد إلا تأكيد على هذه الأهمية، فالإنسان السعودي يحتل مكانة مميزة في فكر وعقل القيادة، فعمليات بنائه هي خير استثمار، والإنفاق من أجلها هو أفضل إنفاق تقدمه الدولة من مواردها، ولهذا نجد أن خطط الدولة وفرت مناخاً مناسباً للارتقاء ببناء المواطن تعليمياً وثقافياً وعلمياً وعملياً واجتماعياً مع المحافظة على الأصالة التي يمثلها المجتمع السعودي، مما حقق الأثر الإيجابي في استمرار مسيرة البناء الحضاري، فالدولة بفضل هذ القيادة المؤمنة تقف قوية شامخة بإنسانها ومنجزاتها في وجه التحديات والظروف المتقلبة أياً كان مصدرها. وما هذه الكلمات الرائعة التي صرح بها سمو ولي العهد إلا تأكيد جديد على أن الأساس في كل المشروعات التي تنفذها الدولة هو الارتقاء بالإنسان، من خلال الأخذ بالتقنيات العصرية المتوفرة ليرتفع البناء، ولتأخذ مملكتنا الغالية مكانها المرموق بين الأمم والحضارات المتقدمة، فمفهوم بناء الإنسان لا يقتصر على فرد دون آخر، أو على فئة دون غيرها، وإنما يتوزع على جميع أفراد المجتمع الذين ينبغي أن نرتقي بقدراتهم العلمية ومهاراتهم الفكرية ليصبحوا الدعامة الحقيقية لكثير من التجديدات والتعديلات التي يشهدها حالياً وسيشهدها مستقبلاً مجتمعنا السعودي تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، فالتنمية في المملكة تنمية محورها بناء الإنسان السعودي القادر على قيادة مسيرة التحدي والإنجاز، مسيرة الطموح والعمل، مسيرة البناء والنماء التي جاءت نابعة من إدراك القيادة لأهمية تحقيق الرفاهية والتقدم الحضاري لجميع المواطنين.. ولهذا نجد تركيزها ينصب على التوفيق بين القيم الحضارية والتاريخية للمجتمع، وبين التقدم الحضاري والتقني الذي يعيشه عالم اليوم، لينشأ مجتمع المملكة مجتمعاً متوازناً يجمع بين الأصالة التي يعتز بها جميع أبنائه، والمعاصرة التي هي هدف من أهداف قيادته والإحساس الذاتي لأبنائه. وليس غريباً والحال هذه أن نرى الاهتمام بالتكامل على مسارات التنمية كافة سواء في رؤية المملكة 2030 أو في برنامج التحول أو في تصريحات سمو ولي العهد - حفظه الله - المتكررة حول ضرورة تحقيق استمرار الرقي للمواطن السعودي مهما كانت الصعوبات. حفظ الله بلادنا من كل مكروه. Your browser does not support the video tag.