الوطن ذاك الشعور النبيل، والإحساس المرهف، والينبوع المتدفق، واللغة الوطنية الخالدة التي تغلغلت في دواخلنا، ونطقت بها ألسنتنا، وباحت بكنهها جوارحنا، وتماهت برونقها وجمالها محاجرنا، وحق لنا ذلك.. أوليس الوطن ساح عز وفخار، وأنموذج خير وحب وعطاء، من أرضه الطاهرة انطلق نور الهداية السماوية، ومن جباله الشم كانت رسالة الإسلام والسلام والنور التي سار بها الهادي النذير سيد المرسلين نبينا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - حتى وصلت أصقاع المعمورة، وارتاحت بأنسها الأنفس المكلومة التي أخذت تنهل من معينها الصافي العذب الزلال ما يسعدها في الأولى والآخرة.. إنه وطني الذي لامس كبد الحقيقة، وأفاض في لجة المعرفة، وسكب من مكنونها ما ارتسم في رياضها.. وطني الذي قدم صفحات مشرقة لا تضاهى ومجداً خالداً لا يجارى.. كان صحراء قاحلة، وتضاريس وعرة متباعدة وأعراقاً متباينة، وأشتاتاً لا يجمعهم سوى الفقر والجهل والخوف والمرض. وبفضل من الله جل وعلا كان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الملك المؤسس الذي صاغ بفكره لوحة الوطن، وسما في أرضها حتى أصبحت زاهية تعجب كل راءٍ.. إطارها التوحيد والتلاحم، ولونها المعرفة والتآلف، وبحرها العلم والتجانس، وشطآنها الأمن واﻷمان ورغد العيش، وتتابع أبناؤه البررة ملوك هذه الدولة المباركة على هذا النهج الآسر والركب الميمون حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله وأدام عزه - الذي حزم وعزم وأنار بتوجيهاته السديدة كل جزء من بلادنا الغالية وأفاض عليها من رعايته الكريمة وعنايته المستمرة ما تتوق إليه الأنفس الزاكية والقلوب المتحفزة وكان ساعده اﻷيمن، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - حاضراً بفكره الثاقب وإخلاصه المعهود، وبلادنا هي مضرب المثل بين الشعوب، وهي المنارة الشامخة وسط كل الدروب والبقاع، فثوابتنا المتجذرة هي أساس بقائنا وسر تلاحمنا والحمدلله رب العالمين. * وكيل الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتخطيط والتطوير Your browser does not support the video tag.