تتجدد الذكريات السعيدة والغالية كل عام لتعيد الذكرى الخالدة لتوحيد هذه البلاد وبسط الأمن والاستقرار في أرجائها بعد ان كانت أشلاء متناثرة. ومناسبة اليوم الوطني تجدد الذكرى الرائعة بكفاح مؤسس هذا الكيان الكبير جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حيث ان حياته مليئة بالدروس والعبر. فاليوم الوطني يعتبر قفزة تاريخية قفزتها هذه البلاد بعد ان كانت صحراء قاحلة إلى وطن جديد ينعم بكل مقومات الحياة. لذلك يمثل هذا اليوم تاريخاً مجيداً صنعه مؤسس هذا الكيان الشامخ العملاق الغالي على قلوبنا جميعاً، وهو ذكرى طيبة زكية، عبقها يجدد عشق الطمأنينة والسلام وفي الأنفس يرسخ حب الأمن والوئام. لقد استطاع الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - جمع شمل هذه الأمة في دولة واحدة في تلاحم فريد كان له أكبر الأثر في تحقيق هذه النهضة الكبرى التي تشهدها بلادنا، فمثل هذا اليوم من عام (1932م) تم إعلان قيام المملكة العربية السعودية تحت قيادة المؤسس وأنصاره الرجال العظام الذين تشرفوا بنيل هذا المجد وكانوا رموزاً في ملحمة التأسيس العظيمة، فنشهد عندها ولادة حقيقية لدولة على أرض جرداء وبدأت من العدم لتتبوأ بفضل الله في عمر قصير مكانة مرموقة بين أعتى الأمم وأقدم الحضارات مستلهمة التجارب الإنسانية السابقة ومنطلقة من التراث الإسلامي المجيد في توليفة متوازنة كسبت زاد الدنيا ونعيم الآخرة. فأصبحت المملكة رائدة في تحكيم شرع الله والتأسي بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وشعارها العدل والمساواة. رحل الفارس عبدالعزيز - يرحمه الله - ليأخذ الراية من بعده أبناؤه البررة واحداً تلو الآخر سعود وفيصل وخالد وفهد - يرحمهم الله - جميعاً، والآن يرفع الراية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ليكمل انطلاقة الخير والمسيرة بعظيم الإنجازات لتسابق المملكة الزمن في مواكبة التطور والتقدم والنهضة والازدهار بثوابت صلبة من الأمن والاستقرار ورغد العيش والرخاء والعزة لكل منتم لهذه البلاد الطاهرة، حتى أصبحت المملكة تمثل ثقلاً ومحوراً استراتيجياً حيث يفد لها المسلمون من كل حدب وصوب ولما لها من قوة اقتصادية وسياسية حكيمة وما تتمتع به من استقرار في عالم يشهد صراعات في مختلف جهات الأرض، فكانت هذه الدولة - بفضل الله - عز الإسلام وعوناً للمسلمين وخادمة للمقدسات الإسلامية. إن اليوم الوطني في المملكة يوم اشعاع ونور ويوم بركة وحب وفخر ويوم اصرار على الثوابت الإسلامية وتأكيد التطلع للمستقبل بعين واعية وفكر نير ورغبة في التقدم إلى الأمام في كل مجالات الحياة. وختاماً دعواتنا الصادقة للمؤسس بأن يجزيه الله خير الجزاء نظير ما قدم للوطن والمواطن من تضحيات وما وفره لنا من خير وان يديم الله سبحانه وتعالى عظيم نعمه التي وهبها لهذه البلاد.