أكد خبير إقليمي في مجال أبحاث تطوير الدواء، أهمية الشراكة بين القطاعين الخاص والحكومي لإحداث نقلة في «الأبحاث السريرية» المعنية بتطوير الدواء. وقال رامي فايد نائب الرئيس والمدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في آبفي: إن الاهتمام بالأبحاث السريرية ينعكس على المجتمع وعلى الاقتصاد الوطني من خلال ثلاثة أبعاد: حصول المرضى على أحدث الأدوية المتطورة، ورفع مستوى الرعاية الصحية لهم، ورفع مستوى الكفاءة العلمية للأطباء والممارسين الصحيين. وطرح فايد رؤيته لمستقبل الأبحاث السريرية في المملكة لدى مشاركته في المؤتمر السنوي للهيئة العامة للغذاء والدواء، الذي ختم أعماله أخيراً في الرياض. وأوضح أن الأبحاث من أكثر الأمور المهمة للمرضى؛ لأنها تسرع لهم الحصول على آخر التطورات في البحث العلمي والدواء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمراض المستعصية والمزمنة، فمشاركة المرضى في الأبحاث السريرية للأدوية المتطورة تسرع الحصول على الأدوية المبتكرة، التي قد تكون سببا في إنقاذ حياتهم (بإذن الله). ولفت إلى أن مستقبل الأبحاث السريرية في المملكة واعد، ولكن تواجهها تحديات طرحها في تصريح ل»الرياض»، وقال إن هذه التحديات يمكن تجاوزها بتأسيس مجلس مراجعة مركزي لتكون الموافقة على الأبحاث من مستشفى مرجعي يوفر موافقات لكل المستشفيات الأخرى بحيث لا يتم تكرار الموافقات وإهدار الوقت. ودعا إلى تعزيز العمل المشترك بين القطاع الخاص، الذي تمثل فيه الشركات الأدوية الباحثة والقطاع الحكومي الذي تمثل فيه وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء والهيئة العامة للاستثمار لوضع آلية لتسهيل إنجاز الأبحاث السريرية، وتسهيل أعمال الشركات القائمة على الأبحاث السريرية في المملكة وترخيصها لمنحها قدرة أكبر على استقطاب عدد أكبر من الأبحاث السريرية، ما يؤدي في المحصلة إلى زيادة الاستثمار في المملكة، ورفع كفاءة المستشفيات والأطباء والممارسين الصحيين، وتسريع حصول المرضى على أحدث الأدوية. وقال إن عدد الأبحاث في المملكة لا يتناسب مع عدد المرضى، وتوافر عدد من المستشفيات ذات الكفاءة الطبية العالية، وتوافر الكوادر الطبية المؤهلة لإنجاز الأبحاث السريرية، مشيراً إلى أن العدد وفق آخر إحصائية يبلغ نحو 500 بحث سريري أغلبها أبحاث بسيطة، وبعضها أبحاث متطورة. وفيما يختص بالبعد الاستثماري قال فايد: العام الماضي استثمرت الشركات الباحثة العالمية نحو 50 مليار دولار على الأبحاث والتطوير، خصوصاً في الأبحاث السريرية. ولذلك فإنني أؤكد أن الأبحاث السريرية مجال مهم، ما يساعد على الرقي بمستوى الرعاية الصحية لتسهيل الوصول للمرضى، ولخلق فرص العمل، وفتح آفاق واسعة للاستثمار. وعدد فايد الفرص والتحديات أمام «الأبحاث السريرية، وقال إن الفرص التي تكمن في وجود عدد كبير من المرضى والمستشفيات القادرة على إنجاز البحث السريري بالمعايير العالمية، كما يوجد عدد من الكوادر الطبية من الأطباء والممارسين الصحيين من ذوي الكفاءة العالية، والقدرة على إنجاز أبحاث سريرية متقدمة، وأما التحديات فتشمل أن الحصول على الموافقات للبدء في الأبحاث السريرية قد تستغرق عدة أشهر. وكذلك تسهيل الإجراءات المطلوبة من ناحية الجهات الرقابية، وهي وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء». وأشار فايد إلى أن التحديات يمكن تجاوزها بتأسيس مجلس مرجعي مركزي، فتكون الموافقة من مستشفى مرجعي يوفر موافقات لكل المستشفيات الأخرى بحيث لا يتم تكرار الموافقات وضياع الوقت، إلى جانب ضرورة تسهيل الإجراءات القانونية المتعلقة بالموفقات والعقود. وهناك تحديات أخرى مثل عدم وجود الحوافز للشركات لعمل الأبحاث السريرية في المملكة من ناحية أهمية وجود أبحاث سريرية وسرعة الموافقة على الدواء والوصول للأدوية في وقت أسرع ومكافآت تحفيزية للأطباء الذين يقومون بالأبحاث السريرية من مستشفياتهم، فمثلاً الدكتور الذي يعمل على الأبحاث السريرية أكثر، يكون تقييمه أكبر في آخر السنة ودرجته أعلى. Your browser does not support the video tag.