وتتوالى الإنجازات والتمكين للمرأة السعودية في مختلف المجالات، وأصبحت سيدات هذا البلد المعطاء ينعمن بكافة الحقوق ويشرفن بالانتماء لوطن المجد والإيمان، فبعد أن اقتحمت بوابة الشورى لتحتل ثلت المقاعد في المجلس؛ نراها اليوم تجوب طرق وشوارع المملكة بسيارتها من دون قيد أو شرط، وبعد أن كانت تبحث عن من يقوم بتأمين وصولها إلى عملها وإلى مختلف شؤون حياتها، وبفضل الرؤية العميقة للقيادة الحكيمة وحرص ولي الأمر على راحة وتمكين بنت الوطن، أتى القرار الملكي الكريم بتمكينها من قيادة السيارة ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات، ولتثبت أنها على قدر المسؤولية وفي مستوى التطلعات ووفق بعض المصادر فمن المتوقع أن يصل عدد الرخص المرورية النسائية خلال الأشهر القادمة 2000 رخصة في مدينة جدة. ويظل قرار قيادة المرأة السعودية للسيارة هو القرار التاريخي والاستثنائي في كل مرة يتجدد فيها مناقشته وبعد ثلاثة أشهر من تطبيق القرار السامي وجلوس النساء السعوديات خلف مقود السيارة مؤهلات ومدربات على القيادة والسلامة المرورية يصبح الطرح الإعلامي بمثابة السرد القصصي الجميل ولكن بعيدا عن أدوار البطولة التي يعتقد البعض أن المرأة تبحث عنها وهي تتنقل بسيارتها لقضاء احتياجاتها وذلك بسبب أن هذا القرار هو حقها الذي منحته لها القيادة وهيأت لها كل السبل الراحة لتتحرك بحرية تامة. الرياض ترصد آراء السيدات في تجربة القيادة بعد مرور ثلاثة أشهر من خلال هذا اللقاءات. في البداية أشار الدكتور علي مليباري رئيس الجمعية السعودية للسلامة المرورية بالمنطقة الغربية أن بداية تنفيذ القرار على أرض الواقع بدأ بقيادة مجموعة من النساء السعوديات كن بمثابة الشمعة التي أنارت الطريق للأخريات وشجعنا كل من كانت مترددة لتعليم القيادة وذلك بسبب نجاح البداية وبشكل لافت ولله الحمد وذلك رغم حداثة التجربة وقلة عدد المبتدئات إلا أنهن استطعن لفت الأنظار بالتزامهم بأنظمة وقواعد المرور وهذا يدل على اجتيازهن للمنهج الدراسي الذي قمنا بمراجعته للقيادة ببراعة وإتقان والكثير من التأهيل بالعلم والمعرفة في عالم القيادة والسلامة المرورية وكعادتها المرأة حريصة على أدق التفاصيل وحريصة على التألق وتطبيقها على أرض الواقع حتى تصبح سائقة ماهرة وإضافة قوية على الطريق من خلال مراكز القيادة المنتشرة في مناطق المملكة وهذا أثبت أن المخرجات كانت ناجحة بفضل من الله - لافتا- إلى أنه مهما زاد عدد السيدات السائقات إلا أن العدد سيظل قليلا مقارنة بعدد الرجال السائقين في الشوارع السعودية وبرغم ذلك لم نسمع منذ تطبيق القرار على أرض الواقع عن أي ظاهرة سلبية أو حدث مأساوي لا قدر الله ولم يتم تسجيل مخالفة مرورية باسم امرأة وهذا يعني أن المرأة السعودية استطاعت أن تثبت نجاحها وهذا امتداد لنجاحاتها السابقة في الكثير من المجالات. مرحلة التوسع وأشار بأن مراكز القيادة النسائية ستشهد توسعا في المرحلة المقبلة بسبب الإقبال الكبير من الراغبات في تعلم القيادة خاصة وأن التجربة أثبتت نجاحها ولتوفير الفرصة للتعلم لمن ترغب فقد قامت إدارة المرور مؤخرا بتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات مع عدد من الجامعات سترى النور قريبا خلال الأشهر القادمة لتضاف إلى المدارس التي تتبع جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الأميرة نورة وجامعة الإمام فيصل بالدمام وجامعة تبوك بالإضافة إلى مدرسة في شركة أرامكو السعودية بالمنطقة الشرقية ولفت إلى أن بعض المتقدمات لتعلم القيادة والحصول على رخصة لهن أسبابهن الخاصة في ذلك ربما من باب الاحتياط عند الطوارئ إذا لزم الأمر والكثير من الأسر لم تستغنِ عن السائق وذلك عائد لطبيعة المجتمع السعودي والاحتياج لوجود السائق لبعد المسافة بين مدارس الأبناء في المراحل الدراسية المختلفة وعمل الزوج والزوجة لدى العائلة الكبيرة. دعم وتشجيع وأكد د. المليباري أن صورة الشارع السعودي اختلفت كثيرا عن السابق من إحباط وتعارض للقيادة إلى تأييد وتشجيع وتعاون للقرار السامي الكريم الذي ناقش الموضوع من مختلف احتياجاته الاجتماعية والاقتصادية والصورة المجتمعية أصبحت أكثر مساندة للمرأة من خلال التعاون الذي يقدم لها في الطريق من أول يوم من تطبيق القرار وأصبح مشاهدة المرأة السائقة جزءا من الصورة التي تتكرر كل يوم وهي ذاهبة للعمل أو لتوصيل أبنائها أو لقضاء احتياجاتها وهذا بفضل تضافر جهود الأجهزة المختصة وعلى رأسها رجال المرور وقوات أمن الطرق وكل من له علاقة بقيادة المركبة لأنهم أوجدوا البنية الإعلامية المنهجية لتقبل هذا الأمر وتنفيذها على أرض الواقع بشكل صحيح وللمرأة نفسها التي أثبتت تعاونها ومن خلال التزامها بأنظمة الطريق ومناهج تعليم القيادة وطريقتها عند مراجعة المرور لاستبدال الرخصة الدولية بالمحلية والتزامها بالموعد المخصص لها وهذا يخالف الصورة السلبية عن أنها قد تكون عنصر ضعيف في الطريق. سائقات السيارة كانت لهم تجربتهم التي حملت الكثير من التفاصيل المختلفة والتي نلقي الضوء عليها من خلال السطور التالية: مواقف السيارات وذكرت الدكتورة سمر السقاف أستاذ مشارك بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز أن تجربتها مع القيادة يمكن وصفها بالتجربة المتأنية قليلا وذلك بسبب حرصي عن الابتعاد عن الطرق التي تشهد كثافة في الحركة المرورية وأيضا تجنب السائقين المتهورين غير المبالين بأرواح الناس لافتة إلى أنها ابتهجت بالقرارات الأخيرة التي شملت تعديلات على المخالفات المرورية والتي ستردع المتهورين وستشجع النساء على القيادة براحة كبيرة في الطرق خاصة في ظل توفر مواقف في بعض الأماكن العامة تجعلنا لا نعبأ بمشقة البحث عن مواقف للسيارة. ندرة المواقف ووصفت مديرة الإعلام بمنظمة التعاون الإسلامي مها عقيل تجربتها لقيادة السيارة والتي بدأت من شهرين بشكل تدريجي في الحي الذي تسكن فيه من أجل الاستعداد النفسي بعيدا عن ازدحام الطرق حتى تمكنت من الذهاب لعملها والعودة بشكل يومي وهي وراء المقود بالإضافة لقضاء احتياجاتها ولفتت قائلة أكثر ما يزعجني السرعة والتهور لبعض السائقين وعدم احترام الأنظمة مثل تغيير اتجاه سير السيارة فجأة ودون استخدام إشارة توضح ذلك بالإضافة لندرة وجود مواقف للسيارة في الأماكن العامة. مؤكدة على أن تجربة القيادة ناجحة والمرأة السعودية استطاعت كسب الرهان كعادتها وأكدت أنها الرفيق الواعي في الطريق وأن ما كان يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من سلبيات كان مجرد أوهام والرجل في الطريق وفي البيت كان خير معين وداعم للمرأة والقرار الذي نال إشادة عالمية أحدث نقلة نوعية في حياة النساء السعوديات لأنه فتح أمامهن الأبواب للعمل ولم تعد المواصلات عائقا أمامهن. القرار هدية وقالت ريمة جودت محللة مالية إنها كانت تنتظر القرار بشغف ووصفت القرار بالفرصة الجميلة والهدية السعيدة لكل النساء السعوديات مشيدة بتقبل المجتمع للقرار والذي تلمسته من خلال قيادتها بالطريق فالسيارات التي كانت تسير بجانبها كانت تفسح لها الطريق خاصة سيارة العوائل والتي كان أفرادها حتى الصغار منهم يصفقون لها مبتسمين. وحول ملحوظاتها عن بعض الصعوبات التي واجهتها ذكرت أن الازدحام ربما يكون المشكلة المزعجة حاليا رغم أن وقته محدد خلال وقت الذروة لخروج طلاب وطالبات المدارس والموظفين من أعمالهم أو الذهاب إليها وهذا طبيعي ويحدث في كل دول العالم. الأنظمة الصارمة وبينت الدكتورة تغريد السراج مستشارة في مجال التعليم وريادة الأعمال أنها من أوائل السيدات اللواتي حظين بفرصة القيادة مع تطبيق القرار يوم 10 / 10 وذلك بعد أن قامت باستبدال رخصتها برخصة محلية وأنها لم تشعر باختلاف بين القيادة خارج السعودية وداخلها مبدية سعادتها بتحقيق الحلم الذي أصبح واقعا بفضل دعم وتشجيع المجتمع مضيفة خلال حديثها إلى أن المشكلة التي تواجهها أثناء القيادة تتمثل في عدم الالتزام بأنظمة المرور من قبل سائقي الأسر تحديدا متوقعة أن تكون الأنظمة المرورية الجديدة هي الحل لردع السائقين المتهورين. وأضافت د. تغريد أن بعض الأسر بعد تنفيذ القرار السامي تخلت تماما عن فكرة استقدام السائقين وبعضهم تخلص من السائق الذي يستنزف الأسرة ماليا بالإضافة إلى المشكلات التي يتسبب فيها البعض للسيارة وتكلفة الإصلاح المرتفعة التي تدفعها المرأة في الغالب بحكم أنها المستفيدة الأولى لها. جشع السائقين ووصفت المعلمة فادية العلي لحظة جلوسها خلف المقود للمرة الأولى بالأمنية التي تحققت بفضل من الله وفضل تلمس ولاة الأمر لاحتياجات النساء السعوديات ودعم الأهل وتشجيعهم. وأشارت إلى معاناتها وأبنائها مع السائقين للذهاب للمدرسة مع شركات التطبيقات الذكية وكانت تضطر لدفع مبالغ في حال كان الطلب وقت الذروة ويكون مضاعفا بسبب عدم وجود البديل ومن أجل الوصول في الوقت المناسب خاصة وأنها كانت تعمل في قرية بعيدة عن منطقة تبوك، وأضافت ولكن الحمد لله أكرمني الله بالنقل لمنطقتي وأصبحت أقود سيارتي برفقة صديقتي كل يوم للذهاب للدوام واحب أن أقدم جزيل الشكر لكل أبناء الوطن لدعمهم وتشجيعهم. د. علي مليباري د. سمر السقاف مها عقيل تغريد السراج Your browser does not support the video tag.