قال عدد من السعوديات، قدن سياراتهن صباح أمس، ان الخطوة القادمة بعد استخراج رخصة القيادة تتمثل في ترحيل السائق الخاص، بالإضافة لترتيب الاوضاع بما ينسجم مع الوضع الجديد وتخفيف الاعباء على الازواج في الذهاب والاياب لمختلف الاماكن، مطالبات بالتعامل مع موضوع قيادة المرأة بحيادية بعيدة عن التوقعات السيئة والاستهزاء والتقليل من براعة المرأة. وقالت أناهيد الشاوي، انها منذ الاعلان بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، سارعت الى استخراج الرخصة وتحقيق الحلم، بالإضافة لإعادة ترتيب وتوزيع المشاوير مع زوجها والسائق الخاص، لتسهيل توزيع المسؤوليات قبل ترحيل السائق، مضيفة، انها قامت فجر امس «الاحد» بإعادة ابنتها من بيت صديقتها في الحي بعد ايقاف السائق الخاص اثر حادث مروري وهو في طريقه للمطعم. واعترفت «رغم ان الرخصة باتت بيدي الآن، إلا ان المهارة غير متوافرة»، ناصحة السيدات بالتريّث، وعدم الاستعجال او الذهاب للأماكن البعيدة إلا للضرورة، حتى يتكشّف الوضع أكثر، مضيفة «كل شيء مقلق في بدايته، حتى ينجلي مع الوقت، وهذا أمر طبيعي». فيما وصفت الاستشارية الجلدية في مستشفى الملك فهد بالقطيف، د. نجاة النزر بدء تطبيق قرار قيادة المرأة بالحدث الكبير، وقالت: «انه لشعور رائع، وترقب لهذا الحدث، فهذا يوم يحفر في التاريخ لأنه يوم مميز للمرأة بوجه عام، والمرأة السعودية بوجه خاص». وقالت انها في البداية ستقود في الدمام، ومكان عملها في القطيف، وبعد عدة أشهر ستقود في أماكن أبعد، مضيفة «قللت من المخاوف المتعلقة بقيادة المرأة، نظرا لوجود التزام بقوانين القيادة السليمة»، مشيرة إلى أن ما يقلق «يكمن في الشوارع كالحفريات، والضيق، وزحمة السيارات، واعمال الصيانة، ورعونة وتهور السائقين». ودعت إلى التعامل مع موضوع قيادة المرأة بحيادية بعيدة عن التوقعات السيئة، والاستهزاء، والتقليل من براعة المرأة، والتي أثبتت تفوقها في كل مجالات الحياة وقدرتها على قيادة اسرتها وتربية ابنائها في الداخل، والنجاح في عملها في الخارج، مطالبة المرأة بقولها «توكلي، وانطلقي فأنتِ مثال رائع، وقدوة مميزة في الحياة والقيادة، وسيحفظك الله من كل شر». وعزت مها البن صالح «معلمة متقاعدة» عدم قدرتها على تسجيل اسمها في اللحظة التاريخية وحصولها على رخصة القيادة، الى انها لا تزال في مرحلة التدريب فلا يحق لها القيادة، مؤكدة، انها ستمارس حقها في قيادة المركبة بمجرد الحصول على الرخصة، مشدّدة على ان حاجتها للقيادة في مشوارين فقط: «بيت الأهل، وإيصال ابنتها للمدرسة»، داعية إلى عدم تحميل المرأة ما يثقلها من التوقّعات «باستعدادها لكل المفاجآت في الطريق، وكأنها تقود منذ سنوات»، راجية «ان لا تحمّل المرأة خلف مقود السيارة الكثير من الأمور». وفضلت بشرى المهنا «معلمة» إرجاء القيادة عدة ايام، بالرغم من حصولها على رخصة القيادة، محذرة من «تعجّل بعض النساء، وتحبيط بعض الرجال»، داعية السيدات المتخوفات من القيادة الى «التهيئة السليمة، والتدريب الجيد والكفيل بكسر حاجز الخوف». واعتبرت العقوبات المترتّبة على أخطاء القيادة «رادعا لترتيب الأمور، وتطبيق القانون على الجميع بطريقة سليمة». فيما ذكرت هداية ال قريش، ان المرأة السعودية ستثبت للعالم انها بمستوى الثقة التي اولتها القيادة، مشيرة الى ان السعودية استطاعت اثبات نفسها في مختلف المواقع. والقيادة من أحد التحديات التي ستخرج منها السيدة السعودية باقتدار، لافتة الى ان الساعات القليلة الماضية سجلت حضورا لافتا للمرأة عبر التعبير عن تفاعلها الايجابي والمسؤول مع بدء تطبيق قرار القيادة، مؤكدة على اهمية الالتزام بالأنظمة المرورية لعكس الصورة الحقيقية للمرأة السعودية. وثمنت هالة الفارس هذه الخطوة، وأكدت أن «هذا الإنجاز سينصفهن كثيرًا ويمنحهن حرية أكبر في التنقل»، مشيرة الى ان «مكسب قيادة السيارة يعطيهن الفرصة لتأكيد أحقيتهن في الحصول على مزيد من التمييز الايجابي». واعتبرت أن السماح بقيادة السيارة سيغير كثيرًا من سلوك الأسر السعودية ويعطيها مرونة تحتاجها لتواكب التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشهدها المملكة حاليًا. لافتة الى انها فرصة أمام المرأة السعودية لإثبات قدراتها وتمكينها في شتى المجالات.