بذلت الجهات الرسمية جهوداً كبيرة قبل سريان قرار السماح للمرأة بالقيادة، من خلال الدراسات وتهيئة البنية التحية للطرقات والأمن والسلامة المرورية وكذلك معاهد تعليم القيادة، والتي جاءت على صورة مدارس نموذجية بالتعاون مع الجامعات السعودية، وتم بعدها إصدار رخص القيادة لمن أكملت عدد ساعات التدريب المعتمدة بالإضافة لتبديل الرخص الأجنبية لمن تحملها. ومثل القرار التاريخي للسيدات السعوديات بهجة كبيرة، وجاءت الخطوة المهمة ببدء سريان القرار المتضمن قيادة المرأة لسيارتها والذي وضع المرأة وجها لوجه أمام حقها في القيادة، مما سيحقق لها عوناً في التحرك للذهاب للعمل أو الجامعة، وقضاء احتياجاتها، والأهم من ذلك توفير راتب السائق والتخلص من العبء المالي الذي يمثله رواتب السائقين. السيدات في مدينة جدة كان لهن أكثر من حكاية جميلة قبل أن يتحول القرار الاستثنائي إلى واقع منذ صدوره، فالكثيرات كن يحلمن بالجلوس خلف مقود السيارة والتحرك بها إلى الوجهات التي تحتاجها، وتخفيف العبء عن الوالد أو الأخ، والتخلص من لحظات الانتظار الطويلة لسائق الأجرة، والذي كان يستغل بعضهم حاجة النساء فيقوم برفع الأجرة إلى مبالغ باهظة قد تلتهم أحيانا نصف راتب الموظفات البسيطات. «الرياض» التقت في جولتها مع بداية الدقائق الأولى لسريان القرار بالأستاذة دانيا محمود الغالبي الموظفة بإحدى الشركات العقارية، والتي وصفت القرار بأنه معجزة تحققت بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأضافت بأنها وجدت كل الدعم من رجال المرور أثناء قيامها بتبديل الرخصة الأميركية التي حصلت عليها خلال ابتعاثها للدراسة في الخارج وأنها تشعر بالسعادة لأنها ستقود سيارتها للذهاب إلى عملها كل يوم. أما الأستاذة دلال كعكي والتي بدأت بتعلم القيادة في إحدى الدول العربية أثناء السفر في الإجازات الصيفية، وصفت شعورها بالقرار بأنه القرار الحلم والتاريخي، وأنها تشعر بأنها طائرة فوق السحاب لأنها كانت تنتظر هذا القرار من سنوات طويلة، تحقق بعد أن أصبحت جدة لعدد من الأحفاد فضلت أن يرافقوها في أول مشوار بسيارتها إلى كورنيش جدة. وقالت الدكتورة سحر نصيف والتي شكرت خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين على كل الدعم الذي يقدم للمرأة السعودية، أن قرار القيادة هو أكبر حلم للنساء السعوديات في مختلف مناطق المملكة. وذكرت أن الكثير من النساء كن بحاجة لهذا القرار الذي سيذلل صعوبات تحركاتها للعمل أو التنقل بأبنائها لقضاء احتياجاتهم وأشادت بدور رجال المرور الذين كانوا بمثابة الأخوة للنساء خلال استخراج رخص القيادة. وقالت سميرة الغامدي الإخصائية النفسية أنها من اوائل من استخرجن الرخصة، مؤكدة أن هذا القرار أثبت أن المرأة قادرة على تحقيق كل ما تريد، وأنها دائما محل عناية وثقة ولاة الأمر الذين يرون فيها القوة لتحقيق طموحات هذا الوطن. الدكتورة سحر نصيف دانيا محمود الغالبي سميرة الغامدي تقود سيارتها في جدة