لم يكن حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لفعالية مبادرة مستقبل الاستثمار الأول 2017، والذي قام على التحضير له، وتنظيمه صندوق الاستثمارات العامة في العاصمة الرياض في 23 أكتوبر الماضي، حدثاً عادياً، فقد شهد هذا الحدث الكبير حواراً عالمياً دار مع سموه، وشهد تغطية عالمية كبرى، وحظي بإعجاب الحضور في المنتدى، فضلاً عن ملايين المتابعين عبر الشاشات، ومن خلال وسائل التغطية الإعلامية الحديثة، وكان من أبرز ما جاء في هذا اللقاء الأول من نوعه إعلان مشروع مدنية "نيوم" في منطقة تبوك بشمال المملكة، والذي يرسم بحق ملامح مستقبلية للجيل السعودي الذي يعشق التغيير، ومواكبة كل أدوات العصر الحديث الذي سيتمثل من خلال هذه المدينة الحالمة في موقع حالم ومميز ليس على مستوى المملكة والمنطقة فقط، بل وعلى المستوى العالمي، فهذه المنطقة تهدف لتكون بملامح غير تقليدية بتاتاً، وأن تصبح إحدى "أهم العواصم الاقتصادية والعلمية العالمية" وإلى "جمع أفضل ما تزخر به مناطق العالم الرئيسية على صعيد المعرفة، والتقنية، والأبحاث، والتعليم، والمعيشة، والعمل". هذا الإعلان لمشروع "نيوم" لم يكن مفاجأة لكونه جاء من سمو ولي العهد الذي وعد بالتغيير، ومعايشة واقع الشباب وأحلام المستقبل، ومعانقة عنان السحب برؤية ليس لها حدود، وفي نفس الوقت لن تكون خيالاً محضاً بقدر كونها ستعمل وفق أطر علمية ونظريات المستقبل الجديد بمختلف تفرعاته وفنونه، واعتماده على التقنية، التي يدعمها ما يسمى "إنترنت الأشياء" وهذا المفهوم ليس فقط لديه القدرة على التأثير في الكيفية التي نعيش بها حياتنا، ولكن أيضاً يؤثر في الكيفية التي نؤدي بها أعمالنا، فمثلاً؛ سيارتك يمكنها الوصول إلى جدول مهامك اليومية ويمكنها بالفعل أن تعرف أفضل الطرق التي يجب أن تسلكها للحاق باجتماعك القادم، فضلاً على أن تعداد السكان في نيوم سينمو متأثراً بالتطورات المستقبلية، كالأتمتة والروبوتات التي ستحد من الأيدي العاملة البشرية ذوي الأعمال الشاقة، ففي الوقت الراهن فقط فهناك في العالم أكثر من 12 مليار جهاز عبر الشبكة، وهو ما يعرف "بالأشياء الذكية"، وهذه الأرقام مرشحة بالطبع للزيادة. "نيوم" نستقبل الحضارة الإنسانية "نيوم" سترتبط بجوانب السياحة والاستثمار فيها، وستكون منطقة تتركز على مجالات، تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، ومنها مستقبل الطاقة والمياه، والتنقل، والتقنيات الحيوية، والغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، والتصنيع المتطور، والإعلام والإنتاج الإعلامي، والترفيه، ومستقبل المعيشة "الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات". وكان لإعلان ولي العهد إطلاق مشروع "نيوم" صدًى كبيراً جداً ليس على مستوى المملكة فقط، وخاصة أنه أعلن في مشهد عالمي الملامح، وبوجود أكبر أصحاب المال والأعمال والاستثمار في العالم من أوروبا وأميركا والصين، حيث سيدعم المشروع بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من قبل المملكة، ومستثمرين محليين وعالميين، وتواصل هذا الصدى على مستوى الإعلام وفي المجتمع الداخلي على مدار أسابيع عقب الإعلان ومتوقع انتهاء المرحلة الأولى ل"نيوم" بحلول عام 2025م. كما يمكن ل70 % من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، حيث ستضم الشواطئ البكر التي تمتد على مساحة تتجاوز 460 كم من ساحل البحر الأحمر والعديد من الجزر الحالمة، وكذلك من طبيعتها الجبال التي تغطي قممها الثلوج خلال فصل الشتاء، وكذلك الصحراء الممتدة بهدوئها وجَمالها، في منطقة تمثل بيئة صحية مثالية. يذكر أنه سيكون للمشروع منطقة خاصة مستثناة من أنظمة وقوانين الدولة الاعتيادية، كالضرائب والجمارك وقوانين العمل والقيود القانونية الأخرى على الأعمال التجارية، فيما عدا الأنظمة السيادية المرتبطة بأنظمة وقوانين المملكة العربية السعودية، سيتيح للمنطقة القدرة على تصنيع منتجات وتوفير خدمات بأسعار منافسة عالمياً. الامير محمد بن سلمان متحدثاً في جلسة نبض التغيير لمشروع نيوم Your browser does not support the video tag.