رؤية المملكة 2030 التي انطلقت في ابريل 2016 كانت رؤية حالمة.. وبعد مرور أقل من ستة شهور أصبحت رؤية واعية وحكيمة تمضي بقوة لتحقيق أهدافها ولإكمال مشروع نهضة فكرية وعلمية وحضارية تكافئ الجادين من المبدعين والحالمين، وتواكب المستقبل، وتنبذ التواكل والكسل... ويأتي مشروع (نيوم - NEOM) كمرحلة من مراحل منظومة رؤية 2030 التي تركز على الإنسان السعودي المبدع والمبتكر، وعلى إعداد البنية التحتية المتطورة، وعلى تحفيز العقول لمزيد من التفكير العلمي، والتعامل مع المستقبل بثقة، والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات التقنية والاقتصادية في العالم. ويقع هذا المشروع الحلم على مساحة تقدر بحوالي 27 ألف كيلومتر مربع، شمال غرب المملكة، وبالقرب من مشروع البحر الأحمر، وتتميز المنطقة التي يقع عليها المشروع بموقعها الإستراتيجي وجغرافيتها المتميزة، وجيولوجيتها الفريدة، ومناخها المعتدل، وشواطئها الجميلة. ويركز المشروع على مستقبل تسعة قطاعات هي: الطاقة والمياه، التنقل، التقنيات الحيوية، الغذاء، العلوم التقنية والرقمية، التصنيع المتطور، الإعلام والإنتاج الإعلامي، الترفيه والمعيشة. وسيتم تشغيل مدينة (نيوم) في هذا المشروع الحلم بالطاقة المتجددة وإدارتها بالروبوتات، وسوف تكتمل المرحلة الأولى للمشروع في 2025 حيث سيضيف المشروع 100 مليار دولار للناتج المحلي. وتسعى المملكة من خلال مشروع (نيوم) إلى تنويع مصادر الدخل وذلك بجذب الفرص الاقتصادية المتاحة محلياً ودولياً. وسيكون الإنسان بمواهبه وإمكاناته هو الأساس في القدرة على الابتكار والاختراع، وإيجاد الحلول المناسبة وغير التقليدية، كما أن المشروع سوف يستقطب رواد التقنية محلياً وعالمياً. ومن الأمور الجاذبة للاستثمار في (نيوم) أن منطقة المشروع سوف تخضع لأنظمة وتشريعات مستقلة وجاذبة للمستثمرين، ليس على المستوى المحلي فقط، ولكن على المستوى الدولي أيضاً. إن مدينة (نيوم) التي ستنشأ من خلال هذا المشروع ستكون مركزاً عالمياً في مجال اختصاصاتها، وستصبح المملكة مقصداً دولياً للجميع، وستبقى منارة للإسلام الوسطي كما يقول صانع الأحلام وعراب رؤية المملكة 2030 ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.