تلعب المرأة دوراً أساسياً مهماً في حياة الرجل فهي تشكل معه شخصية المجتمع منذ خلق الله البشرية، وتعد حجر الزاوية في بناء الأسرة الإنسانية، فهي ذلك الكائن الذي يسكن إليه الرجل، والمربي الذي ينشئ رجل الغد. إن الحديث أو الكتابة عن المرأة لم يتسع نطاقه في عصر مضى مثل يومنا هذا، فموضوع المرأة يشغل ضمير المجتمع ويأخذ حيزاً كبيراً من تفكير الرجال من علماء الدين والاجتماع والمثقفين عموماً، على كثير من صفحات المجلات والصحف المحلية والدولية وعلى وسائل الاتصال الاجتماعي، ويعد من أهم الموضوعات إثارة على الساحة الاجتماعية والسياسية المعاصرة. إن الكتابة عن حقوق المرأة وتناولها ليست محاولة استكشافية لما لها من حقوق، إنما لتسليط الضوء على هذا العنصر المهم والذي قد يتجه البعض من دوافع اجتماعية أو غيرها إلى هضم حقوقها أو الاعتداء عليها سواءً بالزيادة أو النقصان. هذا الاتجاه يحفزنا إلى إلقاء الضوء على حقوق المرأة التي جاء بها الدين الإسلامي. لقد كرم الإسلام المرأة وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة. وظلت المرأة تعاني كما أسلفنا مرارة الذل وقسوة الحيف والاستعباد حتى جاء الإسلام منقذ المرأة ومحررها قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ). هذه هي الوثيقة التي سبقت كل الوثائق والصكوك الدولية للرفع من شأن المرأة من كونها مستعبدة إلى كونها إنسانة لها حريتها وحقها في الحياة، فجاء بكثير من الأمور التي نقلت المرأة من العصر الجاهلي إلى السمو والمساواة والحرية الحقة. لقد اعتنى الإسلام بالبنت بعد أن حرم وأدها وأعطاها حق الحياة المقرر للرجل بل جعلها سبباً من أسباب دخول الرجل الجنة.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت له بنت جعلها الله له ستراً من النار ومن كانت عنده ابنتان أدخله الله الجنة بهما). لقد أوجب الإسلام النفقة على الأب للبنت شرعاً في حياة أبيها وليس له أن يلزمها بطلب الرزق مثل الابن مهما بلغ سنها قبل زواجها، وإذا تزوجت وطلقت وعادت إلى بيت أبيها عادت نفقتها عليه بعد انتهاء مدة نفقتها الزوجية. لقد أعطى الإسلام المرأة الحق في اتخاذها القرار بنفسها، فجعل رضا البنت عند بلوغها سن الرشد شرطاً لصحة العقد عليها وليس لأي شخص أن يكرهها على من لا تريد. لقد أعطى الإسلام المرأة حق الخلع متى ما ثبت أن الرجل يسيء معاملتها كزوجة له ويضارها بعدم تطليقها. ولقد فصّل الإسلام حقوق المرأة تفصيلاً دقيقاً بديعاً بل وتطرق إلى أصغر هواجسها وأدق شؤونها، فقد شمل حقوقها بوصفها بنتاً وزوجاً وأمّاً وأختاً، وكذلك بوصفها عضواً في كيان المجتمع الإنساني. Your browser does not support the video tag.