قال خطيب جامع أم الخير الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبتي الجمعة الماضية إن من الظلم الذي أحاق بالإنسان، ظلم الإنسان للمرأة. ظلمها بنتًا، وزوجة، وأختًا، وأمًا، وظلمها في حياتها، وبعد موتها، ينظر إليها كأنها متاع، إن اشتهاه استمتع به، وإن استغنى منه رفسه واحتقره وهجره. وهكذا كان الناس في الجاهلية. وجاء الإسلام ليرفع الظلم عن البشر، وأعطى كل إنسان حقه، ووضع المرأة في مكانها الطبيعي، وبين للرجل وللمرأة أن كلاًّ منهما في حاجة للآخر فقال الله تعالى للرجل: «وَمِنْ ءايَٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوٰجًا لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا». وأضاف: إن قلنا: إن النساء ناقصات عقل ودين فإن الحديث فسر نقص الدين، بأن المرأة تحيض فإذا حاضت فإنها لا تصوم ولا تصلي، وليس أكثر من ذلك. أما عقلها فإن الله تعالى جعل عاطفتها أقوى، إن عاطفة المرأة هي التي تحنو بها على الابن في صغره، وتحنو على البنت، وتحنو على الزوج، وتحنو على الأخ، وهذه العاطفة تعرفها حين تجد الأب قد مات، والذكور يقسمون مال أبيهم، والبنات يندبن ويبكين عليه، والعاطفة هي التي تجعل بيوتنا وحياتنا جميلة، ولذلك إذا خرجت المرأة عن طبعها لعنها الله، فقد لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلم المترجلة من النساء كما لعن المخنثين من الرجال. إن الله أعطى كل ذي حق حقه، وإن الرجل الذي يظلم زوجته في كلماته، أو نظراته، أو عدم النفقة عليها، أو في حرمانها من أهلها، بضربها أو احتقارها وازدرائها، هذا إنسان ضحل الفكر، بعيد عن الحق، يأخذه الشيطان إلى طريق ومفاهيم الجاهلية، وعليه أن يعلم أنه بظلمه لزوجته أو أخته، أو ابنته عليه أن يعلم أنه ربما قد يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وحج فيجعلها الله هباء منثورًا بسبب ظلمه وطغيانه، وسبحان الله أين أمثال هؤلاء عن وصية الرسول صلّى الله عليه وسلم قبل موته حين أخذ يردد: اتقوا الله في النساء ثلاث مرات إنهن عوان عندكم بمعنى أسيرات عندكم. وقال: فليتق الله من عنده امرأة، فإن كانت أمًا فالجنة تحت قدميها وإن كانت أختًا فدخول الجنة موقوف على الإحسان إليها، وإن كانت بنتًا فمن حقها تربيتها وتزويجها باختيارها، لا يرغمها على زوج لا تريده، وإلا فقد ظلمها وأساء إليها، والويل له من ربه.