صيف ساخن يجتاح المدن الإيرانية بأكملها، حيث هرع الناس مندّدين ومستنكرين الصمت الدولي حيال ما يمارسه النظام الإيراني بقبضة حديدية من قمع واضطهاد وحكمهم بالنار والحديد، بالإضافة إلى تهديد الأقليات غير الفارسية ومصادرة ممتلكاتهم، ومنعهم من ممارسة شعائرهم وطقوسهم، وأهم هذا التهميش، هو احتلال الأحواز العربية والتنكيل بأهلها، وتجفيف منابع مصادرهم وأهمها الماء في هذا الصيف الحار، ولكن ثار الشعب الإيراني بكل فئاته وقومياته ضد هذا البطش التعسفي والظلم الجائر. ونشر مركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات تقريراً حديثاً تحت عنوان «إلى أين تتجه الاحتجاجات الشعبية في إيران؟»، أكد فيه أنه بالرغم من التعتيم الإعلامي والحصار الذي يفرضه النظام الإيراني على وسائل الإعلام حول تجدد الاحتجاجات الشعبية على وقع انهيار قياسي في العملة وارتفاع متواصل في الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تظهر من خلال مقاطع الفيديو والصور أن الشعوب الإيرانية مستمرة في احتجاجها ضد سياسات النظام، وأن هذه الاحتجاجات متواصلة وفي اتساع. وأضاف التقرير وبنظرة إلى الواقع الراهن في الداخل الإيراني، فإن النظام عاجز عن إيجاد حلول لاحتواء هذه الاحتجاجات، بل إن الأوضاع الداخلية الراهنة تؤكد أن مسببات ثورة شعبية في إيران قد تزايدت بشكل ملحوظ، وأن التظاهرات سوف تستمر خلال الفترة المقبلة، وستحمل شعارات نارية تمس أركان النظام السياسي والديني والعسكري والأمني. وأشار إلى أن طهران وعدداً من المدن الإيرانية تشهد تظاهرات في الأسواق والشوارع، وإغلاق لمحلات تجارية واصطدامات بين الشعب والقوات الأمنية، وإضرابات للأسواق، وإغلاق شبه كامل لعدد من الأسواق، والمحتجون يطلقون هتافات لإغلاق المحلات التجارية كمقدمة لعصيان مدني، ويطالبون بقية الشعوب الإيرانية بالانضمام إليهم. وبحسب ناشطين إيرانيين فإن دعوات التظاهر مستمرة وفي حالة تزايد، وأعداد المتظاهرين تتصاعد رغم الممارسات القمعية التي تنفذها القوات الأمنية ضد المتظاهرين، ولا يوجد أي حل فعلي بيد السلطات، والأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وأصبح المواطن الإيراني على يقين أن معالجة الأوضاع الراهنة تتوقف على رحيل النظام وسياساته المدمرة. واختتم التقرير أن الشعوب الإيرانية ترى أن تدخلات الحرس الثوري في المنطقة، وإصرار النظام على تطوير برنامج نووي من أجل الحصول على أسلحة نووية، وتفشي الفساد بكافة أشكاله وخاصة الفساد المالي والاقتصادي في أركان ومؤسسات النظام والحكومة، هي الأسباب التي قادت إيران إلى هذه الظروف السيئة للغاية، في حين أن هناك فكراً شعبياً ومجتمعياً منتشراً في الداخل الإيراني يقوم على أساس أن نظام الولي الفقيه كيان جامد لا يمكن إصلاحه، وأصبح بقاؤه مرهوناً بتدخلاته في الخارج وتفشي الفساد في الداخل، ولا أمل في أي تغيير في ظل وجود هذا النظام، ولا حل للأوضاع الداخلية إلا برحيل النظام وحاشيته الدينية والعسكرية والأمنية. وتأتي هذه الانتفاضة على خلفية استجرار السلطات الإيرانية لأنهار المياه العذبة في الأحواز، ضمن سياسة منهجية متعمدة للاحتلال الإيراني، تستهدف حرمان الأحوازيين من المياه، لدفعهم نحو الهجرة، وترك الأرض التي استهدفت أيضاً بالتجفيف، لدفعها نحو التصحّر. Your browser does not support the video tag.