"الأحواز تنتفض".. بهذا الوسم تفاعلت جموع عربية واسعة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منذ أول من أمس مع القضية الأحوازية المنسية، إذ شهد الإقليم المحتل عواصف ترابية شديدة أخيراً، إلى جانب الجفاف المتسع نتيجة سياسة الاحتلال الفارسي ومشاريعه التي استهدفت الأنهار الأحوازية بتحويل مجراها، وسلب حقوق مواطني الأحواز. ويجد الأحوازيون نوعا من قصر فهم قضيتهم في الشارع العربي التي يرونها عادلة، في وقت يعتبر ملف إقليم الأحواز الأكثر حساسية بالنسبة للسلطات الإيرانية، التي يصفها الأحوازيون ب"المحتلة" لأراضيهم. ووصف المتحدث الرسمي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز يعقوب حر التستري ل"الوطن"، الأوضاع في بلده المحتل بالمأساوية، ولا تؤهل للعيش الإنساني البسيط جدا، نظرا لما يشهده الإقليم من حالات صحية حرجة جراء التلوث البيئي المفتعل بالأيادي الفارسية الملوثة بالدماء العربية. إهمال متعمد وعاش الأحوازيون خلال الأيام القليلة الماضية أجواء عاصفة تسببت في وقوع كوارث في جميع مناطق الأحواز، بسبب الإهمال المتعمد من قبل الاحتلال بكل ما يحقق الحياة الكريمة للإنسان الأحوازي، واندلعت الكثير من الاحتجاجات الشعبية في الأحواز وما زالت مستمرة. واعتبر يعقوب التستري مشاريع تحويل مجرى الأنهر الأحوازية إلى عمق الدولة الفارسية ومشاريع قصب السكر، من المشاريع العملاقة التي استهدفت البيئة الأحوازية وأضرت بها كثيرا، وساهمت في انتشار الأمراض الخطيرة في الأحواز. الأكثر خطورة وتشير التقارير والدراسات إلى أن الأحواز أصبحت من أكثر المناطق خطورة من ناحية تلوث الهواء، إذ يراجع سنويا أكثر من 22 ألف مواطن أحوازي المستشفيات بسبب الأمراض الناجمة عن البيئة الملوثة. وفي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 10 فبراير للعام الجاري، تسببت العواصف الترابية التي حجبت الرؤية تماما باصطدام مركبات، بالإضافة إلى كثرة الانتكاسات الصحية لعدد من مواطني الإقليم، وللتعبير عن رفض الأحوازيين السياسات العنصرية والإهمال الذي تسبب بهذه الكوارث البيئية يشهد الإقليم منذ عدة أيام احتجاجات ومظاهرات خصوصا في العاصمة. وبدأت هذه الاحتجاجات بوقفة لعدد كبير من أبناء الشعب العربي الأحوازي من مختلف المدن الأحوازية في يوم الثلاثاء الماضي أمام مبنى الحاكم العسكري - مبنى السلطة المحلية للاحتلال في الأحواز- بالعاصمة. تدمير البيئة والإنسان وقال التستري في حديثه للصحيفة: "عبر الأحوازيون في هذا الاحتجاج، الذي ضم الكبار والصغار، عن سخطهم مما تتعرض له البيئة والإنسان الأحوازيين من ممارسات الاحتلال الهمجية، التي كانت سببا رئيسا في التلوث البيئي، متهمين دولة الاحتلال بأنها هي التي خلقت هذه الكوارث البيئية بسبب تجفيف الأنهار الأحوازية، بالإضافة إلى مشاريعها العدوانية التي أنهكت البيئة كمشروع قصب السكر، كما رفعوا لافتات عبروا فيها عن غضبهم تجاه السلطات الفارسية وكتبوا عليها "من حقنا أن نتنفس هواء نقيا"، و"أين المسؤولون من معاناة المواطنين"، و"سرقتم الماء والنفط منا وتركتم التراب لنا". وشارك يوم الخميس الموافق 12/02/2015 عدد كبير من الأحوازيين في وقفة احتجاجية أمام منطقة السيلو على ضفاف نهر كارون. من جانب آخر استغل مشجعو فريق فولاى الأحوازي في مباراته مع فريق سباهان الفارسي يوم الجمعة وجودهم في الملعب لرفع شعارات ولافتات تندد بالتلوث البيئي والسياسات العنصرية لدولة الاحتلال الفارسية في الأحواز. المظاهرة الأكبر وشهد أول من أمس السبت أكبر مظاهرة خلال العامين الماضيين في الأحواز، حيث تجمع الآلاف من المتظاهرين الأحوازيين أمام مبنى السلطة المحلية التابعة للاحتلال "المحافظية"، ورفع المتظاهرون لافتات باللغات العربية والفارسية يطالبون فيها السلطة المحلية التابعة للاحتلال بالتدخل السريع والعاجل لإيجاد حل طارئ يرفع المعاناة ويحد من ظاهرة العواصف الترابية التي أصبحت تؤرق الشعب الأحوازي وتنذر بمخاطر صحية وبيئية واقتصادية كبيرة. وتفيد الأنباء الواردة من الأحواز المحتلة أن الاحتجاجات في العاصمة أخذت بالتمدد نحو وسط المدينة بعد ما أجبرت قوات الاحتلال الفارسي المحتجين على الابتعاد عن البوابة الرئيسة لمبني السلطة المحلية التابعة للاحتلال عبر ضرب المتظاهرين بالعصي والهراوات. تهديد ووعيد وأفادت مصادر مطلعة "الوطن" بأن قوات الشرطة التابعة للاحتلال حاولت التصدي للمتظاهرين من خلال تهديدهم بالاعتقال وطلبت منهم أن يفضوا اعتصامهم السلمي، لكن إصرار المحتجين وعزيمتهم كانا أقوى، وبعد دقائق ازداد عدد المتظاهرين. وأوضحت المصادر أن المحتجين اعتصموا أمام البوابة الرئيسة لمبنى الحاكم العسكري لمدة ثلاث ساعات من ثم قرروا الاتجاه نحو وسط العاصمة حيث سوق عبد الحميد المعروف الذي يكتظ بعشرات الآلاف من المواطنين في الساعات التي ذهبوا خلالها. وقالت المصادر "عند مدخل سوق عبد الحميد عبر جسر الأبيض منعت قوات شرطة الاحتلال المتظاهرين من عبور الجسر والتوجه نحو سوق عبد الحميد، مستخدمة العصي والهراوات واعتقلت عددا من المتظاهرين. انتفاضة شعبية إلى ذلك، أكد الناشط الأحوازي محمد مجيد، أن ما يحدث في الأحواز الآن انتفاضة شعبية عارمة ضد كل السياسات الاستعمارية والعنصرية الفارسية التي تنفذها إيران في إقليم الأحواز، مضيفا "نعتقد أن المظاهرات والانتفاضة في الأحواز سوف تستمر حتى الأيام القادمة لمعرفتنا إيران جيدا، وإدراكنا أنها لن تتراجع عن سياساتها تجاه الأحواز". وقال مجيد ل"الوطن": من أبرز السياسات الإجرامية التي نفذتها وما زالت إيران تنفذها في الأحواز سياسات تجفيف الأنهار وبناء السدود على الأنهار الأحوازية، ونتجت عن هذه السياسات كوارث بيئية قاتلة تسببت في تجفيف مياه الأنهار، كما دمرت الأراضي الزراعية لعشرات الآلاف من المزارعين الأحوازيين. وطالب مجيد الإعلام العربي بدعم الانتفاضة الأحوازية وتغطية مظاهرات الأحواز العربية، كون التجاهل الإعلامي العربي بخصوص ما يحدث في الأحواز يخدم إيران ومشروعها التوسعي المزعوم في المنطقة العربية.