ما أن استطاعت قوات التحالف العربي، استعادة مدينة الحديدة، وإعادتها للشرعية اليمنية بعد معارك ضارية ضد ميليشيا الحوثي التابعة لإيران، وإلحاق الهزيمة بها، إلى الدرجة التي أذعن فيها زعيم ميليشيا الانقلاب عبدالملك الحوثي وطالب بالانسحاب المشروط من المدينة ومينائها، فبادر نظام الحمدين بمحاولة إنقاذ إيران التي تلقت ضربة قاصمة بسقوط ذراعها الإرهابي في اليمن وهزيمته المدوية. المحاولة القطرية لتبييض الوجه الأسود لإيران، قامت على طرق ملتوية، وعلى أكاذيب كتلك التي اعتاد عليها نظام إمارة قطر في مواجهة المختلفين معه، والرافضين لسياسته بدعم الإرهاب، وإيواء عناصره على أرضه وبين جنباته، فبدأ بتصوير الأوضاع في اليمن بعد هزيمة طهران ممثلة بالحوثي على أنها مآساوية في حين أن معركة "النسر الذهبي" التي خاضتها القوات اليمنية بدعم التحالف لتحرير الساحل الغربي لليمن، وتحديداً مدينة الحديدة وميناءها ومطارها، هي حرب عادلة، لتحرير كل اليمن من جماعات انقلابية خارجة على الشرعية والقانون. اعتمد مخطط الدوحة لإنقاذ طهران من هزيمة اليمن، وكما كشفته المعارضة القطرية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على تحريض مجموعات خارجية لصالح ميليشيا إيران، من خلال نشر افتراءات عن أوضاع إنسانية وذلك بهدف عرقلة تطبيق القرارات الدولية الداعية إلى تثبيت قواعد الشرعية في اليمن، ودحر الانقلابيين. تتكون تلك المجموعات التي تتولى تزييف الحقائق، من منظمات مدنية تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان في وقت تم تجنيدهم لدى نظام تميم منذ زمن ويتلقون رواتب شهرية وأموالاً مقابل تنفيذ تلك الأجندة لصالح أهداف قطر، وذلك حسبما أوضحت المعارضة القطرية، التي كشفت أن هؤلاء المدعين بالعمل المدني والدفاع عن حقوق الإنسان يعملون في منظمات اعتادت إصدار بيانات، تشوه الأوضاع في الدول المستهدفة بهدف تأليب الرأي العام الدولي ضدها، وفتح المجال لتحريض دول كبرى لاتخاذ إجراءات عقابية، وذلك بالتنسيق بين نظام تميم وأجهزة خامنئي في عملية يتم فيها تبادل الأدوار واتخاذ كافة الإجراءات لانقاذ إيران من الهزيمة في اليمن. وبنظرة تاريخية سريعة، يتضح مدى الارتباط والصفقات المشبوهة بين الدوحةوطهران، من أجل حماية إيران، والعمل على تحقيق أهدافها وأطماعها في المنطقة. فكان غريباً، أن يقوم الأمير حمد بن خليفة آل ثانى، في عام 2000، كأول حاكم خليجي يزور طهران منذ 1979، وهي ذات الزيارة التي كررها مرة أخرى 2006، وهو نفس العام الذي شهد تصويت قطر في مجلس الأمن ضد قرار وقف برنامج إيران النووي. وفي العام التالي 2007، وجه نظام قطر دعوة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور القمة الخليجية التي عقدت في الدوحة، كضيف شرف، ولأول مرة. وظهرت صورة التعاون الأوضح بين الدوحةوطهران والصفقات فيما بينهما في 2008، حينما توسطت قطر من أجل هدنة في اليمن لصالح ميليشيا الحوثي التابعة لإيران، ثم كان توقيع اتفاقية تفاهمات أمنية بين الجانبين في 2010، واتفاقية حماية الحدود بين البلدين في 2015. ثم كان اللقاء الذي جمع وزير خارجية قطر والجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق عام 2017، وهو ذات العام الذي تعلن فيه إيران دعمها لنظام قطر في أعقاب المقاطعة العربية والإسلامية، التي قررها الرباعي العربي، بسبب دعم الدوحة للإرهاب. ثم يأتي أخيراً، وفي العام الجاري، محاولة قطرية مفضوحة، للتستر على جرائم الحوثي في اليمن، ويحاول نظام الحمدين جاهداً إنقاذ إيران، بعد الهزيمة التي لحقت بالحوثي في معركة تحرير الحديدة. هكذا تتضح العلاقة الحقيقية بين نظام الحمدين وإيران، والتي تقوم على خدمة الإرهاب ودعمه بكافة السبل غير أن قدرة الدوحة على مواصلة ذلك الدعم لن تستمر طويلاً ولن تستطيع، مهما كان دعم طهران لها. Your browser does not support the video tag.