عام مضى على مقاطعة الرباعي العربي لإمارة قطر، حمل العديد من النتائج الإيجابية للدول العربية، أبرزها انحصار الهجمات الإرهابية، والكشف عن الوجه القبيح لتنظيم الحمدين القطري، واتضاح دوره التخريبي وأدوار آلته الإعلامية التحريضية التي دأبت على تفخيخ أفكار الشباب العربي، وتفجير الصراعات داخل المجتمعات العربية على أسس عرقية ومذهبية. وفيه أيضاً أُغيثت المنطقة من ويلات المال السياسي القطري الذي شكل شريان حياة للإرهاب، ومكنه من البقاء ليعيث فساداً وتخريباً ودماراً في الأوطان العربية، كما أن هذا العام أعطى قبلة حياة لكثير من بلدان المنطقة؛ لالتقاط أنفاسها من جديد بمضيها في إعادة البناء والتنمية والإعمار، في حين يواصل النظام القطري حصاد لعنة الدماء والخراب بالسقوط اقتصادياً وسياسياً. واستطاعت دول الرباعي العربي "السعودية ومصر والإمارات والبحرين" أن تقطع رأس الأفعى المتمثلة بتنظيم الحمدين لتوقفها عن بث سمومها في الوطن العربي، ومطالبته بتنفيذ 13 شرطاً فيما يتعلق بالتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، بعد أن ضخ التنظيم مبالغ تفوق ال 130 مليار دولار لملفات سورية وليبيا واليمن فقط، وفق تصريح لحمد بن جاسم أحد أضلع تنظيم الحمدين، وبتتبع حال الدول العربية قبل وبعد مقاطعة قطر، يبرز فارق كبير في حالة الاستقرار بالمنطقة، ولا يمكن تجاوز الربط بين مقاطعة الدوحة وانخفاض وتيرة الإرهاب، فهو العام الذي تلاشت بنسبة كبيرة خلاله، العمليات الإرهابية الممولة قطرياً في الخليج العربي ومصر وليبيا والعراق، وانحصر خلاله أيضاً الدور المدمر لوكلاء الدوحة من الجماعات المتطرفة في سورية واليمن، لتتشكل مرحلة جديدة من عمر العالم العربي. فالمملكة لم تسلم من إرهاب إمارة قطر، خلال الأعوام التي سبقت المقاطعة العربية، وذلك بشهادة زعيم تنظيم الحمدين حمد بن خليفة الذي أكد في فضيحة التسجيلات المسربة أن قطر هي أكثر من سبب إزعاجاً للسعوديين، حيث تورطت الدوحة بدعم تنظيمي القاعدة والإخوان وإرهابيين في منطقة القطيف من أجل محاولة زعزعة استقرار المملكة، فبلغ عدد العمليات الإرهابية التي وقعت في القطيف بأصابع قطرية خلال عامي 2015 و2016 نحو 20 عملية إرهابية مولتها قطر بطرق سرية وتعاون مع إيران بحسب إحصاءات رسمية، لكن بعد المقاطعة العربية توقفت العمليات الإرهابية في منطقة القطيف بشكل تام خلال عام مضى من بداية تحييد خطر الدوحة عن الجسد العربي. كما تجرعت مصر قبل المقاطعة العربية لقطر، كؤوس من المعاناة والانكسار بسبب الدعم القطري لتنظيم الإخوان مالياً وسياسياً وإعلامياً خلال السنوات السبع الماضية، التي كانت عجافاً على المصريين، وتسببت في خسارة أرض الكنانة أكثر من 100 مليار دولار، وانهيار قطاع السياحة، وتوقف التنمية، وهروب المستثمرين على وقع تدهور الأوضاع الأمنية وفق تقديرات رسمية. لكن بعد مقاطعة قطر، انحصرت العمليات الإرهابية في مصر بصورة ملحوظة، وتركزت معظمها في سيناء التي حاولت الدوحة تحويلها إلى لغم موقوت في الجسد المصري، واستطاع الجيش المصري أن يستعيد الأمن في سيناء بشكل كبير مع انحصار الدعم القطري. وتعرضت البحرين قبل المقاطعة العربية لقطر، وبشكل مستمر منذ العام 2011 ، لهجمات إرهابية طالت رجال الشرطة والأمن، بتنفيذ أفراد وجماعات كشفت التحقيقات الأمنية انتماءهم لتنظيمات سرية ممولة من قطروإيران، كما دأبت الآلة الإعلامية القطرية على تأجيج الأوضاع في البلاد بتبني خطاب طائفي وتحريضي. فيما خلا العام الأول من مقاطعة قطر، من العمليات الإرهابية في البحرين؛ بما يؤكد ما وثقته الأجهزة الأمنية البحرينية من تورط الدوحة في محاولة زعزعة أمن واستقرار البحرين. وفي اليمن، كانت الأوضاع قبل المقاطعة العربية لقطر، تتصف بالغموض والصعوبة بسبب الدعم القطريالإيراني بالمال والسلاح لميليشيا الحوثي الإيرانية، وعمل الدوحة لصالح طهران ضد التحالف العربي، مما أدى إلى تقوية ميليشيا الحوثي ضد الدولة والشرعية اليمنية، وبعد مقاطعة قطر، ضعف التمويل القطري للحوثيين ودورها كحلقة وصل مع طهران، لتتمكن القوات الشرعية اليمنية بدعم التحالف العربي من تحقيق انتصارات متتالية على الميليشيا الحوثية. كما ألقت المقاطعة العربية لقطر بظلالها على الملف السوري، حيث أدى الانهيار الاقتصادي للدوحة إلى ضعف تمويل وكلائها من الجماعات الإرهابية في سورية، وأبرزها داعش والنصرة، مما أدى إلى استقرار الأوضاع نسبياً وتحولها لأجواء سورية خالصة بين المعارضة وقوات الأسد. وفي ليبيا حاول تنظيم الحمدين قبل المقاطعة العربية تحويل ليبيا إلى مخزن سلاح كبير، وخطر يهدد الأمن القومي العربي، بتجميع إرهابي العالم لاغتيال قادة الجيش والشرطة في البلاد، ودعم تنظيم داعش، وتوطين الإرهابيين العائدين من سورية والعراق، لتشكيل أول جيش إرهابي دولي على الأرض الليبية، وبعد مقاطعة قطر، شهدت ليبيا نهاية داعش على الحدود الغربية، وانحصار مختلف الجماعات المتطرفة، وسيطرة القوات الليبية على مدينة بنغازي، إضافة تحسن الوضع الاقتصادي الليبي وعودة الروح الوطنية من جديد. إلى ذلك دأب تنظيم الحمدين قبل مقاطعته عربياً على تقديم الدعم للميليشيات العراقية المدعومة من إيران، فيما شهد عام المقاطعة، تحسناً إيجابياً في الوضع الأمني بالعراق، ودحر تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يعد يجد من يموله في البلد، وتحرير مدينة الموصل، وإعادة بغداد إلى الحضن العربي مرة أخرى. في غضون ذلك، تمر إمارة قطر بفترة حرجة على مختلف الصعد، حيث تواجه أسوأ سيناريو اقتصادي في تاريخها، وتواصل البورصة القطرية السقوط، ومنيت الأسهم القطرية بطوفان من الخسائر، وتراجعت الدولارات السيادية، وللمرة الأولى ستضطر الخطوط الجوية القطرية إلى طلب مساعدة الحكومة لإنقاذها مالياً وفق ما ذكرت صحيفة الصنداي تلغراف. كما انكشف ستار الإعلام القطري للشعوب العربية، بعدما تيقنت من خبثه وتبنيه مشروعات تخريبية تستهدف إثارة الحروب والفتن العرقية والمذهبية بغية تفتيت الدول العربية. وأصبح تنظيم الحمدين منبوذاً في دول العالم لتسببه في مصرع مئات الآلاف من الأبرياء. وبدلاً من أن يعود تميم بن حمد إلى الحضن العربي مرة أخرى كعودة الابن الضال إلى الأشقاء والأحباب الذين صبروا عليه، لجأ إلى الارتماء في أحضان أعداء الأمة، ومنحهم الأرض القطرية وأموال القطريين الذين لم يذوقوا من ثرواتهم ونفطهم سوى القمع وإسقاط الجنسية، ومحاولة تميم استبدالهم بمرتزقة من كل مكان. في هذا السياق، أكد خبراء ل "الرياض" أن قرار دول الرباعي العربي بمقاطعة تنظيم الحمدين، استطاع أن يقطع الطريق على الدعم القطري للتنظيمات المتطرفة، وتحويل المخططات القطرية التخريبية من السرية إلى العلنية. وقال طارق الخولي أمين سر لجنة السياسات الخارجية بمجلس النواب المصري، إن من محاسن قرار دول الرباعي بمقاطعة قطر، أن خلق فرصة مصيرية للكشف عن أن قطر دولة مارقة دأبت على محاولات تدمير الدول العربية، من أجل حلم مريض في أن تتحول هذه الدويلة إلى دولة كبيرة بتخريب الأوطان العربية، ودعم وإيواء وكلائها من التنظيمات الإرهابية. فيما أوضح اللواء فاروق المقرحي، الخبير الأمني، أن قرار مقاطعة قطر، يمثل استئصالاً لسرطان تنظيم الحمدين من الجسد العربي، ومنح المنطقة عاماً يغاث فيه الناس من إرهاب الدوحة، مشيراً إلى أن التنظيم القطري لا يملك سوى أموال النفط، ويستخدمها في تمويل الإرهاب لتنفيذ مخططاته العدائية ضد الدول العربية، بهدف تفتيتها وتدميرها، مما يجعل مواجهته اقتصادياً حلاً جذرياً لمنع تدفق الأموال والأسلحة للجماعات الإرهابية التي تعمل بالوكالة عن تنظيم الحمدين. وأضاف: "المقاطعة عرت ممارسات النظام القطري ودوره المشبوه في تبني الطابور الخامس، وتزييف الحقائق، وإثارة الفتن، ووقوفه خلف أزمات ونزاعات المنطقة. Your browser does not support the video tag.