أوضح الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه، أن تحرير صنعاء من حوثيي إيران كشف للجميع تحالفاً قطرياً - حوثياً ضد التحالف العربي، لافتاً إلى أن «نظام قطر وبالتعاون مع طهران أعلن الحرب على الخليج، وعلى السعودية تحديداً، وشارك في استهداف جنودها في الحد الجنوبي». وقال طه في اتصال مع «الحياة» أمس (الأحد): «لم يقتصر التعاون القطري – الحوثي على المستوى العسكري فقط، تابعنا جميعاً أمس تعاون نظام الحمدين مع الميليشيات الانقلابية لتزوير بيان المؤتمر الشعبي العام، بالتنسيق مع ميليشيات طهران الالكترونية التي اخترقت موقع الحزب وفبركت خبرا، أشارت فيه إلى أن صالح يطلب وساطة حزب الله وإيران لاحتواء خلافه مع الحوثيين، وهو خبر عار من الصحة، ومحاولة قطرية – إيرانية لإفشال انتفاضة صنعاء وسيفشلون». وأضاف: «هنالك تعاون قطري - إيراني يتطلب من نظام قطر التشاور وأخذ الأوامر بشكل مستمر من طهران، للإضرار بأي طريقة بمصالح المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج، فمنذ الأربعاء الماضي وهنالك اتصالات بين قطروإيران عبر وزير الدفاع القطري خالد العطية، والقائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، وممثلين عن حزب الله، وجماعة الحوثي لإنقاذ الجماعة، ومنع خسارة نفوذها أمام قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح». وأكد أن «ثمة معلومات تشير إلى وجود اقتراح قدمه تميم بن حمد إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح بمنح الأخير 10 بلايين دولار شريطة وقف استهداف ارهاب الحوثيين وعدم ملاحقتهم في العاصمة صنعاء، ومن ثم التوصل في ما بعد إلى صيغة حوار تضمن وقف الاقتتال الداخلي والتركيز على تصويب البنادق باتجاه الرياض على اعتبار أنها العدو المشترك كما وصفها مستشار لتميم في اتصالات لاحقة». وكشف الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الاوسط أن «جهات معروفة في المؤتمر استقبلت اكثر من 17 اتصالا من الدوحة منذ يوم الجمعة للوساطة وتأجيل انتفاضة صنعاء»، مضيفاً أن «من الواضح أن هناك تخبطا وأكثر من يد تدير أمور نظام قطر وبعض من الوزارات في قطر لا يوجد لها علم بهذا الأمر، خصوصاً ان وزير الدفاع القطري يتحرك بأوامر من تنظيم الحمدين من دون وضع وزارة الخارجية في الصورة، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات وزير الخارجية القطرى محمد عبدالرحمن، الذي قال على هامش مشاركته في أعمال النسخة الثالثة لمنتدى «حوارات متوسطية» بالعاصمة الإيطالية روما إن إساءة علي عبدالله صالح لقطر غير مبررة، زاعماً أن تدخل الدوحة هو لحقن الدماء في اليمن، مؤكداً وساطة بلاده، فيما نفى مدير المكتب الإعلامي للخارجية القطرية أحمد بن سعيد الرميحي اي وساطة قطرية. وأشار طه إلى أن «كل ما ذكر من معلومات تم توثيقها بالصوت والصورة وستظهر للإعلام في الوقت المناسب لمحاسبة نظام قطر على دعم الحوثي، وبالتالي المشاركة في استهداف أمن السعودية والبحرين والإمارات، والتاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة لم تسلم الجرة مع نظام قطر، فقطر هي الدولة الوحيدة التي أنقذت ميليشيات إيران في اليمن- الحوثي، بعد أن أوشكت القوات الحكومية على القضاء عليها في حزيران (يونيو) 2006 ليتطوع أمير قطر السابق وبإيعاز من إيران، كأول وسيط لتسوية الصراع، بعد مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي. وأضاف: «كيف لنا أن نتجاهل وثيقة مهمة أوضحت لنا عمق العلاقة بين الحوثي وأمير قطر آنداك، وهي عبارة عن خطاب موجه من بدر الدين الحوثي والد حسين وعبدالملك إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، أثنى فيه على دعمه السخي إلى جانب ما وصفه بوقفة أسود إيران والتي مكنتهم من تحقيق الانتصارات»، وعاهد الحوثي في هذا الخطاب أمير قطر بأن يواصل المعركة ضد السعودية، مبيناً أن صنعاء درس لحزب الله في لبنان الذي بالتأكيد يتابع هذا السيناريو المرعب.