كل الناس يسترجعون ذكرياتهم في أيام العيد، لكن الذكرى تبدو أجمل عند جيل المخضرمين حسب ما يصفونه من ذكرى ووجدان وعودة إلى سنين مضت، في هذه الأيام السعيدة من عيد الفطر المبارك، تحدث بعض الفنانين عن علاقتهم في العيد وذكرياتهم والمواقف التي مرّت عليهم في طفولتهم. يقول الفنان علي عبدالكريم: الذاكرة مليئة جداً بالأحداث التي مرّت علينا في الطفولة، حياتنا كانت بسيطة لكنها في نفس الوقت جميلة، إن في ذاكرتي طقوساً للعيد والتي تبدأ من مساء آخر يوم في رمضان، نتوجه لحلاق الحي وبعدها اللعب في الحارة وتجهيز ثياب العيد، ثم نواصل السهر حتى نصلي الفجر، ونعود للبيت ونلبس ثياب العيد ونعايد الأهل، ثم ننطلق لرحلة المعايدة للجيران منزل منزل، حتى نحصل على العيدية، هذه أهم العادات التي ورثناها من الأهل. الجميل في هذا أننا بعد أن ننتهي من زيارة الجيران، كل واحد منا يسأل الثاني كم جمعت من المال "الغلة"، بعدها نعود للبيت حتى وقت العصر ونخرج للعب في العيدروس، والعيدروس هذا مكان يعتبر مجمع للألعاب الشعبية، بمثابة مدينة ملاهي، وسمي بهذا الاسم لوقوعه في حي "العيدروس" في حارة الشام، والألعاب التي كانت موجودة حينها، المراجيح الخشب ولا نعود للمنازل إلا بعد خروج العصر، هذه الذكريات التي تعود كثيراً في أيام العيد أكررها على الأبناء، حتى الفن كان ملاصقاً معي في أيام العيد، كنت حينها لا أعود إلى المنزل إلا بعد أن أشتري الطار والطبلة لتعلقي بالإيقاعات، لأنني كنت أمارسها في البيت. علي عبدالكريم تفوح ذاكرته بالكثير من الوجدانيات "الحي الطفولة الأغاني الألعاب"، يقول إن العيد في طفولتنا كان جميلاً وبريئاً وبسيطاً جداً، ومن جمالياته التواصل بين الجميع والتكاتف بين أهل الحي في كل الأوقات، لكن لا يمر يوم العيد إلا أن يحصل موقف من المواقف المحرجة، في سنة من السنوات كنت صغيراً جداً وألعب مع الأطفال ب"الطراطيع" ورميت أحدها في الهواء ومن سوء حظي أنها وقعت في بيت الجيران من خلال الشباك الذي كان مفتوحاً، ولم ينتبه الجيران حتى شب حريق كبير في البيت استدعى حضور رجال الإطفاء، ومن خوفي من والدي هربت لبيت خالتي واختبأت في "الروشن" وهو صندوق كبير يستعمل للجلوس وبقيت فيه حتى صباح العيد. هذا المواقف مازال عالقاً في ذهني واحرص كثيراً عن استخدام "الطراطيع" في أي مناسبة. بينما قال الفنان الشعبي أبوسراج: كنا نعرف العيد من طلقات المدفع والتي تأتي على عدة طلقات معلنة دخول العيد، وعندما نسمعها ننزل في الحارة مع الأطفال وترتفع أصواتنا بالصياح من الفرحة، من خلال ذلك يعرف أهل الحارات الأخرى الذين لم يسمعوا مدفع العيد أن غداً هو أول أيام العيد. بعدها يبدأ توزيع الحلويات مثل "حلقوم والدبيازة والغريبة" وغيرها وكذلك المشروبات كالتوت وقمر الدين وعرق سوس وبعض الأسر المقتدرة توزع التطلي "المهلبية". في تلك الليلة نجهز ملابس العيد ونسهر حتى الصباح، نتفرج على ملابسنا حتى وصول صلاة العيد، إذ نلبسها ونذهب لصلاة العيد مع الأهل، أهل جدة في ذلك الوقت كانت عاداتهم متصلة مثل بعض، نتجمع بعد الصلاة ونذهب في جولة معايدة على الجيران حتى نأخذ عيديتنا منهم، بعضهم يعطينا قرشين أو أربعه قروش وسعيد الحظ من يحصل على ريال. أكثر اهتماماتنا هو كم جمعنا من العيدية. ومن العادات الاجتماعية الجميلة في ذلك تجمع الأسر في بيت كبير الأسرة، كما يحدث في بيتنا حيث إن الوالد هو كبير الأسرة، وهي من ضمن الأشياء الجميلة التي مازالت تقبع في ذاكرتي، أتذكر أهل الحي يتجمعون ويتعاونون في طلاء البيوت وتجديد فرش البيت، ومن أجمل الأشياء أن الناس لا تعيب على أحد في ملابس العيد. يتذكر أبو سراج في طفولته هطول أمطار غزيرة على جدة في أول أيام العيد ولم يتمكنوا من الخروج في ذلك اليوم. الممثلة شيرين باوزير تقول: الجميل في عيد السنوات السابقة هو التواصل بين الأهل وبين أهل الحي، كانت هذه العادات محببة في ديننا الإسلامي وعاداتنا الأصيلة، لكنها للأسف بدأت تصبح من الذكريات في جدة، وعندما أتذكر العيد أيام طفولتي كانت الفرحة أكبر مما نتخيله في وقتنا الراهن، تبدأ بشراء الملابس وتجهيزها مساء ليلة العيد، التي لا ننام فيها من الفرحة وفي انتظار طلوع الشمس حتى نلبس ثياب العيد، والشنطة الصغيرة التي تكون من الأساسيات، ونتجول مع بنات الحي على الجيران والأهل لمعايدتهم وأخذ العيدية التي تختلف من شخص لآخر، وبعدها ننطلق لنكمل العيد في اللعب والمرح. علي عبدالكريم: لعبت ب«الطراطيع» وحرقت بيت الجيران شيرين باوزير: الشنطة الصغيرة من أساسيات العيد أبوسراج: كنا نعرف العيد من طلقات المدافع Your browser does not support the video tag.