يعد المشرف التربوي أحد عناصر المنظومة التعليمية، ويؤدي دورا يسهم في إثراء الميدان التربوي؛ بما ينقله من خبرات ومعارف للميدان، وما ينتظر منه على مستوى تحسين عملية التعلم، وعلى مستوى تحقيق النمو المهني في جميع الجوانب للمعلم. ولكن هناك دراسات وآراء أثبتت أن هناك ضعفا في العلاقة بين المعلم والمشرف التربوي مما أدى لحدوث فجوة بينهما، وهذه الفجوة تتسع وتضيق بحسب قدرة المشرف على احتواء جوانب القصور عند المعلم أثناء الموقف الإشرافي أو العكس الذي قد ينشأ عنه عدم تحقق الفائدة المرجوة من عملية الإشراف. وبحسب وجهة نظر مجموعة من المعلمين من خلال استطلاع أجابوا فيه عن مسببات هذه الفجوة، فقد اتفقت كثير من الآراء على أسباب محددة، وتباينت في بعضها الآخر، ومن الأسباب التي كان هناك شبه اتفاق عليها، هي ممارسات بعض المشرفين التربويين الخاطئة والذين تمثلوا بنمطية التفتيش في ورسخوها في ذهن المعلم وهي البحث عن الأخطاء، وكذلك اقتصار زيارة المشرف للمعلم على الزيارات الرسمية التقويمية دون غيرها. ومن وجهة نظري أن بُعْد المشرف التربوي عن الواقع التعليمي فترة طويلة وخصوصا عن معايشة واقع المدارس وحجر الدراسة وبالتالي عدم فهمه لمتطلباتها والتغيرات السريعة التي تطرأ عليه أدى إلى ضعف الثقة به من قبل المعلم، بالإضافة إلى أن المشرف التربوي ليس لديه أي صلاحيات للوقوف في صف المعلم أو مساعدته في حل مشكلاته، فهو بالتالي في نظر المعلم أداة كشف ومراقبة ومتابعة فحسب، مما جعل المعلم ينظر للمشرف نظرة غير متفائلة، كما أن ضعف العلاقة الإنسانية بين المعلم والمشرف التربوي في بعض الأحيان، وجهل البعض الآخر منهم بالدور الحقيقي المطلوب منهم، وعدم وجود فائدة حقيقية من زيارته في نظر كثير من المعلمين زادت من هذه الفجوة بينهما. وحتى لا نقسو على المشرف التربوي فإنه في الحقيقة قد حمل فوق طاقته من المهام والمسؤوليات التي لا تعينه على أداء الدور المطلوب والمأمول منه، كما أنه لا يمكن التعميم بذلك على جميع المشرفين، كما أن هناك أسباب تعود على المعلم نفسه وأبرزها: عدم فهم بعض المعلمين لطبيعة دور المشرف وأن هدفه تقديم المساعدة له، والخلفية السابقة التي تتكون لدى بعض المعلمين عن ممارسة خاطئة لبعض المشرفين وتعميمهم لذلك. وختاما يجب على المشرف التربوي اتباع ممارسات إشرافية من شأنها تطوير أدائه، والحرص على تعزيز مبدأ العلاقات الإنسانية بينه وبين المعلم، وجعل العملية الإشرافية عملية تشاركية بالابتعاد عن نمط الإشراف (التفتيشي) إلى أساليب الإشراف الحديثة التي من شأنها الارتقاء بالمعلم مهنيا، والتركيز على الجوانب الإيجابية للمعلم وتعزيزها، ومعالجة الجوانب السلبية بشكل غير مباشر، وتوسيع قنوات الاتصال مع المعلم من خلال وسائل الاتصال الحديثة لتبادل الآراء والقضايا وكل جديد في مجال التربية، وعمل لقاءات دورية بين المشرفين والمعلمين لتدعيم روابط الإخوة والمحبة والتي ستكون من شأنها بمشيئة الله ردم الفجوة بينه وبين المعلم والتي تتحمل مسؤولية متابعة ذلك الجهات الإشرافية العليا، فهل يصعب عليها ذلك؟. Your browser does not support the video tag.