أكد خبراء سياسيون أهمية الخطوة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة الأميركية الليلة عبر الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في ردع قوى الشر بالمنطقة والعالم، والحد من تصدير الثورات والإرهاب للدول المجاورة لها، بل وأبعد من ذلك. ويقول خبير الأمن الإستراتيجي عمر الرداد جاء خطاب الرئيس ترامب حول أسباب انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران ليؤكد حقائق سبق وأن ساقها ترامب خلال حملته الانتخابية بأن الاتفاق منح إيران فرصة لتهديد الأمن الأميركي والإقليمي، واستثمار رفع العقوبات من خلال الاتفاق في التدخل بالشأن الإقليمي، وذلك بالتزامن وخطاب الرئيس حسن روحاني الذي عكس مخاوف إيران وقدم مطارحة ضد تاريخ التدخلات الأميركية في المنطقة، واستثمار القضية الفلسطينية بدعم إسرائيل في محاولة واضحة لاستقطاب العرب والمسلمين إلى جانب إيران ومن المؤكد أن الرد الإيراني كما أعلن روحاني سيكون في إطار دبلوماسي بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، وتقديرنا أن المراهنة الإيرانية على هذه الأطراف موضع شكوك عميقة، خصوصاً أن مصالح تلك الأطراف مع أميركا أكبر منها مع إيران. وتابع بقوله الأهم في انسحاب أميركا من الاتفاق النووي هو انعكاسات ذلك على القيادة الإيرانية بما فيها احتمالات انقلاب الحرس الثوري الإيراني على قيادة حسن روحاني، فيما ستكون الانعكاسات الاقتصادية أكثر عمقاً على الحرس الثوري ومؤسساته وقيمة العملة الوطنية، والتضخم إضافة لوقف مخططات المشروعات مع الشركات الكبرى في مجالات النقل والمواصلات والصناعات خصوصاً النفطية، مما يعزز احتمالات مواصلة الثورة الشعبية باتجاهات أكثر رفضاً للنظام الإيراني، إلى جانب ذلك فإن الأهم في الانسحاب الأميركي العقوبات الجديدة والموسعة ضد إيران ستطال حلفاءها في المنطقة، وربما تتخذ نتائج المتابعة الأميركية اتجاهات جديدة أكثر حزماً، خصوصاً أن 90 % مرتبطة بأميركا من خلال الشركات المعولمة والتي ربما يشارك فيها بعض حلفاء إيران، كما تتعدد سيناريوهات المستقبل بعد انسحاب أميركا منها ومن المبكر الحديث عن السيناريو الأكثر خطورة المتمثل بردود فعل عسكرية من قبل إيران في سوريا والعراق ولبنان إضافة لليمن، واحتمالات نشوب حرب بين إيران وإسرائيل في سوريا، أو توجيه ضربات أميركية أو إسرائيلية منفصلة أو مشتركة للمفاعلات النووية الإيرانية، وسيبقى مثل هذا السيناريو قائماً لكن في مراحل لاحقة، خصوصاً أن ترامب أبقى الباب مفتوحاً أمام إيران للتفاوض على اتفاق جديد، وسيتوصل الاستهداف الإسرائيلي للوجود العسكري الإيراني في سوريا، عبر عمليات نوعية ضد مراكز القيادة ومخازن الأسلحة. وإلى جانب ما سبق ذكره قال الكاتب والباحث السياسي فهد ديباجي بعد ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة العمل بالعقوبات الأميركية على طهران، نجد أن أغلب الدول العالمية ترحب بهذا القرار ما عدا الدول التي لها علاقات تجارية مع إيران أو الدول التي تدعم وتمول الاٍرهاب، والتي لن يرضيها هذا القرار الذي أثلج الصدور، فترامب أعلن انسحابه من الاتفاق النووي مع جمهورية الشر إيران الذي يعتبر صفعة قوية، وهزيمة ساحقة للمحور الإيراني فاستمرار الاتفاق النووي كان سيفجر المنطقة يوماً ما، فمحاصرة إيران وردعها اليوم أفضل من الغد، فقد آن الأوان لأن ينتفض العالم لمواجهة أُم الشر والراعي الرسمي للإجرام والإرهاب وإلا فإن مسلسل نزيف دماء الأبرياء الآمنين لن يتوقف في كل العالم. وأضاف من المؤكد أن قرار انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الإيراني يعد نصرًا للسياسة الخارجية السعودية، وإيضاحاً لتأثير الرياض في العالم وقيادتها في المنطقة ككل، فهي في الأصل لم ترحب به منذ إعلانه بل حذرت العالم من خطورته، وها هي تؤيد وترحب بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأميركي ترامب حيال انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق أن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي، والأجمل في إعلان ترامب أنه حمل جوانب أخرى يمكن النظر إليها من خلال أن العقوبات قد تطال دولاً أخرى متواطئة مع إيران فمن المحتمل أن يخلف قرار ترامب بإعادة فرض عقوبات على إيران تداعيات دولية واسعة بالغة الخطورة، إذ سيزيد صعوبة الاقتصاد الإيراني المنهك أساسًا، ويصعّد التوترات في الشرق الأوسط خصوصاً بين إيران وإسرائيل، ويوسع الخلاف بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا استمروا في معارضة إلغاء الاتفاق. Your browser does not support the video tag.