توالت المواقف الأوروبية غير المؤيدة لامتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن المصادقة على التزام إيران الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وهو ما ينفيه مفتشتو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتلويحه بإلغاء الاتفاق نهائياً. وحذر وزير الخارجية الألماني زيغمار غبرييل من أن إعادة فرض عقوبات على طهران «قد يدفعها إلى تطوير أسلحة نووية ويزيد خطر الحرب قرب أوروبا»، فيما أمل الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن يقف الاتحاد الأوروبي أمام «الممارسات الخاطئة التي تخل بالسلام والتعاون الدولي»، مشدداً على أن بلاده «ستبقى ملتزمة الاتفاق طالما يفعل ذلك الطرف الآخر». وصرح غبرييل بأن «ترامب بعث إشارة صعبة وخطيرة أيضاً خلال تعامل الولاياتالمتحدة مع أزمة البرامج النووية والباليستية لكوريا الشمالية»، موضحاً أن قلقه الكبير مصدره أن «كثيرين في العالم سيفكرون ما إذا كان يجب أن يمتلكوا أنفسهم أسلحة نووية، باعتبار أن مثل هذه الاتفاقات تلغى، ما سيجعل أطفالنا وأحفادنا يترعرعون في عالم شديد الخطورة». وأشار إلى أن «إلغاء الولاياتالمتحدة الاتفاق أو فرضها عقوبات جديدة على إيران سيمنح المحافظين في طهران الذين يعارضون التفاوض مع الغرب، اليد العليا. ثم قد يتحول هؤلاء إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما لن تقبله إسرائيل، ويعرّض أمن حلفاء الولاياتالمتحدة وشعوبهم لخطر لأسباب سياسية محلية». إلى ذلك، وصفت رئيسة لجنة المال في البرلمان الفرنسي ناتالي غولي تصريحات ترامب حول إيران بأنها «خطأ تاريخي مبني على إساءة الفهم وعدم المعرفة بما هو مهم للسلام والاستقرار الإقليمي». وأضافت: «هذه التصريحات تخالف النظرة التاريخية التي امتلكها الرئيسان الأميركيان السابقان بيل كلينتون وباراك أوباما، وتجعل الولاياتالمتحدة عمياء وأنانية». ولدى تسلمه أوراق اعتماد السفيرين الجديدين لتشيخيا وسويسرا، أكد روحاني أن «المسّ بالاتفاق النووي هو مسّ بأمن المنطقة والعالم واستقرارهما»، مشيراً إلى أن العلاقات بين إيران وأوروبا «تطورت في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي»، داعياً إلى «مواصلة الإفادة من حال الهدوء والفرص الكبيرة التي أوجدها الاتفاق، إذ لا براعة في كسر طاولة المفاوضات، بل تجب تقوية ركائز حل الخلافات الدولية عبر الحوار». وأضاف: «لا شك في أن التاريخ وشعوب العالم وأميركا ستحكم في المستقبل بصورة أفضل بأن الطريق الذي اختاره المسؤولون الأميركيون الحاليون خاطئ، ولا طائل منه، خصوصاً أن إيران تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستواصل ذلك». ورداً على إدراج إدارة ترامب قوات «الحرس الثوري» على لائحة التنظيمات «الداعمة الإرهاب»، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن «الإيرانيينبنين وبنات ورجالاً ونساءً جميعهم حرس ثوري يقفون مع أولئك الذين يدافعون عنا وعن المنطقة أمام المعتدين والإرهاب».