دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم (السبت) عن الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده مع قوى غربية، وقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يستطيع أن يقوضه. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن روحاني قوله في مراسم احتفال جامعة طهران ببدء العام الدراسي الجديد «في المفاوضات النووية والاتفاق توصلنا إلى قضايا ومكاسب لا يمكن الرجوع عنها. لا يمكن لأحد أن يلغي ذلك. ترامب أو أي شخص آخر». وأضاف «حتى لو وجد في العالم عشرة آخرون مثل ترامب فذلك لا يمكن التراجع عنه». واعتبر ترامب الخميس الماضي خلال اجتماع في البيت الأبيض في حضور كبار المسؤولين العسكريين، أن إيران لم تحترم «روح» الاتفاق النووي، مشدداً على أن هذه لحظة «الهدوء الذي يسبق العاصفة». وصرح متحدثاً عن طهران، أنهم «لم يحترموا روح هذا الاتفاق» الموقع في العام 2015 بين طهران والقوى الست الكبرى، والذي يهدف إلى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع تدريجي للعقوبات. وأضاف في بداية الاجتماع أن «النظام الإيراني يدعم الإرهاب ويصدر العنف والفوضى في الشرق الأوسط». وتابع «لذا، يجب أن نضع حداً للعدوان المستمر من إيران، ولطموحاتها النووية»، مشدداً على أنه «يجب ألا نسمح لطهران بالحصول على أسلحة نووية». وقال الرئيس الأميركي رداً على سؤال حول قراره المنتظر في شأن الاتفاق، أنه سيعلنه في وقت «قريب جداً». وأوضح: «أتعرفون ما يمثله هذا؟ ربما هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة». وتابع: «أي عاصفة؟ ستكتشفون»، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل. ولم يرد البيت الأبيض على طلب لاستيضاح تصريحات ترامب. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله أمس إنه «من المتوقع أن يعلن ترامب قريباً عدم مصادقته على الاتفاق النووي». وأقلقت احتمالات انسحاب واشنطن من الاتفاق بعض حلفائها الذين ساعدوا في التفاوض لإبرامه خصوصاً مع مواجهة العالم لأزمة نووية أخرى بسبب تطوير كوريا الشمالية لقدرات نووية وصاروخية باليستية. وإذا لم يصادق ترامب على التزام إيران بالاتفاق فسيكون لدى الكونغرس 60 يوماً ليتخذ قراراً في شأن إعادة فرض عقوبات خففت بموجب الاتفاق. وتأكد مفتشون تابعون للأمم المتحدة من التزام إيران ببنود الاتفاق النووي. وقال روحاني اليوم إن الولاياتالمتحدة ستضر بسمعتها في المجتمع الدولي إذا أخلت بالاتفاق. أضاف «إذا ارتكبت أميركا أي انتهاكات اليوم فالعالم كله سيدين أميركا. لن يدينوا إيران... ثم سيقولون لم وثقت بأميركا ووقعت اتفاقاً معها؟» وفي تطور منفصل، نقلت «وكالة العمال الإيرانية للأنباء» (إلنا) اليوم السبت عن اثنين من محاميي الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إنه منع من حضور «المراسم السياسية والثقافية والترويجية العامة» لمدة ثلاثة أشهر. وينتقد خاتمي المحافظين في إيران الذين اتهموه بتأجيج اضطرابات خلال احتجاجات تلت انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً في العام 2009. ومحظور على وسائل الإعلام المحلية نقل تصريحات لخاتمي أو نشر صورته. وقال المحاميان للوكالة إن قوات الأمن هي التي أصدرت القيود الجديدة في حق خاتمي، ولا يبدو أن هناك آلية قضائية للطعن بها. وفي الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية التي جرت في أيار (مايو) الماضي، نشر خاتمي رسالة على الإنترنت يحض فيها أنصاره على التصويت لروحاني. وأشار روحاني للقيود الجديدة التي فرضت على خاتمي في خطابه اليوم، لكنه لم يذكره بالاسم. ونقلت «إلنا» عن روحاني قوله «إذا ما قال شخص أن على الناس الاقتراع فهل يجب معاقبته؟». وقال المحاميان للوكالة إن القيود الجديدة سرت في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي.