مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورة وجزءا من الحياة اليومية للصغار قبل الكبار، فأصبح لهذا العالم الافتراضي انعكاسًا لعالمنا الحقيقي، ففي يومنا الحالي من المهم جداّ أن يكون لكل شخص منا صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، هذه المواقع مليئة بالمعلومات التي يمكن العثورعليها ولكن ليست جميعها صالحة أو مفيدة أو دقيقة، يعد تقييم مصادر المعلومات التي تفكر في استخدامها في كتاباتك خطوة مهمة في أي نشاط بحثي، إن تعلم كيفية إجراء تقييم فعال هو مهارة تحتاج إليها لكل من أوراق دراستك وحياتك. تُعرف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها سلسلة من المواقع والتطبيقات المصصمة للسماح للناس بتبادل المحتوى بسرعة وكفاءة عالية فمع تقدم التكنولوجيا أصبح بإمكان الفرد تحميل هذه التطبيقات على الهاتف الذكي أو الأجهزة المحمولة عوضاً عن الكمبيوتر، تقدم مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الخدمات والمميزات مثل المحادثة والرسائل النصية والبريد الإلكتروني والفيديو ومشاركة الملفات وغيرها من الخدمات حيث أحدثت هذه الشبكات تغيّر واضح في كيفية الإتصال والمشاركة بين الأشخاص والمجتمعات وتبادل المعلومات. سهلّت علينا هذه الشبكات الكثير من الجهد و العناء لسرعة ويسر تداول المعلومات و الحصول عليها فأصبح من السهل الحصول على المعلومة بأي مكان و زمان بنقرة زر، ومن مميزات مواقع التواصل الإجتماعي أنها تشجع على التواصل الإجتماعي بين الأفراد والتعرف على ثقافات مختلفة وتبادل الآراء والنقاشات ،أيضاً وفرت الكثير من التكاليف المادية فأصبح بإمكاننا التحدث عبر تطبيقات الهاتف لساعات طويلة دون مقابل، وأصبح العديد من الأفراد في المجتمع بإمكانهم طلب كل ما يحتاجونه عبر الإنترنت بشكل مباشر ليصل الطلب إلى باب البيت مباشرة، وأيضاً أصبح بالإمكان إنجاز أغلب الخدمات الحكومية عن طريق الإنترنت مثل إصدار و تجديد و إلغاء الخدمات و العديد من الإستخدامات التعليمية والتجارية و غيرها. إلا أن استخدامها قد يخلّف الكثير من المشاكل، كالتأثير على الصحة النفسية للمجتمع ،فعندما يقارن الفرد حياته بحياة الآخرين الذين يظهرون لحظاتهم المرحة والسعيدة بالتالي تجعله يدخل في دوامة من الحزن والإحباط، تلك الوسائل لا تعكس الواقع الحقيقي للمستخدمين أنفسهم، فهناك فجوة حقيقية بين ما يجري في الواقع الحقيقي وما تعكسه لنا هذه المنصات، ومن المشاكل التي قد تسببها شبكات التواصل نشر أفكارهدامة وتجمعات مخالفة للقيم والأخلاق، كذلك ضياع الوقت، وانتهاك للخصوصية، أصبح بالإمكان القدرة على الإطلاع ورؤية حياة الآخرين بما تحتويها من تفاصيل، كذلك نشر الشائعات، فكل مستخدم لهذه المواقع بإمكانه الكتابة و نشر إدعاءات علمية أوصحية أو دينية بدون أي وجه للصحة، كثرة الأمراض في المجتمع الناتجة عن أسلوب الحياة المليئ بالكسل وقلة الحركة كالسمنة وأمراض العيون والتركيز وغيره، الإدمان على هذه المواقع. ولا يجب تصديق كل ما يتم قراءته على مواقع التواصل بدون التفكير بهوية كاتب المقال أو صاحب مقطع الفيديو ،فعلى سبيل المثال هناك من يدّعي فوائد طبية لفاكهة معينة ، وهناك من يدّعي أن الخلطة المقترحة في الفيديو قادرة على الشفاء من الأورام ! ولكن هل هو فعلاَ مؤهل علمياَ أو لديه خلفية طبية ؟ أم كل إدعاءاته مبنية على وجهة نظرأو تجربة شخصية أو من وحي الخيال ؟ البحث في محركات البحث ودخول أول رابط يظهر أمامك دون التفكير بماهيته !! هل هو منتدى يُطرح به تجارب شخصية بدون أساس علمي مدروس ؟ أم موقع طبي موثوق تابع لمنظمة صحية ؟ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ُتستخدم للترويج للمنتجات والأفكار، لذا ننصح من لديه تساؤل حول حالة طبية فمن الأفضل زيارة الطبيب المختص و الحصول على الإجابة من مصدرها الموثوق، كما ننصح باستخدام تطبيق "صحة" المطروح من قبل وزارة الصحة والذي سيتم تفعيله تدريجياً على جميع مناطق المملكة، ويوفر التطبيق إمكانية استشارة الطبيب من المنزل مع توفر المحادثة النصية و الصوتية و حتى مكالمات الفيديو و أيضاً يوفر التطبيق خاصية تقييمم الخدمة بعد الاستشارة ، ومن خلال هذه الشبكات يمكن الإتصال على الخط المباشر الخاص بوزارة الصحة 937 للاستفسار عن أي معلومات صحية، والابتعاد عن المنتديات و المواقع غير الموثوقة، ويجب معرفة دلالات الروابط الظاهرة عند البحث فكلمة (com) التي تظهر خلف كل عنوان إلكتروني أو رابط هي تدل على أن الموقع تجاري، بينما تدل (edu) على أن المحتوى تعليمي، في حين تدل (gov) على أن الموقع حكومي، أما المواقع الطبية التي تستهدف الوسط الطبي والأطباء فتستخدم (md)، وأخيراً كلمة (org) فإنها تعني المنظمات غير الربحية. نحن كمستخدمي لمواقع التواصل، نحتاج إلى ضمان أمن وسلامة معلوماتنا الشخصية،فكما أننا نحرص على الأمان بشأن الحساب البنكي و البريد الإلكتروني وعدم الإفصاح عن المعلومات الشخصية، فيجب التدقيق في المعلومات الصحية ومصدرها، وختاماً يجب أن يكون لدينا الوعي الكافي للتفكير والتمييز بين المعلومة الصحيحة والمغلوطة بالتثبت من هوية القائل أو الكاتب والبحث عن المعلومة المقدمة للتأكد من صحتها. قسم التثقيف الصحي Your browser does not support the video tag.