قال تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين).. يعتقد بعض المهتمين بالقضايا الإدارية وبعض القياديين أن استقطاب القوى البشرية يجب أن يعتمد في المقام الأول على الولاء ثم تعالج الكفاءة بالتدريب والممارسة. النظرية الأخرى تقدم الكفاءة ثم تعمل بعد ذلك على تنمية جانب الإخلاص والانتماء والولاء. من الطبيعي الأخذ في الاعتبار عامل طبيعة العمل والتوقيت والاحتياج. أحياناً تستقطب الشركة شخصاً من شركة منافسة اعتماداً على معيار الكفاءة ثم توفر له البيئة الجاذبة التي تعزز الانتماء والولاء والإخلاص. من الأخطاء التي تحصل في عملية الاستقطاب أن تكون العلاقة الشخصية سبباً لحرمان المنظمة من كفاءة عالية. عندما يجمع الإنسان بين الولاء والكفاءة ثم يتعذر التوظيف بحجة العلاقة الشخصية فهذا خطأ يمنع تحقيق مبدأ العدالة. الشخص المؤهل الذي يمتلك متطلبات الوظيفة وشروطها يجب أن يستفاد منه بصرف النظر عن العلاقة الشخصية. ويجب تقييم أدائه بنفس المعايير التي تطبق على الآخرين. إن المهم في عملية استقطاب الموظفين أن يكون ذلك في إطار سياسة للمنظمة في مجال الموارد البشرية، وليس عملية روتينية لاستبدال موظف بآخر. في هذا الصدد يرى أحد المختصين أن الاستقطاب الفعال يجب أن يطرح الأسئلة التالية قبل تعيين موظف جديد: * هل المنصب بحاجة لمن يشغله أو من الممكن إعادة تنظيم العمل أو تغيير مكانه أو إعادة توزيعه؟ * طبيعة الوظيفة المراد شغلها ونوع الشخص المطلوب. * هل يجب استقطاب شخص من داخل المنظمة أم من خارجها؟ * هل الحوافز مناسبة لنوعية الشخص المطلوب؟ (قيادة الأشخاص وإدارتهم في التربية.. تأليف توني بوش وديفيد ميدلوود). يجب الإشارة هنا إلى أن التعامل مع الاستقطاب انطلاقاً من سياسات وخطط يحقق الأخذ بكافة الجوانب ومنها على سبيل المثال المبدأ الأهم وهو العدالة ونبذ التمييز بين البشر. الحق في العمل حق لكل إنسان. ومن العدالة أيضاً عدم حصر وظائف معينة على فئة محددة من الناس. التمييز وتصنيف البشر وإصدار آراء وأحكام تعمم على فئة من الناس هو بشكل عام سلوك مخالف لحقوق الإنسان، فإذا استخدم هذا التعميم في قضية التوظيف فهو إخلال بالمسؤولية ومنافٍ لمبدأ العدالة. الكفاءة والولاء لا يمكن الاستغناء عنهما لأن العمل –أي عمل- يتطلب توفر عوامل القوة المتمثلة في الكفاءة المهنية، وتوفر أخلاقيات العمل ويندرج تحتها الأمانة والولاء والإخلاص والعدالة. Your browser does not support the video tag.