بدأت الأحزاب السياسية الباكستانية تستعد لخوض الانتخابات القادمة التي ستجرى في الثلث الأخير من العام الجاري، أي ما بعد انتهاء فترة الحكم الدستورية لحكومة حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف في 31 مايو 2018م. وعلى الرغم من المنافسة والخلافات التي شهدتها الساحة الباكستانية بين أكبر الأحزاب السياسية الباكستانية والذين تناوبا الحكم الجمهوري في باكستان على مدى العقود الماضية كل من حزب (الرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف) وحزب (الشعب الباكستاني بقيادة الرئيس السابق آصف علي زرداري/بوتو) لوحظت تطورات تشير إلى أن الحزبين المذكورين لا يزالان يخططان لدعم بعضهما البعض لتضييق المجال أمام الأحزاب السياسية التي انضمت إلى العملية السياسية فيما بعد، وأبرزها حزب الإنصاف الباكستاني بقيادة عمران خان. وفي هذا الشأن لوحظ تطور لا ينظر إليه الخبراء السياسيون في باكستان بدهشة، وهو موافقة حزب نواز شريف على فسح المجال لمنافسه حزب الشعب الباكستاني باختيار رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية التي ستشرف على عملية الانتخابات القادمة، بحيث يتم اختيار رئيس وزراء الحكومة الانتقالية ومجلس وزرائها بالتنسيق بين الحزب الحاكم والمعارضة في البرلمان قبل انتهاء فترته، مما يشير إلى أن حزب نواز شريف بدأ يتنازل عن حقوقه لحزب الشعب ليتسنى له الفوز في الانتخابات القادمة. وفي هذا الشأن أعرب زعيم حزب الإنصاف الباكستاني عمران خان عن تحفظاته تجاه التقارب الذي بدأ يطفو إلى السطح بين نواز شريف وآصف علي زرداري، قائلاً بأنه إذا تم تشكيل الحكومة الانتقالية بالتنسيق بين الحزبين المذكورين الذي يمثل أحدهما الحكومة والآخر المعارضة في الجمعية الوطنية وفي مجلس الشيوخ الباكستاني، فإن الحكومة الانتقالية لن تكون نزيهة، واستدل بقوله مشيراً إلى أن الحزبين المذكورين قاما بتشكيل الحكومة الانتقالية في عام 2013م بعد انتهاء حكومة حزب الشعب، وكانت النتيجة هي فوز حزب نواز شريف بالغالبية العظمى في الانتخابات التي أجريت في منتصف نفس العام. وقال عمران خان بأنه ينبغي استبدال النظام الحالي بنظام يمكن من خلاله تشكيل حكومة انتقالية حرة لا يخضع رئيس وزرائها ووزراؤها لقادة الحزبين السياسيين المذكورين، والذين تعودا على تناوب الحكم في باكستان بمساعدة بعضهما البعض على تهميش دور الأحزاب السياسية الجديدة بما فيها حزبه. Your browser does not support the video tag.