يمتلك الأورغوياني دانييل كارينيو تجربة ثرية وناجحة بالنصر كما يرتبط بعلاقة حميمة مع جماهيره الوفية، والتي ظلت تطالب بعودته لتدريب فريقها منذ إبعاده القسري عن فريقها حتى تم التعاقد معه مؤخراً نظير مساهمته القوية بعودة فريقها للبطولات بعد غياب طويل قارب العقدين لبطولة الدوري، ومن الباب الكبير. بل إن تجربته الأولى في أول موسم مع النصر شهدت تحولاً كبيراً في أداء وعطاء لاعبي النصر بعد أن استطاع أن يصل بهم لنهائي كأس ولي العهد، ولولا التدخلات الإدارية والظروف التي اعترضت طريقه قبل النهائي بإصابة هداف الفريق الإكوادوري جيمي أيوفي لانتزع الكأس من الفريق الأقوى والأميز في تلك المدة فريق الهلال رغم الفوارق الفنية التي كانت تميل للأخير في تلك المدة. قبل أن يعود في الموسم التالي ويحقق نجاحات كبيرة بعد أن حصد الفريق تحت قيادته البطولة الأقوى، بطولة الدوري بانتصارات غير مسبوقة وكأس ولي العهد، إذ استطاع خلال تلك المدة من تحويل لاعبي النصر كعمر هوساوي، وخالد الغامدي، وحسين عبدالغني، وشايع شراحيلي، وعبدالله العنزي من لاعبين محبطين وصل الأمر أن تطالب الغالبية من جماهير النصر إدارتها بإبعادهم وتنسيقهم من صفوف الفريق إلى نجوم أصحاب روح وعطاء كبير. لذلك أرى كما يرى الكثير من عشاق النصر أن إعادة التعاقد معه مرة أخرى من قبل إدارة سعود السويلم للمرة الثانية لقيادة الفريق فنياً ضربة معلم، فمدرب يحقق كل هذه الأرقام والنجاحات جدير بالاحترام وليس التقليل والإبعاد والجحود. بل إنه خلال المدة القصيرة التي أشرف خلالها على فريق الشباب منتصف هذا الموسم استطاع أن ينتشله من فريق محبط يفتقد للعناصر الفنية المؤثرة إلى فريق يحقق الانتصار تلو الآخر! ما يحتاجه الداهية دانييل كارينيو خلال تجربته الثانية مع النصر هو أن تفتح إدارة السويلم له حرية اختيار اللاعبين الأجانب والمراكز التي يحتاجها الفريق وأن يختار معسكر الفريق الصيف المقبل لتجهيز الفريق للمنافسات المقبلة بشكل جدي دون تأثير أو تدخل في طريقة عمله أو اختياره للعناصر التي يرى أنه بإمكانها الانسجام مع فلسفته التدريبية. إذا تم ذلك مع توفير وتسهيل أمور النادي المالية فعلى الجماهير النصراوية العاشقة للنصر ولكارينيو ومن قبلهم إدارة النادي وشرفييه أن ينتظروا فريقهم وفارسهم ضيفاً دائماً بمنصات التتويج حاصداً للبطولات والألقاب. فكارينيو من المدربين القلائل الجادين في عملهم والذين يجمعون بين الأفكار الفنية والحوافز النفسية والأخيرة يحتاجها لاعبو النصر كثيراً بعد حالة الإحباط والانكسارات التي تعرضوا لها خلال المدة القريبة الماضية، والتي أفقدتهم الثقة في قدراتهم وإمكاناتهم على الرغم من موهبة الكثير منهم نتيجة تكرار الخسائر التي وصلت في بعضها لأرقام كبيرة وتغيير الأجهزة الفنية بشكل غير مسبوق. Your browser does not support the video tag.