يتربع مدرب فريق النصر الكروي الأول، الأوروجوياني دانييل كارينيو في قمة قائمة أفضل المدربين العاملين في الكرة السعودية حالياً نظراً للتغيير الكبير الذي أحدثه في خارطة الفريق على مستوى الأداء والنتائج، الأمر الذي رشح النصر ليكون أحد أبرز المتنافسين على الظفر بلقب الدوري، وهو اللقب الذي غاب عنه منذ سنوات طويلة. ولكارينيو مع النصر حكاية بدأت منذ مطلع الموسم الماضي، حينما أطاحت إدارة النادي بالمدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، وبدأت البحث عن مدرب قادر على قيادة دفة الفريق بشكل لائق، فتوجهت الأنظار نحو مدرب الفريق عام 2009، الأوروجوياني خورخي ديسلفا، الذي قدم مع الفريق مستويات مميزة، لكنه اعتذر لارتباطه بعقد في بلاده، ورشح مواطنه كارينيو لتولي المهمة، وقال لإدارة النصر "هذا المدرب يوصف في الأوروجواي ب"المحارب". تعاقد النصر مع كارينيو ليقود الفريق حتى نهاية الموسم.. وكانت أولى مهامه أمام الوحدة في الدوري ففاز 3 /1، لكن بدايته لم تكن موفقة، فالفريق المبتعد عن البطولات منذ فترة يتوق لإنجاز وتحتاج جماهيره للارتواء بلقب، لكن كارينيو كان مصراً على العمل، وكاد يحقق الإنجاز في نهائي كأس ولي العهد أمام الغريم التقليدي الهلال، لكن ركلات الحظ ابتسمت للأخير، وحرمت النصر من اللقب. لم يكن إقصاء النصر من نهائي كأس ولي العهد هي الضربة الوحيدة الموجعة لكارينيو، بل أعقبه بأربعة أيام خروج الفريق من كأس الاتحاد العربي أمام فريق العربي الكويتي، لكن بعد نظر الإدارة جعلها تسبق هذه الخطوات بتمديد عقد المدرب لموسم ثان بعقد قارب ال1.5 مليون دولار، قاطعة بذلك الطريق على عروض عدة تلقاها من أندية أخرى. وبدا أن النصر تأثر بإصابة المهاجم الإكوادوري جيمي أيوفي، حيث أثر غيابه ميدانياً على الفريق، وأصيب مدربه ببعض الإحباط، وظل يردد في مؤتمراته الصحفية التي أعقبت خسارة كأس ولي العهد أن الفريق خسر مهاجماً فذاً في وقت حساس من منافسات الموسم الرياضي. موسم جديد بعد خروج الفريق من منافسات الموسم الماضي، عمل على استقطاب عدد من اللاعبين في مختلف المراكز بناء على رغبات كارينيو الفنية، فتعاقد مع نجم الاتحاد وقائده محمد نور أواخر الموسم الماضي، ومع الدولي يحيى الشهري وعبدالرحيم جيزاوي، وصعّد عدداً من اللاعبين من الفريق الأولمبي للفريق الأول أبرزهم شايع شراحيلي. واختلف النصر كثيراً هذا الموسم، وتصدر دوري عبداللطيف جميل في عدد من الجولات، وهو يتنافس مع جاره الهلال على الصدارة، ولعل المواجهة المقبلة بينهما في الجولة العاشرة من المسابقة ستحدد شكل المنافسة. وقدم النصر هذا الموسم مستويات دفعت النقاد للتأكيد على عودته كأحد ركائز الكرة السعودية، خصوصاً أنه لم يتذوق طعم الخسارة هذا الموسم، وقد قاده كارينيو منذ قدومه في 38 مباراة، سجل الفريق خلالها 62هدفاً، وتقبلت شباكه 33 هدفاً، ما يؤكد حاجة دفاعه لمزيد من العمل، وإن كان حالياً يعد من أفضل خطوط الظهر في دوري جميل. رأي خبير يقول المدرب الوطني، المحلل الرياضي حمود السلوة ل"الوطن": "أشيد بداية بقدرات وكفاءة مدرب النصر كارينيو، فقد أعاد النصر إلى ساحات المنافسات، وحينما يعود النصر فهذا يعني أنه قادر على أن يخطف بطولة". وأضاف "يتحسن النصر من موسم لآخر عناصرياً وتكتيكياً داخل المستطيل الأخضر، ونجحت إدارته بقيادة الأمير فيصل بن تركي بالتعاقد مع أفضل اللاعبين، لذلك يضم الفريق 6 من عناصر المنتخب الأول إضافة للسابع وهو الحارس المبعد لظروف الإصابة عبدالله العنزي، وهذا يؤكد أن الفريق سيكون أحد أقوى المؤهلين لخطف البطولات". وزاد "هناك تنظيم دفاعي زرعه كارينيو جعل الفريق أكثر صلابة، وهو يلعب بتكتيك مدروس يجعله قادراً على التسجيل، وهناك ارتفاع في المستويات وتألق لأكثر من لاعب أمثال عمر هوساوي وخالد الغامدي وإبراهيم غالب وعبدالله العنزي، وهذا يساعد الفريق على الظهور بالمظهر اللائق". وختم "يمتاز كارينيو بالحماس، لذا لا يهدأ طوال 90 دقيقة، ويبقى واقفا طوال الوقت، إلا عندما يضمن النتيجة، وتبقى نرفزته الزائدة على الحكام أبرز عيوبه، وهذا قد يهدد الفريق بخسارة جهوده في أي وقت".