لم يكن من باب الصدفة أن يختار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرياض لتكون أولى محطات زياراته الخارجية بعد تنصيبه رئيساً، فقد كان ذاك الاختيار له معانيه ودلائله وأولها أن العلاقات السعودية الأميركية علاقات وثيقة. الاستراتيجية العنوان الرئيس لها، فعلى أكثر من سبعة عقود مضت منذ اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، منذ ذلك اللقاء والعلاقات تأخذ مساراً تصاعدياً متعدد المجالات متنوع الأوجه. قمة اليوم بين سمو ولي العهد والرئيس الأميركي في البيت الأبيض تأتي في إطار التعاون المشترك والتنسيق الدائم بين البلدين، القمة ستناقش العديد من ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة إلى ملفات تستوجب البحث فيها وصولاً إلى حلول توافقية وأخرى حازمة، فملف مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وصوره وبالأخص داعميه سيكون على طاولة القمة لما يمثله من أهمية قصوى في حفظ أمن واستقرار البلدين والعالم، كما أن الملفات الساخنة في الإقليم سيكون لها نصيب وافر من البحث والنقاش خاصة في سورية واليمن، لاسيما وأن البلدين لهما وجهة نظر مشتركة حيالهما والوصول إلى حلول تؤدي إلى حلحلة المواقف فيهما، الموضوع الأكثر أهمية هو إيران وسياساتها العدوانية التوسعية في دول المنطقة، كما أن الملف النووي الإيراني سيأخذ نصيباً وافراً من المناقشة كونه يمثل تهديداً ليس للإقليم وحسب وإنما لدول العالم، وإدارة الرئيس ترمب لها موقف حازم من هذا الملف الذي تدور حوله نقاشات حول سبل إعادة صياغته بما يتوافق مع المطالب الإقليمية والدولية. القمة السعودية الأميركية اليوم غاية في الأهمية في ظل الظرف الإقليمي والدولي، وعطفاً على العلاقات المتينة بين الرياض وواشنطن فإننا نتوقع أن ينتج عنها ما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الأمن والسلم الإقليمي والدولي. Your browser does not support the video tag.