"مهما كان الثمن"، العنوان الذي اختارته الأسترالية بونتا مرسيادس لكتابها الذي صدر مؤخراً، وتحدثت من خلاله عن الفساد القطري الذي شاب ملف تنظيم مونديال 2022، وعن الطرق غير الشرعية التي سلكتها قطر، مقابل أن يكون اسمها هو الذي يستخرجه جوزيف بلاتر من ظرف أبيض صغير في قاعة الاقتراعات عام 2010، وكانت الأسترالية قد شغلت منصباً رفيعاً في ملف استضافة بلادها لنهائيات كأس العالم 2018 و2022، لكنها استبعدت من العمل في يناير 2010، لتعود إلى مهنتها السابقة ككاتبة وترصد الأحداث عن قرب، وتدون جميع المفاوضات التي تم إجراؤها خلف الستار، كما إنها استطاعت الوصول إلى بلاتر والالتقاء به وانتزاع الاعترافات منه لنشرها في كتابها الجديد. وكشفت مرسيادس في كتابها الجديد، عن المبلغ الذي قدمه أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، إلى السويسري جوزيف بلاتر، وقالت: "لقد طلب مني بين باكلي الرئيس التنفيذي الأسبق لاتحاد الكرة الأسترالي، أن أكتب خطاباً إلى رئيس مجلس الوزراء الأسترالي، يحمل طلباً بتوجيه دعوة رسمية لأمير قطر، وذلك بهدف أن يتم عرض فكرة انسحاب قطر من استضافة مونديال 2022 عليه، لكن الأمر اختلف فبعد أيام دعاني باكلي لمكتبه وأخبرني هل خرج الخطاب؟ وبعد أن أخبرته أنني لم أرسله حتى الآن، طلب مني عدم إرساله وتمزيقه ثم قال مخبراً عما تطور في غيابي: "لقد التقى أمير قطر مع بلاتر في زيورخ وسأله مباشرةً: كم من المال يتطلب علينا دفعه لشراء استضافة المونديال؟، الأمر يبدو غريباً، لماذا يغامر أمير قطر وهو الشخصية العالمية ورئيس الدولة بفعل هذا الأمر! ألا يعلم أن هذه المحادثة قد يتم تسريبها يوماً ما؟". وخصصت الكاتبة جزءاً من كتابها، تحدثت من خلاله عن القطري محمد بن همام رئيس اتحاد الكرة الآسيوي السابق، وقالت: "حتى أكتوبر 2009، كان ابن همام متحمساً ومتحفزاً مع ملف قطر لاستضافة مونديال كأس العالم 2022، لكن زيارة الألماني بيكنباور ورفيقه فيدرو رادمان إلى أمير قطر، جعلت الأمور تنقلب رأساً على عقب، وكان ابن همام يعمل بشكل مركز على انتزاع منصب رئاسة الفيفا من بلاتر، لكن التوجيه الأميري جعله يدرك أن الظفر بكلا الهدفين بات صعباً". وتضيف الكاتبة: "في مايو 2011 اقترب موعد الانتخابات على رئاسة الفيفا، وابن همام يمتلك المال ويعلم جيداً كيف يتصرف ليصل إلى الكرسي، لكن بلاتر ابتدأ الحرب علانية حين أوعز لصحيفة بريطانية نشر خبر يفيد بتورط ابن همام برشوة 25 مسؤولاً مقابل دعم ملف قطر 2022، حينها اتصال بيكنباور الذي استقال من عضوية اللجنة التنفيذية بالفيفا، بمحمد بن همام وحذره من التحقيقات الأسترالية التي تجرى لمعرفة أسباب خسارتها استضافة المونديال لصالح قطر". وكشفت عن لقاء خاص جمع بلاتر مع ابن همام في لندن وقالت: "اتفق ابن همام على اجتماع مع بلاتر في لندن، وبعد الوصول فوجئ بوجود الأمير جاسم بن حمد، نجل أمير قطر وولي عهده السابق، وكانت المفاجأة أكثر حين أبلغه الأمير أن الاتفاق تم مع بلاتر وأن عليه الانسحاب من المنافسة على كرسي الفيفا" ونقلت الكاتبة على لسان بلاتر قوله: "كان مقرراً أن ينسحب ابن همام من حملته الانتخابية، لكنه عاند الأمير، وبعد أن ظفرت قطر باستضافة مونديال 2022، ذهبت إلى الدوحة لملاقاة الشيخ جاسم في قصره، كان يعلم أنني لست راضياً على فوز قطر في تنظيم المونديال، وكان يدرك جيداً أن الفيفا لا يمكنها أن تسمح أن يترأسها قطري، ويكون كأس العالم في الدوحة، لذلك عمد الأمير إلى الاحتفاظ بكأس العالم، وأبلغني أمام ابن همام أنه لن يستمر في منافستي على رئاسة "الفيفا"، وظننت الأمر انتهى وعدت إلى زيورخ، لكن ابن همام كان مستمراً في حملته الانتخابية، وبعثت بريداً إلكترونياً إلى الشيخ جاسم أسأله: ما الذي يحدث؟ لماذا ابن همام لم ينسحب؟ هل نسيت اتفاقنا؟، وبعد ذلك تلقيت بريداً منه يقول: لا تقلق، سينتهي الأمر قريباً، لذلك - والكلام لبلاتر - حين انسحب ابن همام من الانتخابات ظن الجميع أن ذلك عائد إلى اتهامات أخلاقية تم توجيهها إليه، لكن الأمر مختلف، فقد تم إجباره من قطر، لأنهم وعدوني بذلك". الألماني بيكنباور عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا، أحد الذين سقطوا في وحل الفساد، وفقاً لما ترويه الكاتبة الأسترالية أن لقاء جمعه مع أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وذلك بتنسيق من محمد بن همام في أكتوبر عام 2009 وقالت: "كان معروفاً أن بيكنباور سيدعم أستراليا، وإلا أن هذه المقابلة التي كان هدفها استمالة بيكنباور إلى قطر، ويبدو أنها نجحت، لأن بلاتيني أخبر بلاتر أنه اكتشف أن بيكنباور حصل على مال قبل عملية الاقتراع بأسابيع بسيطة، تقدر قيمتها بأكثر من مليون ونصف دولار أميركي، وتلقى مساعدة مالية بقيمة أربعة ملايين دولار" . وكشفت الكاتبة عن مبلغ مالي فاق 100 مليون دولار، عرضتها قطر على طاولة الأمين العام لاتحاد الكرة السابق جيروم فالكه، وقالت: "لقد خف القلق لدى فالكه بعد أن عرضت قطر 100 مليون دولار، في حال فازت قطر بتنظيم مونديال 2022، لأنه ضمن بذلك نمو الدخل ، لكن الأمر خرج عن السيطرة ولم يعد باستطاعة أحد أن يضع حداً لنفوذ المال القطري داخل أروقة الفيفا، حتى تكشفت الأقنعة وسقطت الأسماء من الكراسي المستديرة". محمد بن همام Your browser does not support the video tag.