يصيبنا الحزن أحياناً، ويتعرض القلب لمرارة الألم والنكران، ويعاني من موت المشاعر وفقدان الثقة بمن حوله، ويظن أن الحياة انتهت ويبادر إلى الاستسلام والحزن والانطواء، وهذا من أكبر الأخطاء. لذلك أقول لكل من تاهت خطواته في هذا الزمن المتعجرف، إلى كل من تخلى عنه أقرب الناس إليه وتنكروا له، إلى كل من تجرع مرارة الجحود والغدر وذرف الدموع على موت المشاعر والصدق، إلى كل من خيم الحزن على أرجاء قلبه، وإلى كل من تعالت صرخاته ألماً وحسرة على ضياع أحلامه الصادقة، إلى كل من ظن أن الخير قد انتهى في عالم تقلبت فيه الموازين حتى صار الإنسان المنافق والمخادع هو الذي يعلوا صوته، إلى كل من ظن أنه لوحده يعيش في عالم الأحزان والهموم، إلى كل من فقد البصر والبصيرة واحتارت خطواته المبعثرة، إلى كل من عشق البكاء كارهاً هذه الحياه المتلونة، إلى كل من صدم في أقرب الناس إليه وطالته أنياب الغدر، إلى كل من التحف السواد وعافت نفسه كل الناس بعدما وجد أنهم كاذبون ومنافقون، إلى كل من أحاطت به الهموم وحاصرته الظنون، وإلى كل من خذلته الظروف وداسته الأقدام الظالمة، وإلى كل من كانت طيبته سبباً في تزايد جراحاته وآلامه، إلى كل من فقد الصدق والحب في حياته، إليكم أقول: أنتم لستم وحدكم في هذه الحياة فإن الله معكم ومن حولكم ينظر إليكم، وهو سبحانه خير عون على ما أصابكم ولن يخذلكم ولن يتخلى عنكم، فرحمته وسعت كل شيء في هذا الكون. فمهما طال ليل الألم، ومهما ازدادت مساحات الحزن في حياتكم، ومهما تلقت ظهوركم من طعنات فهو سبحانه كفيل بأن يأخذ بثأركم ويعطيكم السعادة ويشفي صدوركم ولو بعد حين، فأنتم لستم وحدكم تذكروا ذلك جيداً، تذكروا أن من كان الله معه فهو أسعد إنسان.. فالبشر لن ينفعوكم أو يضروكم إلا بإرادة الله، وتمسكوا بحبل الله وواصلوا سيركم وحبكم وعطاءكم، أحبوا كل الناس وازرعوا الخير في دروبكم، واعشقوا الحياة وتساموا فوق الجراح واعفوا عمن ظلمكم، وثقوا بأن الله سيجزيكم خير الجزاء، وهو العالم بحالكم وبصدقكم فلا تنتظروا من الناس أي شيء، وكونوا مع الله كما هو معكم فأنتم لستم وحدكم. Your browser does not support the video tag.