دخل الهجوم التركي ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سورية أسبوعه الثاني، ويمكن أن يتكثف تحت ضغط الرئيس رجب طيب اردوغان الذي وعد بتوسيعه على الرغم من الدعوات الدولية. وكان الرئيس التركي وعد الجمعة بإرسال قواته الى مدينة منبج السورية حيث تتمركز قوات اميركية، وبعدها شرقا "حتى الحدود العراقية". وبينما يحاول الجنود الاتراك وعدد من مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من انقرة اختراق الخطوط الكردية، دعت الادارة الذاتية الكردية في عفرين النظام السوري الى التدخل لمنع الهجمات. وفي اليوم السابع من الهجوم، ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية ان المدفعية التركية المتمركزة على الحدود السورية استأنفت الجمعة قصف مواقع وحدات حماية الشعب في عفرين. وأدت هذه العملية العسكرية الى زيادة التوتر بين الولاياتالمتحدة وتركيا، ولم يهدئه اتصال هاتفي بين رئيسي البلدين جرى الاربعاء. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان المواجهات أوقعت أكثر من 110 قتلى في صفوف المقاتلين السوريين الموالين لتركيا، وصفوف وحدات حماية الشعب الكردية، اضافة الى مقتل 38 مدنيا غالبيتهم في قصف تركي. وكانت الفصائل الكردية في شمال سورية استفادت من انسحاب قوات النظام من شمال البلاد لبسط سيطرتها واقرار نظام ادارة ذاتية. وباستثناء اشتباكات محدودة بين الطرفين تعايشت القوات الكردية مع قوات النظام او غض كل منها النظر عن الأخرى، ما دفع فصائل معارضة للسلطة الى اتهام الاكراد بالتعاون مع النظام. وامام الدعم العسكري الكبير الذي تلقته من واشنطن بسطت وحدات حماية الشعب الكردية سيطرتها على مناطق واسعة في شمال سورية لا يشكل الاكراد غالبية فيها. ويبدو ان ما سرع العملية العسكرية التركية الاعلان الاميركي عن العزم على انشاء "قوة حدودية" من نحو ثلاثين الف عنصر، اساسها من الاكراد، تنتشر على الحدود بين سورية وتركيا والعراق. الى ذلك قال متحدث السبت إن المعارضة السورية لن تحضر مؤتمر السلام الذي تستضيفه روسيا في سوتشي هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن الاجتماع محاولة من حليفة الحكومة السورية الوثيقة "لتهميش" عملية السلام الحالية التي ترعاها الأممالمتحدة. جاءت تصريحات المتحدث في ختام اليوم الثاني والأخير لمحادثات تتوسط فيها الأممالمتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة. وبعد المحادثات قالت الأممالمتحدة إنها لم تقرر ما إذا كانت ستشارك في مؤتمر السلام في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود. وترى دول غربية وبعض الدول العربية أن مؤتمر سوتشي محاولة لخلق عملية سياسية منفصلة تقوض جهود الأممالمتحدة وتضع الأساس لحل مناسب أكثر لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد ولحليفتيه روسيا وإيران. وقال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة في محادثات فيينا إن الجولة الحالية في فيينا كان يفترض أن تكون حاسمة وأن تمثل اختبارا للالتزام لكنهم لم يشهدوا هذا الالتزام وكذلك لم تشهده الأممالمتحدة. ولم تحرز تسع جولات لمحادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة بين الأطراف المتحاربة تقدما يذكر نحو إنهاء الحرب الأهلية السورية التي أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى ونزوح 11 مليون شخص من ديارهم. وعقدت جولات المحادثات السابقة بشكل متقطع في جنيف وبحثت إجراء انتخابات جديدة وإصلاح الحكم وصياغة دستور جديد ومكافحة الإرهاب. وقال العريضي إن من الواضح أن شخصا ما يعرقل العملية برمتها ويريد أن يهمش جنيف والعملية السياسية بالكامل. ومع استمرار المحادثات مساء الجمعة قال متحدث آخر باسم المعارضة إنه تلقى تعهدا من روسيا بأن تضغط على النظام السوري لتطبيق وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب العاصمة دمشق. ويقول مسلحون بالمعارضة وعاملون في مجال الإغاثة إن قوات النظام السوري صعدت بمعاونة المقاتلات الروسية من قصف الجيب الواقع بالقرب من دمشق خلال الشهرين الماضيين مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات. وبعدما أعلن العريضي لاحقا أن المعارضة لن تحضر المحادثات لم يتضح مصير خطة وقف إطلاق النار. من جهته قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا في بيان للصحفيين مساء الجمعة إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس هو الذي سيحدد رد الأممالمتحدة على الدعوة إلى الذهاب إلى سوتشي يومي 29 و30 من الشهر الجاري. وأوضح دي ميستورا إنه سيقدم "إحاطة كاملة للأمين العام للأمم المتحدة عن نتائج اجتماع فيينا الذي اختتم مساء الجمعة بين النظام السوري والمعارضة وهو الذي سيتخذ القرار بشأن رد الأممالمتحدة على الدعوة لحضور مؤتمر سوتشي". وشدد دي ميستورا أنه "في نهاية المطاف، فإن المطلوب هو الإرادة السياسية. لقد آن الأوان لأن تسود الدبلوماسية والحوار والتفاوض لمصلحة جميع السوريين". Your browser does not support the video tag.