تبدأ في فيينا مفاوضات حول السلام في سورية، اليوم وغدا، برعاية الأممالمتحدة، ومن ثم محادثات أخرى في 30 يناير في روسيا، يخشى الغرب أن تحجب روسيا من خلال تفوقها العسكري على الأرض. وعشية اجتماع فيينا زادت الضغوط، إذ قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه يشكل «الفرصة الأخيرة» للسلام في سورية، في حين تحدث مبعوث الأممالمتحدة الخاص ستافان دي ميستورا عن «مرحلة حرجة». وفي محاولة لانتزاع تقدم ركز دي ميستورا في جدول الأعمال على «الجانب الدستوري» وهو أقل حساسية من الانتخابات، وبالتالي مصير بشار الأسد الذي يعتبر خطا أحمر بالنسبة لدمشق. وتعليقا على كلام دي ميستورا، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية يحيى العريضي لفرانس برس: «فعلا تمر المفاوضات بفترة حرجة وأحد ملامح ذلك أن هذه الجولة تعقد ليومين، ويومين حاسمين». وتجرى المباحثات التي ترعاها الأممالمتحدة عادة في جنيف، لكن لدواع لوجستية تم استثنائيا نقلها إلى فيينا. بعدها، سيجتمع مئات من الشخصيات السورية بمن فيهم ممثلون للمجتمع المدني، في منتجع سوتشي على البحر الأسود في «مؤتمر الحوار الوطني السوري». وفي التطورات الميدانية، قتل شخصان أمس (الأربعاء) في جنوبتركيا، إثر سقوط قذيفتين أطلقتا من سورية، وذلك في اليوم الخامس من التدخل العسكري التركي في سورية ضد مجموعة مسلحة كردية سورية. وأطلقت القذيفتان على وسط مدينة كيليس الحدودية، وأصابت إحداهما مسجدا وألحقت أضرارا به، فيما أصابت أخرى منزلا، بحسب مراسلة فرانس برس في المكان. وأورد بيان لمحافظة كيليس أن شخصين قتلا، الأول سوري الجنسية، والثاني تركي، فيما أصيب 11 آخرون. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن قتيل و13 جريحا. كما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر أمس، أن عشرات المقاتلين لقوا حتفهم منذ بدأت تركيا هجوما على عفرين، موضحا أن القصف والضربات الجوية التركية قتلت 28 مدنيا، بينما لقي مدنيان حتفهما قرب مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة نتيجة قصف وحدات حماية الشعب. إلى ذلك، حض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نظيره التركي رجب طيب أردوغان على الحد من عملياته العسكرية في عفرين، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وخلال اتصال هاتفي، حض ترمب تركيا على تقليص عملياتها العسكرية والحد منها، طالبا أيضا تجنب «أي عمل قد يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والأمريكية».