انطلقت أمس (الخميس) في العاصمة النمساوية فيينا، الجولة التاسعة من مفاوضات جنيف حول سورية، التي تستمر ليومين بين المعارضة السورية ونظام بشار الأسد تحت رعاية الأممالمتحدة، وسط أجواء من التشاؤم في تحقيق نتائج حقيقية، وذلك قبل محادثات أخرى تعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 يناير الجاري بمبادرة من روسيا وإيران وتركيا. وعقد المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا وفريقه اجتماعا مع وفد النظام، ثم اجتمع مع وفد المعارضة في لقاء منفصل في وقت لاحق. وتأتي هذه الجولة التاسعة من المحادثات «في مرحلة حرجة»، بعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة عقدت في جنيف في إحراز أي تقدم لحل للنزاع المستمر في البلاد منذ نحو 7 سنوات. ولم تحسم هيئة التفاوض المعارضة بعد موقفها النهائي من المشاركة في مؤتمر سوتشي، الذي تخشى أن يكون التفافا على مسار جنيف برعاية الأممالمتحدة. وقد ربطت أمر مشاركتها بنتائج المحادثات التي تجري في فيينا. ومن جهة أخرى، تصاعدت حدة التوترات بين أنقرة وواشنطن أمس بسبب العملية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين شمال سورية، إذ اعترضت تركيا على مضمون بيان البيت الأبيض حول الاتصال الهاتفي الذي جرى (الأربعاء) بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترمب. واتهم نائب رئيس وزراء تركيا بكر بوزداج أمس الولاياتالمتحدة ب«دعم الإرهابيين». وقال بوزداج في مقابلة مع محطة تلفزيون «خبر»: «إن الولاياتالمتحدة في حاجة لمراجعة جنودها وعناصرها الذين يقدمون الدعم للإرهابيين على الأرض بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا». ونقلت صحيفة «حريت» عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس أنه «لن يكون من الصواب أن تناقش تركيا مع الولاياتالمتحدة احتمال إقامة منطقة آمنة في سورية قبل أن تحل مسائل الثقة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي».