بين فترة وأخرى تبرز نجوم محلية وعالمية، نجوم تثير شهية عشاقها لمتابعتها بل والاقتداء بها في بعض الممارسات الاجتماعية ويبرز التقليد في الحركة والملابس إلى حد التشابه، لن أتوقف كثيراً عند التقليد المبالغ فيه بالقيام بعمليات تجميل للوجه ليصل إلى حد التماثل مع نجمه المفضل شباباً وفتيات وإن كانت الفتيات أكثر.. في المرحلة الحالية مجتمعنا السعودي يعيش حالة لافتة للانتباه في بروز نجوم السوشيل ميديا من الجنسين، بل إن بعضهم رغم سطحيته وإسفافه تحول إلى منصة إعلانية مرغوبة من بعض المطاعم والمحلات الاستهلاكية... والغريب أن مجتمعنا المتصف بالمحافظة إلى حد واضح خاصة في بعض المدن تماهى وبقوة مع موجة نجوم شبكات التواصل الاجتماعي حيث تمثل بعض الفتيات وبعض الشباب النموذج الناجح والنجم المُهتدى به نحو تحقيق الثراء والنجاح.... بل إن بعضهم بات محل اهتمام بعض المؤسسات الحكومية، وتتم استضافته في الفعاليات باعتباره منصة إعلامية عالية الأهمية... نجومية هؤلاء ليست سيئة بالمجمل كما يحاول البعض الإشارة له، بل إن بعضهم من وجهة نظري يستحق النجومية بمحتواه الإعلامي وأهدافه الخاصة التي وظفها لخدمة العام أو العكس، الخطورة التي لابد من الانتباه لها تكريس بعضهم للثقافة الاستهلاكية بين مكونات المجتمع... من الجانب الاجتماعي ألاحظ ارتفاع درجة التسامح مع صوت وصورة المرأة في بعض الحسابات بل وبروز أزواج في بعض حسابات السناب على وجه الخصوص...، بعيداً عن التجارة ومكاسب البزنس، أقف أمام ذلك التسامح لتفكيك تلك الحالة وربط التغير الاجتماعي بالعوامل الاقتصادية وقدرة هذا العامل على تسهيل قبول المرفوض بالأمس ليكون جزءاً من تباهي اليوم...؟؟ صوت المرأة بات مقبولاً عند قطاع كبير من المجتمع، أما صوتها فبات مباحاً عند أغلبية المجتمع خاصة مع دخول بعض الداعيات لمنصات الإعلام الاجتماعي في قنوات اليوتيوب والسناب شات.... تغير هوية النجومية يرتبط بعدة عوامل منها اجتماعي ومنها ثقافي ومنها اقتصادي، والعنصر الجديد اليوم أن النجم يملك منصته الإعلامية ويستطيع بذكائه ومهاراته تسريع شهرته وتحديد المتلقي المرغوب، بل وتحديد المحتوى الإعلامي الذي يتقدم به سواء كان كلمة أو صورة أو نغمة....، وسواء كان محتوى علمياً أو فكرياً أو إعلاناً أو مجرد تهريج....، وهؤلاء المهرجون رغم سطحيتهم إلى حد السخف إلا أن بعضهم بات نجماً يتابعه مئات الآلاف...وهذا جزء مهم من المشهد. حضور المرأة السعودية في فضاء نجوم الإعلام الجديد يمثل نجومية جديدة، ويبرهن أن نساء السعودية اليوم جزء من كل أشكال الحراك وعنصر فاعل في عملية التغير الاجتماعي... وهذا جزء آخر ومهم من المشهد أيضاً... نجوم المرحلة في مجتمعنا السعودي لم يعد فناناً يغني أو لاعب كرة بل هم أكثر من ذلك هم شباب وفتيات اقتحموا هذا العالم الجديد بلغتهم وأهدافهم وطموحاتهم، وكانت صهوة الإعلام الجديد باذخة الكرم معهم، فدخلوا عالم الثراء المالي والحضور الاجتماعي والصيت الإعلامي... نجومية العصر لا مقاييس لها ولا قدرة على التنبوء باتجاهها... Your browser does not support the video tag.