نجمتان من نجوم الإعلام الجديد من الكويت الشقيقة كانتا حاضرتين في الشرقية الأسبوع الفائت الأولى (بيبي العبدالمحسن) وكانت في الأحساء والثانية (نهى نبيل) وكانت في الخبر. وبقدر تأثير الإعلام الجديد كان مستوى الحدث من حيث المتابعة والحضور والتوثيق الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا والتقطها عبر جوالات المعجبات والحاضرات والمتابعات، في متابعة دقيقة وعلى مدار الثانية تلك اللقطات التي كانت مفعمة بالإعجاب واللهفة والدهشة والصراخ! النجومية والشهرة لم تعد تقتصر على الفنانين من المطربين والمطربات والممثلين والممثلات، بل إن منصات الإعلام الجديد في وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت مساراً جديداً لنجمات ومشهورات فاقت شهرتهن التصور في جاذبية جماهيرية ذات متابعات مليونية. الشأن في مناسبة الأسبوع الفائت كان شأناً نسائياً محضاً ولكنه كان لافتاً، إذ إن ما حدث يشبه الظاهرة أو التظاهرة من معجبات بشخصيتين (كاريزميتين) تمثلان لجمهورهما النسائي الكثيف قيمة عالية جداً فيما يبدو. لا أتحدث عن التفاصيل الظاهرية التي صاحبت حضور الضيفتين الكويتيتين وما صاحب زيارتهما من برنامج عملي أو إعلامي، فتلك تفاصيل تهم المعنيات من النساء والفتيات واهتماماتهن الخاصة، لكن الأمر المفاجئ كان مستوى الاحتفاء وردة فعل الجمهور النسائي كثافة وحضوراً بشكل ربما فاق توقع الضيفتين. هو مؤشر بلا شك على قوة الإعلام الجديد وتحقيقه أعلى نسبة مشاهدة وتجاوب وتفاعل فما حدث في الأحساءوالخبر من حضور وتفاعل كان صدى ونتيجة ليس أكثر. إن شخصيات الإعلام الجديد ليست شخصيات افتراضية تأثيرها يختفي ويخفت بمجرد تجاوزها إلى اهتمام آخر، الأمر مختلف تماماً فتلك الشخصيات ذات تأثير حقيقي على أرض الواقع وبشكل مستمر ومتجذر لا يمكن تجاهله. وفي تقديري فإن ما تقوم به الآن منصة واحدة من منصات الإعلام الجديد في وسائل التواصل الاجتماعي يفوق ما تقوم به قناة فضائية بكامل أجهزتها وميزانياتها ومعديها ومقدميها وبرامجها. وكم كنت أتمنى لو حللنا هذه الظاهرة من الإعجاب الشديد من النساء والفتيات في مجتمعنا بهاتين الضيفتين، فهل الأمر يتعلق بما تتمتع به كل واحدة منهما من أسلوب تسويقي وترويجي للمنتج النسائي الذي يعزف على وتر التفرد والتميز والجمال؟ أم إن الأمر يتعلق برغبة المعجبات في اكتشاف الجديد من النجمتين بصورة مباشرة بعيداً عن حاجز الجهاز الكفي الذكي؟ أو أن الأمر يتعلق بالفراغ القاتل ل (رزنامة) سنوية تخلو من الفعاليات الخاصة بالنساء، فجاءت هذه المناسبة لتعطي دلالة على التصحر البرامجي للفعاليات الموجهة للمرأة محلياً فحظي تواجد (بيبي) و(نهى) بهذا التفاعل والحضور الكبير؟!. وبودي لو نظرنا للجانب الإيجابي في هذا الأمر فكثير من نساء وفتيات الوطن مبدعات وفي مختلف المجالات، ومن وجهة نظري فيمكن لهن الاستفادة من منصات الإعلام الجديد في وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين مشاريعهن الخاصة وتسويقها بالطريقة التي تناسب عاداتنا وتقاليدنا، فمن خلال هذه المنصات يمكن الآن الوصول إلى الفئة المستهدفة من العميلات والتواجد الإيجابي الفاعل عبر معارض احترافية وبرامج عمل ذكية.