سياحة الكهوف والتنوع البيئي والبيولوجي والقراءة السيميائية لفنون الرسم على أسقف الكهوف بريشة الفنان البدائي الذي سكن تلك المغاور منذ آلاف السنين، إضافة إلى القرى من المنازل المبنية بعناية بحجر الجرانيت وما تحتويه زخارفها الداخلية والتي عملت بإزميل ومطرقة النجار الذي جعل من الحفر الغائر في أعمدتها وأبوابها وكذلك النوافذ أجمل اللوحات، والتكوين الصخري الذي يستنطق الكاتب والشاعر الملهم، كل تلك المقومات ستجدها في هذين الجبلين الشاهقين الشدوانين وهما تثنية شدا، جبلان عملاقان متصلان يقفان بشموخ في سهول تهامة بين محافظتي المخواة وقلوة بمنطقة الباحة بارتفاع 2400م عن سطح البحر الأحمر. "الرياض" رافقت مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة الباحة زاهر بن محمد الشهري إلى قرية الجوة بشدا الأعلى، حيث التقى الأهالي واطلع على مقومات الجذب السياحي التي يزخر بها المكان واستمع إلى متطلباتهم فيما يتعلق بالاستثمار السياحي، وطالب باستكمال البنى التحتية ومن أهمها تذليل الطرق ليتسنى للسائح والزائر الوصول بسهولة إلى تلك المواقع الجميلة. وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الرؤية الطموحة للمملكة 2030 شاملة كل نواحي التطوير في مختلف القطاعات ومنها قطاع السياحة والتراث الوطني وكون شدا من أهم مقومات الجذب السياحي لما يحتويه من تنوع نباتي ومكونات جيولوجية فريدة فإن فرص استثمار الكهوف سياحياً وفق معايير عالمية متقدمة على غرار الكهوف الإيطالية والفرنسية سيجعلها من أهم المواقع السياحية في العالم كون هذا الجبل يعد وجهة سياحية عالمية لما يحتويه من آثار مثل الرسوم البدائية لإنسان ما قبل التاريخ وإنسان الكهوف الذي عاش ما بين فترتي العصر الحجري الحديث إلى العصر البرونزي والحديدي ، مشيراً إلى الدعم اللوجستي الذي ستقدمه الهيئة من خلال تقديم دراسات الجدوى ومتابعة صناديق الإقراض واستخراج التصاريح للمستثمرين في هذه المواقع الجميلة. ودعا الشهري إلى المحافظة على المنازل المبنية بالحجر وتلك القرى القديمة وصيانتها واستثمارها بشكلها وهيئتها القديم دون واستنطاقها بالحرف والموروث الشعبي والفلكلور الشعبي. كما نوه بضرورة لإعادة صيانة وزراعة المصاطب الزراعية بجبل شدا وإحياء زراعة البن الشدوي الذي اشتهر به هذا الجبل وسيتم تشجيع المزارعين ودعمهم مع صناديق الإقراض الزراعي. كما أوضح الشهري أن هناك العديد من الفعاليات التي ستقام في شدا ومنها رياضة التسلق، وهواة الطيران الشراعي والزبلاين لمختلف فئات المجتمع. الجدير بالذكر أن هذين الجبلين يشكلان مورداً خصباً للدراسات الجيولوجية والأنثروبولوجية وكذلك النباتية والبيولوجية لتعدد أغراضه وعناصره، إضافة إلى أنه معتدل الطقس شتاءً ويميل إلى الاعتدال قليلاً في فصل الصيف وتلك ميزة لا تتوفر إلا في هذين الجبلين كونهما في أحضان الدفء وارتفاعهما في السهل الساحلي منحهما اعتدال الطقس وجمال المناخ بتعدد أشكاله وندرة نباتاته المزدهرة. المنازل التراثية الشدوية أحد النزل السياحية من الكهوف بشدا الأسفل الرسوم الأثرية الملونة بكهف الهريته شدا الأعلى تنوع الغطاء الشجري والنباتي في شدا الأعلى آثار الاستيطان القديم للكهوف التنوع البيولوجي في شدا