تقول المعلومات الواردة من أروقة التلفزيون السعودي إن الفترة المقبلة ستشهد تغيراً في معادلة اللعبة الإعلامية وسينتقل الثقل من قنوات "المهجر" MBC وروتانا إلى مدينة الرياض حيث يقع المقر الرئيسي للتلفزيون الرسمي للبلاد، وذلك بعد سنوات طويلة كان التلفزيون السعودي خلالها في تراجع "اختياري!" عن ركب المنافسة، غير قادر على مجاراة القنوات الخاصة التي تبث من مدن إعلامية خليجية وعربية وعالمية. كانت الرياض في سنوات مضت مجرد منصة بث "باهتة" للتلفزيون السعودي ولمكاتب القنوات الخاصة، بلا برامج ولا نجوم مؤثرين، أما العمل الإعلامي الحقيقي والمؤثر فكان يأتي من الخارج، من المدينة الإعلامية في دبي بالدرجة الأولى، ومدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، وأستوديوهات بيروت ولندن، ومنها أطل نجوم الإعلام الفضائي السعودي . لكن هذا الواقع لن يستمر وفق ما تشير إليه التحركات الأخيرة في وزارة الثقافة والإعلام بقيادة معالي الوزير د. عواد العواد، أو الهيئات المرتبطة بها، وعلى رأسها هيئة الإعلام المرئي والمسموع التي أعلنت أول أمس الثلاثاء عن توقيع مذكرة تعاون مهمة مع الهيئة العامة للاستثمار سيترتب عليها إعادة هيكلة كاملة لسوق الإعلام السعودي بشكل يسمح للمستثمر المحلي والخارجي الاستثمار الآمن في هذا القطاع، كما يهيئ الأرضية لإطلاق المدينة الإعلامية من داخل المملكة وبأعلى المستويات الاحترافية. هذه التحركات تسندها خطوات تطويرية لافتة في هيئة الإذاعة والتلفزيون تمثلت في استقطاب الكفاءات السعودية المهاجرة ومنحها مناصب قيادية لإدارة قنواتها المختلفة، وإعادة هيكلة القنوات ذاتها، ودمج بعضها، وإيقاف بعضها الآخر بشكل مؤقت، إلى جانب التفاوض مع نجوم الدراما السعودية لإعادتهم إلى بيتهم الأول بعد سنوات من التشتت بين القنوات الخاصة. حراك كبير ستتضح آثاره في شهر رمضان المقبل حيث يتوقع أن يتفوق فيه التلفزيون السعودي على بقية القنوات، خاصة على قناة MBC التي استحوذت على الموسم الرمضاني في السنوات الماضية. وسيكون هذا التفوق المنتظر بداية مرحلة جديدة بكل المقاييس ينتقل فيها الوهج والألق والإبداع إلى داخل المملكة لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.